عقد هشام الكروج قبل أيام ندوة صحافية تحدث فيها عن إنجازاته التي جعلته يتربع للمرة الثانية على عرش ألعاب القوى العالمية، كما استعرض ماهو منتظر منه في المستقبل، خاصة بطولة العالم والألعاب الأولمبية التي تبقى الحلم الذي يسعى إلى تحقيقه حتى لا يظل ملكا بلا ذهب، وفي ندوته هذه تحدث البطل العالمي بكثير من الأسف عن موقف ما يسمى بوزارة الشبيبة والرياضة واللجنة الأولمبية واللجنة المؤقتة لتسيير شؤون ألعاب القوى، حين لم يكلف أي واحد منهم نفسه عناء استقبال البطل بعد عودته من موناكو حاملا التتويج العالمي، مع أن هؤلاء تعودوا على استقبال الأبطال المغاربة حتى حين لا يحملون معهم الألقاب، موقف لا يمكن وضعه سوى في خانة اللامبالاة، وعدم تقدير الأمور حق قدرها لأن هشام الكروج يمثل شخصية عامة، وكان من الأنسب أن يقام له حفل استقبال يليق به، وربما يعود تصرف ما زالوا يجلسون على كراسي المسؤولية دون وجه حق، إلى التخبط والعشوائية التي تميز المجال الرياضي منذ مدة، وعادة ما يعمل هؤلاء على الركوب فوق الأحداث والظهور في الواجهة، ومادام البطل الكروج قد خطف كل الأضواء فلم يعد أمامهم سوى الاختباء وعدم الظهور لكي لا يتورطوا في مراسيم قد تحرجهم. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن مسؤولينا المحترمين غضوا الطرف عن اللجنة الأمريكية التي حلت بالمغرب قبل عيد الفطر المبارك، والتي جاءت لأخد عينة من دم البطل هشام الكروج لاختبارها، وهذا التصرف الغريب تم في صمت ودون أن يعلم به أحد، وحسب مصادرنا فإن حضور هذه اللجنة تم بناء على نصائح جهات (...) لم تغفر للبطل العالمي هشام الكروج موقفه الأخير بموناكو الذي أكد فيها دعمه لأطفال العراق وفلسطين وأفغانستان، أثارت انتباه الأمريكيين الذين ربما وضعوه في خانة الداعمين للإرهاب، وهذه الخطوة ليست سوى البداية. نحن لا يهمنا حضور هذه اللجنة أو غيرها، لأن المغرب ولله الحمد قادر على الدفاع عن أبنائه، لكن الغريب هو تصرف اللجنة المؤقتة، التي فضلت التفرج بدل القيام برد فعل يضمن كرامة عدائها، ومن بعدها ما يسمى باللجنة الأولمبية، خصوصا وأن موسم ألعاب القوى لم يبدأ بعد، وما وقع هو محاولة لاستفزاز المغاربة، واختيار هشام الكروج هي خطة مدروسة، ليخبره الأمريكيون بأنه غير مرغوب فيه. وسيكون محط اهتمامهم، كيف وهو تحدى مشاعرهم مرتين "الأولى حين رفض جنسيتهم والثانية حين وقف في صف المسلمين والمضطهدين من قبل الإدارة الأمريكية، وكم كنا نرجو أن يجد هؤلاء الضيوف غير المرغوب فيهم مسؤولين قادرين على الوقوف ضد غطرسة الأمريكيين وغرورهم الزائد. لقد أبرز البطل الكروج مرة أخرى موقف المغاربة المنحاز لكل ما هو أمريكي، وعدم قدرتهم على الوقوف ضد السفيرة الأمريكية ومن يدور في فلكها، والأمر لم يعد يقتصر فقط على السياسة والاقتصاد بل تعدى إلى الجانب الرياضي، لتفرض أمريكا حصارا كاملا وتمنع أيا كان من البوح بمشاعره، فليس من حق هشام الكروج دعم العراق أو أفغانستان، وهو ليس حرا لتجاوز حدود المضمار الذي يجري فيه إلى الخوض في أمور سياسية، خاصة إذا كانت ضد مصالح أمريكا أو أنها تبوح بموقف عدائي ضد العم سام. ما تعرض له هشام الكروج هو رسالة مضمونة يوجهها الأمريكيون له ولكل من يسانده، وذلك مجرد محاولة لإخراص جميع الألسن، وما نتمناه هو أن يعبر أصحاب القرار عندنا عن حقيقة موقفهم اتجاه ما قام به الأمريكيون، لأن الأمر يهم بطلا مغربيا أثبت حضوره العالمي. أخيرا وليس آخر إن هشام الكروج البطل المغربي والعالمي يهم جميع المغاربة قاطبة، ويساندونه مهما كلف ذلك ورسالتنا واضحة تماما لمن يهمهم الأمر، وسلام.. محمد والي