أعلن وفد المعارضة السورية الذي يزور موسكو رفضه لأي تدخل خارجي في بلاده. وعبّر الوفد في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» عن ثقته بقدرة المعارضة على إسقاط النظام بالطرق السلمية، وشرح «عدالة قضية الشعب السوري في تطلعاته من أجل الحرية والديمقراطية والوصول إلى دولة مدنية يتشارك فيها الجميع على مختلف الطوائف والأديان والاتجاهات السياسية». ووصل الوفد إلى موسكو، الاثنين الماضي، بمبادرة من منظمات روسية من بينها «الجمعية الروسية للتضامن والتعاون مع شعوب آسيا وأفريقيا». وبحسب «يونايتد برس إنتلرناشيونال»، أضاف الوفد أن «روسيا لديها مكانة سياسية ودولية هامة و نطمح لوقوفها إلى جانب الشعب السوري في قضاياه العادلة». ورداً على سؤال عن التطلعات القومية الكردية، قال الناشط الكردي رضوان العدينية «لا يريد الأكراد الانفصال عن سوريا ولا يجوز الشك في نوايا الأكراد في هذا الموضوع. وكل ما يشاع عن رغبة الأكراد بانفصالهم عن سوريا هي من صنع النظام السوري لبث الفرقة بين شرائح المجتمع». وحول دور جماعة الإخوان المسلمين ومدى قبولها في الشارع السوري قال القيادي في الجماعة ملهم الدروبي إن الجماعة « من مكونات الشارع السوري، وهي قامت منذ العام 1996 بمراجعة داخلية لاستراتيجية وفكر الجماعة خلال فترة زادت عن عشر سنوات توصلت خلالها للمشروع السياسي الذي نص على أهمية الحرية في كافة المجالات السياسية والدينية». وحول تخوف الغرب من وصول الإسلاميين إلى الحكم، قال الدروبي «نحن نقوم بجولات ولقاءات لنشرح للعالم وجهة نظرنا وبأن الجماعة في سوريا لا تشكل كل المجتمع السوري بل هي عبارة عن شريحة منه». واعتبر أنه من غير المجدي أن يقيم المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا علاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد، معتبراً أنه من الأفضل إقامة علاقات مع دولة يسود فيها القانون والاستقرار. وردا على سؤال عن اللقاء المقرر عقده بين ممثلي النظام السوري والمعارضة في دمشق الشهر المقبل قال الوفد إن الأشخاص الذين يجتمعون مع النظام السوري في دمشق لا يمثلون المعارضة السورية أو مطالب الشعب السوري ولا يوجد أي تنسيق معهم من جانب الوفد. وأشار الى وجود عدم فهم وإدراك صحيح ل»ما يجري على أرض الواقع من عنف وقتل ضد المدنيين داخل سوريا من بعض السياسيين الروس»، مضيفاً ان زيارته لموسكو جاءت أيضاً للتأكيد على سلمية الثورة وعدم امتلاكها أي سلاح كما «روج الإعلام السوري». وذكر أعضاء الوفد أن لديهم أشرطة فيديو «موثقة تظهر كيف يعتلي الأمن السوري أسطح المباني الحكومية ويقوم بإطلاق النار على المدنيين العزل بالرصاص الحي، بالإضافة الى قائمة تضم أسماء 1400 شخص قتلوا أثناء التظاهرات على أيدي قوات الأمن وتحويل ملعب الفيحاء إلى معتقل جماعي بعد أن وصل عدد المعتقلين إلى 15 ألف». وقال الوفد أن ما يجري في سوريا هو «جرائم ضد الإنسانية من خلال إطلاق النار العشوائي على المتظاهرين ومنع سيارات الإسعاف من نقلهم ومنع المصابين من الحصول على العلاج». ودعا رئيس وفد المعارضة السورية رضوان زيادة موسكو إلى إعادة النظر في علاقاتها مع السلطات السورية للحفاظ على علاقات واسعة مع الشعب السوري تضمن المصالح الروسية في المستقبل. ومن المتوقع أن يكون الوفد قد التقى، أول أمس، ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية، ومبعوث الرئيس الروسي للتعاون مع أفريقيا، والذي يرأس أيضاً مجلس الجمعية الروسية للتضامن مع بلدان آسيا وأفريقيا.