على الرغم من أن حرارة الصيف تكتم الأنفاس وتلفح الوجوه، الأمر الذي يدفع بالكثير من النساء إلى السير شبه عاريات في الطرقات مرتديات تنانير قصيرة ما تكشفه أكثر مما تغطيه، إلا إننا لازلنا نرى الكثير من النساء تتشبث المحجبات بلباسهن الساتر، دون الاكتراث لشدة الحر في الصيف، مقتنعات بلباسهن متحديات لكل إغراءات الصيف من شواطئ اختلط فيها الحابل بالنابل، مكتفيات بإيمانهن القوي وقناعتهن. لا أجد مشكلة " عشوشة، امرأة في عقدها الرابع منقبة على الطريقة المغربية الأصيلة تقول: "لا أجد مشكلة في الصيف وذلك راجع الى قناعتي" مضيفة " انا انسانة منقبة والحمد لله وامارس حياتي الاجتماعية بشكل عادي، سواء كان الفصل صيفا أو شتاء، فالانسان هو من يضع حدودا لنفسه، فأنا الج الأماكن العمومية دون ادنى حرج وأذهب الى المقهى والى المنتزهات وحتى الشاطئ اذا كانت فيه الشروط الشرعية، المهم ألا أكون في مواقف شبهة" القماش الخفيف كانت ترتدي ملابس طويلة وبالوان صيفية حينما التقتها «التجديد»، وعن كيفية تعايشها مع الصيغ بحجابها، تقول أمل التي تعمل مرشدة دينية: "المرأة تستعمل القماش الخفيف في الصيف (ولا اقصد القماش الشفاف) وتستعمل السميك في الشتاء، وقد يكون هناك زيادة في الحرارة، لكنها عموما في مستوى تتحمله المرأة، فأنا لم يسبق لي ان عانيت من حرارة الصيف بسبب حجابي" .. وعن اغراءات الشواطئ، تبتسم أمل وتتابع قائلة: "الذهاب إلى الشاطئ والسباحة في البحر والأنهار ليس حراما لكن الحرام هو الاختلاط الفاحش الذي يحدث في تلك الأماكن فلو كانت هناك شواطئ خاصة بالنساء ومسابح ومناطق مغلقة على الأنهار والمنتجعات فلا مشكلة في ارتيادها ما دامت خاصة بالنساء. موقف معارض بينما ترى الهام، شابة في مقتبل العمر تعمل في مجال المعاملات البنكية، تقول انها من النوع المتحرر الذي "يعيش كما يريد دون أدنى قيود سواء دينية أو اجتماعية، وتحدتث بفرنسية ممزوجة بكلمات عربية قائلة. "ارتداء المرأة للحجاب في الصيف سجن لها، واختناق لا يمكن تحمله" موقف إلهام ليس ماديا مرتبطا بالصيف لكنه موقف إديولوجي تعتبره ظاهرة سياسية وعائقا أمام التنمية والتطور والحداثة . وتضيف بنبرة حادة:"لا أرى داعيا لارتداء الحجاب خاصة وانه سيقيد حريتي ويحرمني من ارتياد الكثير من الأماكن أهمها المسابح والشواطئ". مارية ، مغربية مهاجرة بايطاليا ترد على هذه النظرة بقولها: " من شب على شيء شاب عليه، ومخطئ من يرى أن المرأة لن تتعايش مع الحرارة بارتدائها الحجاب، المسلمة المتدينة تؤمن أنها مصانة بحجابها لأنه يخفي مفاتهنا حتى لا تصبح سلعه رخيصه، وسواء كان صيفا أو شتاء فان الحجاب في كل الاحوال فيه خير للمرأة" وتؤكد مارية بلغة جازمة: "أنا اختار الملابس التي تناسب حرارة الصيف طبعا دون ان تخل بشرط من شروط الحجاب، وكما هي الملابس القصيرة موجودة، فان الملابس الطويلة والخفيفة موجودة كذلك" وتقول صفاء أستاذة العلوم الطبيعية بالثانوي، عن كيفية تعاملها مع الصيف بحجابها " قوة تحملي للحرارة بالحجاب تعود إلى كوني أنحدر من أسرة محافظة تربيت فيها على احترام الذات قبل كل شيء. فقد كان احتجابي بمحض إرادتي و عن قناعة مني بأنه فرض تماما كالصلاة و غيرها من الفرائض، لهذا فلا شيء سيجعلني أتخلى عنه مهما كانت حرارة الصيف "، وتضيف مبتسمة "أما بالنسبة للإغراءات التي قد تثيرني كالسباحة في البحر، فبإمكاني السباحة بملابس مناسبة في شواطئ لائقة، وتنبه صفاء إلى أن اللباس يحمي بشرة الجسم من أشعة الشمس الضارة و التي تتسبب في أمراض" وتتابع قولها "بما أني مقتنعة تماما باختياري فآراء المستهزئين من ارتدائي الحجاب خاصة في الصيف، لا تهمني، لكني أتمنى من الله أن يتمكنوا من التوصل إلى هذه المعاني ويفهموها ليحترموا اختيارنا"