تتعدد تضاريس الخريطة السياسية بمصر وتتنوع اتجاهاتها الايديولوجية ومرجعياتها . هناك 24 حزبا تم الاعتراف بها من طرف السلطات المصرية، لكن خارج «الوصل القانوني » تتواجد العديد من الحركات والاحزاب والتيارات التي تشتغل بشكل علني أو سري ، بعضها يشارك في الانتخابات وبعضها يعتبر أن المؤسسات الرسمية ليست إطارا شرعيا. أبرز الحركات هي جماعة «الاخوان المسلمون» التي توجد منذ تأسيسها في ثلاثينيات القرن الماضي، في صراع مع السلطة. وأبرز الاحزاب «الحزب الوطني الديمقراطي» الحزب الحاكم الذي يترأسه حسني مبارك ويهيمن على كل المؤسسات والمجالات السياسية والاقتصادية. وبين الجماعة والحزب، هناك تنظيمات أسست في حقب مختلفة وخاصة في عهد الرئيس حسني مبارك الذي أتى الى الرئاسة عقب اغتيال الرئيس أنور السادات في أكتوبر 1981. في الخمسة أيام الماضية، نزل الى الشارع بمدن مصر، مئات الالاف من الناس يطالبون برأس مبارك، يوحدهم شعار واحد :«الشعب يريد إسقاط النظام» وتم إحراق مقرات الحزب الحاكم ، وهي مظاهرات لم تشهد لها مصر مثيلا من قبل ، لم تكن لهذه الاحزاب القدرة على تأطير الشارع ، فهناك جيل جديد من الشباب اختار أن يبدع أشكالا تنظيميه وينحت شعاراته ويحدد نقط مطالبه التي تلتقي في بعض منها مع مطالب هذا الحزب أو ذاك. استعمل الشباب وسائل الاتصال والتواصل الحديثة ، وليس مقرات الاحزاب ليخوض معركته . ولم ينضبط لقائد سياسي أو لخطاب حزبي إلا لإرادته في التغيير وفي مطلب الحرية والديمقراطية ورحيل نظام هيمن على كل الفضاء المصري وجعل من الرئاسة ناديا عائليا يحتكر كل شئ من البرلمان إلى وسائل الاعلام الى الاقتصاد .... في الفقرات التالية ، تعريف بأبرز التنظيمات السياسية في مصر، مع التأكيد على أن القوى الرئيسية اليوم هي الشباب ... خارج مقرات الأحزاب والحركات . الحزب الوطني الديمقراطي أنشئ الحزب الوطني الديمقراطي في عام 1976 عندما قسّم الرئيس أنور السادات الاتحاد الاشتراكي العربي إلى 3 منظمات سياسية منفصلة تمثل اليمين والوسط واليسار. نشأ الحزب الوطني الديمقراطي من الكتلة الوسطية التي كانت تُعرف حتى عام 1978 باسم الاتحاد الاشتراكي العربي قبل أن يعتمد الحزب اسمه الحالي. أصبح الحزب الوطني الديمقراطي مرآة الخطاب الرسمي للنظام الحاكم بقيادة الرئيس حسني مبارك الذي يتولى منصب الرئيس منذ اغتيال السادات في 1981 . برز أمين عام الحزب ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف كشخصية أساسية في صفوف النخبة الحاكمة على مدى عقود، ويحتلّ نجل الرئيس جمال مبارك منصب نائب أمين عام الحزب ورئيس أمانة السياسات، وهي هيئة نافذة أنشأها هذا الأخير لتشرف على السياسات الحزبية حيال مجموعة واسعة من المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. منذ عام 2002 تقريبًا، باتت قيادة الحزب محصورةً بين الحرس القديم بقيادة صفوت الشريف والحرس الجديد المرتبط بنخبة رجال الأعمال برئاسة جمال مبارك. نجح الحزب الوطني الديمقراطي منذ تأسيسه، في الهيمنة على المؤسسات التمثيلية المصرية. ويشير موقع الحزب على الانترنت إلى أنه فاز بأغلبية تتراوح مابين 75% و95% في كل انتخابات تشريعية جرت منذ عام 1979 . ويدّعي الحزب أنه يضمّ حاليًا 1.9 مليون عضو . أبرز شخصيات الحزب: حسني مبارك: رئيس الحزب، رئيس مصر يوسف والي: نائب رئيس الحزب ووزير الزراعة سابقًا صفوت الشريف: الأمين العام ورئيس مجلس الشورى جمال مبارك: الأمين العام المساعد وأمين السياسات زكريا عزمي: الأمين العام المساعد ورئيس ديوان مبارك مفيد شهاب: الأمين العام المساعد والوزير المختص بالشؤون البرلمانية أحمد فتحي سرور: رئيس مجلس الشعب أحمد عز: أمين التنظيم ورئيس لجنة التخطيط والموازنة في مجلس الشعب ( قدم استقالته أول أمس ) حزب الوفد الجديد أنشئ حزب الوفد الجديد في 4 فبراير 1978، في محاولة لإعادة إحياء إرث حزب الوفد الأصلي الذي أدّى دورًا أساسيًا في المعترك السياسي ماقبل الحرب العالمية الثانية وحُظر بعد ثورة 1952 . كان الحزب من بين مجموعات سياسية عدّة نشأت بعد أن اتخذ الرئيس أنور السادات قرارًا بإرساء درجة محدودة من التعددية في العملية السياسية. في البداية، تولّى فؤاد سراج الدين قيادة حزب الوفد الجديد بعد أن كان أمين عام حزب الوفد ماقبل 1952 . تم تعليق أنشطة الحزب الجديد بعد بضعة أشهر فقط من تأسيسه، عندما تراجع السادات عن تجربة التعددية التي كان قد أطلقها وفرض قيودًا جديدة على المعارضة. تعرّض الحزب إلى انتكاسة أخرى في عام 1981 بتوقيف سراج الدين، إلا أنه مُنح الترخيص مجددًا كحزب سياسي شرعي بعد أن أصدرت محكمة في عام 1983 حكمًا في هذا الصدد. بعد انتخابات داخلية عقدت في ماي 2010، أصبح رجل الأعمال البارز السيد البدوي رئيس الحزب. تعهّد البدوي، وهو مالك شبكة «الحياة»التلفزيونية وشركة سيغما للصناعات الدوائية، علنًا، بإعادة الحزب إلى مكانته السابقة وأعلن أنه سوف يستقيل من منصبه في حال فشله في أداء هذه المهمة. غالبًا مايُعتبر حزب الوفد الجديد الحزب الشرعي الأقوى في المعارضة، إذ يستمدّ شرعيته من حزب الوفد السابق. تفوق موارده المالية تلك التي تملكها الأحزاب الأخرى، وله مكاتب في كلّ أنحاء مصر. ومع ذلك، تلاشى تأثير حزب الوفد أكثر فأكثر في السنوات العشرين الماضية. تمتّع الحزب تاريخيًا بدعم نخب رجال الأعمال والمسيحيين الأقباط، إلا أن بعض الوقائع تشير إلى أن أعضاء هذين الفئتين باتوا يتحولّون أكثر فأكثر نحو الحزب الوطني الديمقراطي. أبرز الشخصيات الحزبية: السيد البدوي: رئيس الحزب منير فخري عبد النور: السكرتير العام ونائب في مجلس الشعب أحمد عودة: السكرتير العام المساعد «جماعة الإخوان المسلمين» نشأت «جماعة الإخوان المسلمين» في الإسماعيلية برئاسة الشيخ حسن البنا عام 1928، كجمعية دينية تهدف إلى «التمسك بالدين وأخلاقياته »، وفى عام 1932 انتقل نشاط الجماعة إلى القاهرة ولم يبدأ نشاط الجماعة السياسى إلا في عام 1938 . وفي بداية ثورة 23 يوليوز ، ساند الإخوان الثورة والتي قام بها تنظيم الضباط الاحرار في مصر وكانوا الهيئة المدنية الوحيدة التي كانت تعلم بموعد قيام الثورة ، وكانت القوة الشعبية الوحيدة التي كان يعتمد عليها ضباط الجيش لتأمين الدولة ومواجهة الإنجليز . وكان التنظيم يضم عددا كبيرا من الضباط المنتمين للإخوان. حيث كان تنظيم الضباط الاحرار يضم جميع الاتجاهات والافكار السياسية من ضباط الجيش المصري وقتها، كما أن مجلس قيادة الثورة قد أصدر قراراً بحل جميع الأحزاب السياسية في البلاد مستثنياً جماعة الإخوان المسلمين لكونها كانت تقدم نفسها «كجماعة دينية دعوية». اصطدم الرئيس جمال عبد الناصر بالإخوان صداما شديدا نتيجة لمطالبة الإخوان لضباط الثورة بالعودة للثكنات وإعادة الحياة النيابية للبلاد ، مما أدى إلى اعتقال عدد كبير منهم بعد محاولة أحد المنتمين للجماعة اغتيال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في 26 أكتوبر 1954، ما أدى لإصابة بعض الحضور بينهم وزير سوداني . وتم إعدام عدد من قيادات الجماعة المؤثرة مثل الدكتور عبد القادر عودة و محمد فرغلي ، وأعدم سيد قطب مفكر الجماعة في عام 1966 ومعه خمسة من قيادات الإخوان . وفي انتخابات 2005 فاجأت الجماعة المراقبين بحصولها على 88 مقعداً في البرلمان من أصل 454 مقعداً مقابل 15 مقعداً في البرلمان الأخير(2010) والذي لا يكفي الجماعة لإملاء السياسات في البرلمان. الجمعية الوطنية للتغيير الجمعية الوطنية للتغيير هي ائتلاف واسع للمعارضة يدافع عن اعتماد إصلاحات دستورية تصب في مصلحة الديمقراطية، أنشأها الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ومجموعة من المناصرين. نشأت المنظمة من اجتماع أول عقد في فبراير 2010 في منزل البرادعي ضم حوالي 30 سياسيًا ومفكرًا وناشطًا وشخصيات بارزة أخرى استجابت للدعوة المتكررة للإصلاح الديمقراطي التي أطلقتها عودة البرادعي. حضرت الاجتماع كل مجموعات وحركات المعارضة تقريبًا، باستثناء حزب الوفد والحزب الناصري وحزب التجمع، وأنشئت عندها الجمعية الوطنية للتغيير. كانت المبادرة الأساسية التي قامت بها الجمعية إطلاق حملة وطنية واسعة لجمع مليون توقيع على بيان يتضمن 7 نقاط لإصلاح الدستور. تكثفت جهود جمع التواقيع ما إن وافق الإخوان المسلمون على المساعدة . الجمعية الوطنية للتغيير تقول إنها ليست بالحزب السياسي ولاتطمح لتكون حزبًا سياسيًا. في ظل الخلافات الداخلية التي أمست علنية، أوضحت الجمعية الوطنية للتغيير أن البرادعي ليس قائد المجموعة أو رمزها، بل مجرد رمز لهدف المجموعة. وقد صرح أحد قادتها أن «الجمعية ليست منظمة سياسية بهيكلية واضحة ولم يمكن البرادعي قط رئيسًا لها، بل هي حركة شعبية تضم الموقعين على البيان. البرادعي هو رمز التغيير والجمعية ». أبرز الشخصيات: محمد البرادعي: قائد الجمعية حسن نافعة: المنسق العام حمدي قنديل: المتحدث باسم الجمعية الحركة المصرية من أجل التغيير « كفاية» اجتمع 300 مفكر مصري من مختلف الخلفيات الإيديولوجية في نونبر 2004 في منزل قائد حزب الوسط أبو العلا ماضي ليؤسسوا الحركة المصرية من أجل التغيير التي تعرف بشعارها «كفاية». عقد الاجتماع لتناول الفرص السياسية المتاحة على ضوء الانتخابات التشريعية في عام 2005 . وافقت المجموعات على إنشاء لجنة مصغرة تضم 7 أعضاء. عُقد مؤتمر بعد فترة قصيرة حضره أكثر من 500 شخص وأدى إلى إنشاء حركة كفاية. لاتُعتَبَر حركة كفاية حزبًا سياسيًا ، بل تُعَدّ ائتلافًا يضم القوى السياسية التي توحّدت حول الدعوة المشتركة لإنهاء حكم مبارك. استخدمت «كفاية» شعارات بسيطة لكن قوية لتدعو إلى الإصلاح السياسي وانتقدت تمديد ولاية مبارك الرئاسية، وخلافة جمال مبارك، وفساد الحكومة، وحالة الطوارئ السارية في مصر منذ 1981 . نظّمت الحركة تظاهرات غير مصرح بها في تحدٍّ قوي لشرعية نظام مبارك، وكانت المجموعة الأولى التي توجه الانتقادات المباشرة إليه وإلى النخب الحاكمة الأخرى. بعد تظاهرة أولية نظمت في دجنبر 2004 ضمت حوالي 300 ناشط سياسي تجمعوا خارج المحكمة العليا في وسط القاهرة، نظمت تظاهرات في يناير 2005 في أماكن استراتيجية لجذب انتباه أكبر ، ومنها في معرض الكتاب في القاهرة، وحرم الجامعات، ووسط المدينة في ساحة التحرير. جذبت حركة «كفاية » انتباه وسائل الإعلام الأجنبية على أنها قوة تغيير، إلا أن انجازاتها كانت قليلة وتلاشت قوتها شيئًا فشيئاً حتى وهنت بحلول 2006 . لجأ نظام مبارك إلى اتخاذ تدابير عنيفة لاحتواء حركة «كفاية » ومنها الاعتداء الجسدي والتوقيف والاحتجاز من دون تهمة أو محاكمة، والتعذيب وحتى التحرش الجنسي والاغتصاب بحق المتظاهرات. كما استخدم النظام وسائل الإعلام التي يتحكم بها لتخريب حركة «كفاية»، فشوّه سمعتها وانتقص من أهدافها. واجهت «كفاية » عائقًا أساسيًا آخر وهو عجزها عن المحافظة على تحالف واسع يضم مختلف الإيديولوجيات، وذلك بسبب التشتت الإيديولوجي على الساحة السياسية المصرية وانعدام الثقة العميق بين الإسلاميين والعلمانيين. كما أدى انسحاب الإسلاميين من التحالف إلى إضعاف زخم الحركة إلى حد بعيد. أخيرًا، اتسمت حركة كفاية بطابع نخبوي وفشلت في الوصول إلى المجتمع الشعبي المصري، واقتصر نشاطها على دوائر المفكرين والناشطين السياسيين. حركة شباب 6 أبريل في ربيع عام 2008، انضم أكثر من 100 ألف شخص إلى مجموعة على الشبكة الإجتماعية «فايسبوك» للتعبير عن تضامنهم مع العمال المتظاهرين في مدينة المحلة الكبرى الصناعية في منطقة دلتا النيل. وفيما تحولت التظاهرات إلى إضراب لتطال مصر بأسرها، اكتسبت مجموعة «فايسبوك» زخمًا وتحولت إلى حركة سياسية عُرفت باسم «حركة شباب 6 أبريل». سخّر منظمو الحركة أدوات التشبيك على الإنترنت على نطاق واسع ليحضوا الأنصار على إظهار دعمهم للعمال من خلال لبس اللون الأسود وملازمة المنزل ومقاطعة المنتجات يوم الإضراب. ومنذ ذلك الحين، نظمت المجموعة تظاهرات أخرى للتضامن مع غزة ولدعم الصحافيين والمدونين المحتجزين وراء القضبان. في عام 2009، كان عدد الأعضاء لايزال يناهز 70 ألف مواطن مصري شاب، معظمهم من المتعلّمين ولاينتمون إلى أي طيف سياسي. لاتُعتَبَر حركة شباب 6 أبريل حزبًا سياسيًا رسميًا كما حركات التظاهرات الأخرى في مصر، إلا أنها تقدم منفذًا للجيل الجديد من المصريين الذين يتمتعون بوعي سياسي. منذ الإضراب الأول في عام 2008، كافحت الحركة للحفاظ على قدراتها التنظيمية. ساهمت حملة القمع التي شنها النظام في تراجع الحركة. في خلال الإضراب الأول، اعتدت قوى الأمن على عدد من قادة الحركة وأعضائها واضطهدتهم، وأدت حملة القمع القاسية إلى الحدّ من زخم حركة 6 أبريل. كما كانت ذكرى الإضراب في 2009 و2010 مضرجة بالدماء عندما تدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين. تمكّنت الحركة في البداية من تفادي القمع العملي ، إذ سخرت وسائل الإعلام على الإنترنت والشبكات الاجتماعية بمهارة، إلا أن النظام قوّض ميزتها التكنولوجية من خلال الحملات الإعلامية والاستراتيجيات الإعلامية الأخرى. بعد ذكرى الإضراب الأخيرة، رفعت الحركة دعوى تطالب فيها بحق التظاهر بعيدًا عن تدخل الشرطة. في يوليوز 2010، أعلنت حركة شباب 6 أبريل إطلاق حملة جديدة ضد الحزب الوطني الديمقراطي تحت شعار«مصر أرضنا وليست أرضهم». هدفت الحملة إلى نشر الوعي السياسي مع التركيز على فئة الشباب. تبنى أعضاء الحركة بيان محمد البرادعي الذي ضم 7 نقاط . أبرز الشخصيات: أسماء محفوظ: عضو مؤسس أحمد ماهر: عضو مؤسس إسراء عبد الفتاح: عضو مؤسس محمد عادل عمر علي: عضو أساسي وكاتب مدونة إلكترونية التجمع الوطني التقدمي الوحدوي نشأ حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي في عام 1976 من الجناح اليساري للاتحاد الاشتراكي العربي سابقًا الذي حلّه الرئيس أنور السادات. أسّس الحزب عضو الضباط الأحرار السابق خالد محيي الدين ليمثّل ائتلافًا متنوعًا من المجموعات التي تضمنت الناصريين والماركسيين والقوميين العرب. يدافع التجمع عن إقامة مجتمع إشتراكي من خلال عملية المشاركة الشعبية. يترأس الحزب حاليًا محمد رفعت السعيد. فيما كان الحزب في الماضي يحظى بدعمٍ كبير من طبقة العمال والنقابات والجامعات والمفكرين، تلاشى تأثيره بين هذه المجموعات منذ ذلك الحين. يصدر حزب التجمع جريدة «الأهالي»، وهي صحيفة حزبية أسبوعية تراجع انتشارها في السنوات الأخيرة. تحضيرًا للانتخابات التشريعية سنة 1984، أطلق حزب التجمع حملة شعبية (وهي استراتيجية كانت شائعة في حينها) وحاول حشد قاعدة أوسع من المناصرين من خلال التوجه إلى الجمهور الإسلامي. رفع الحزب من مكانة الوجوه الدينية ضمن هيكليته الداخلية وبدأ يدرج الرموز والشعارات الإسلامية في برنامجه السياسي. عند انهيار الاتحاد السوفياتي عدّل حزب التجمع أولوياته لتشمل تخفيف عبء الفقر ومكافحة الظلم. اعتمد الحزب مقاربة متسامحة أكثر فأكثر إزاء النظام، وهو تحوّل يقف وراءه الأمين العام الحالي رفعت السعيد الذي يقود الحزب منذ عام 2003 . بعد أداء الحزب السيء في الانتخابات التشريعية في عام 2005، نشب نزاع داخل الحزب. فوجّه الحزبيون الداعمون للإصلاح اللوم إلى السعيد للنتائج الضعيفة التي حققها الحزب، وطالبوا بطرح الثقة فيه وبأن تتولى لجنة مؤقتة قيادة الحزب. إلا أن السعيد بقي في منصبه على الرغم من الاتهامات التي قالت إنه ينتهج أسلوبًا إداريًا دكتاتوريًا إلى حد بعيد. أبرز الشخصيات الحزبية: محمد رفعت السعيد: الرئيس سيّد عبد العال: الأمين العام فريدة النقاش: رئيسة تحرير صحيفة «الأهالي» الحزبية. الحزب العربي الوطني الناصري حصل الحزب العربي الوطني الناصري على الترخيص في عام 1992 بقيادة ضياء الدين داوود بعد نزاع قانوني دام عشر سنوات مع لجنة شؤون الأحزاب السياسية والمؤسسات الحكومية الأخرى التي كانت قد حاولت إحباط مطالبته بالاعتراف القانوني. يدافع الحزب الناصري عن القومية العربية والاشتراكية والمثل الأخرى المرتبطة بثورة 1952 . اتخذ حزب الاتحاد العربي الاشتراكي نموذجًا لينظّم صفوفه ولايزال اليوم يمتثل للوثائق الأساسية التي وضعتها الثورة القومية، ومنها الميثاق الوطني وبرنامج 30 مارس 1968 . يقود الحزب رئيسه المسنّ ضياء الدين داوود الذي رفض التخلي عن منصبه على الرغم من منافسة أعضاء الحزب الأصغر سنًا الذين ألقوا اللوم عليه لركود الحزب. أدى التوتر بين معسكر داود القديم والجيل الجديد من الحزبيين إلى نشوب نزاع منذ عام 1996، عندما علّق داوود عضوية 5 حزبيين جدد كانوا قد وجّهوا الانتقادات إلى القيادة الحزبية المسنّة. أطلق طردهم سلسلة من الانشقاقات أدت إلى تقويض اللحمة داخل الحزب وتراجع معنويات الحزبيين. منذ ذلك الحين، انشق بعض الحزبيين وانضموا إلى حزب الكرامة وحزب الوفاق الوطني غير المرخصين، وهما منظمتان منشقّتان استفادتا من الفوضى داخل الحزب الناصري. تعرّض الحزب إلى انتكاسة أخرى في عام 2006 عندما استقال الصحافيان عبد الحليم قنديل وعبد الله السناوي من الصحيفة الحزبية -العربي- ، وترك وجه بارز آخر من الكوادر القيادية الحزبية هو ياسين نصار الحزب، عازيًا ذلك إلى أداء الحزب الضعيف في الانتخابات والإيديولوجيا الحزبية المتقادمة التي لم تعد تتماشى مع متطلبات العصر. ترك الصراع الداخلي المستمر أثره على عضوية الحزب، وكان قد انخفض عدد أعضائه إلى 3 آلاف في عام 2006 بعد أن ضمّ في عام 1992 أعلى نسبة له وهي 15 ألف حزبي. طالب بعض الأعضاء القادة الحزبيين مؤخرًا بتحديث الخطاب الحزبي وإعادة تركيز الأجندة على التحديات السياسية المعاصرة بدل تأييد الأفكار التي تعود إلى عصر عبد الناصر. أبرز الشخصيات الحزبية: ضياء الدين داوود: الرئيس أحمد حسين: الأمين العام محمد أبو العلا: نائب الرئيس