تغطي الوثائق الثلاث التي كشف عنها موقع ''ويكيلكس'' مرحلة حساسة من المفاوضات المغربية مع جبهة البوليساريو، وهي المرحلة التي تمتد من أبريل 2008 حتى أبريل ,2009 وهي الفترة التي شهدت تبني مجلس الأمن لقرار رقم 1813 الذي أكد على مصداقية وجدية المقترح المغربي، في الوقت الذي أعلن فيه بيتر فالسوم المبعوث الأممي السابق أن خيار الاستقلال في الصحراء كما تطالب البوليساريو ''خيار غير واقعي''. حتى القرار 1871 الذي اتخذه مجلس الأمن في أبريل 2009 ودعا إلى مفاوضات غير مباشرة تحت إشراف المبعوث الأممي كريستوفر روس. لقد حقق المغرب منذ أن طرح مبادرة الحكم الذاتي وبدء المفاوضات حتى سنة 2008 ثلاث مكاسب هامة: أولها الترحيب الدولي البارز بالمبادرة من لدن القوى الكبرى، ولعل أهم موقف هو إعلان الرئيس جورج بوش رسميا وصراحة في رسالة بعث بها إلى الملك محمد السادس في يونيو 2008 أن الحكم الذاتي هو ''الحل الممكن والوحيد'' لقضية الصحراء. المكسب الثاني تمثل في مضمون قرار 1754 الذي وصف المقترح المغربي بالجدية والمصداقية والواقعية، وإن أشار إلى مطلب البوليساريو. المكسب الثالث هو ما صرح به المبعوث الأممي السابق بيتر فان فالسوم في تقرير منفصل قدمه أمام أعضاء مجلس الأمن في 21 أبريل 2008 ثم نشره على شكل مقالة في صحيفة ''الباييس'' الإسبانية في غشت من السنة نفسها يؤكد فيها أن مطلب الاستقلال الذي تطالب به البوليساريو والجزائر هو ''خيار غير واقعي''. هذه المكاسب قوضتها ضربة جاءت من بان كي مون بضغط من البوليساريو والجزائر تطالب بإبعاد فالسوم. تشير الوثيقة المؤرخة في 5 شتنبر 2008 إلى أن المغرب غضب غضبا شديدا لإبعاد فالسوم، واعتبر القرار فيه سوء نية تقصد إلى التراجع عن التقدم الذي حصل، وتؤكد أن المغرب مصر على أن يكون التفاوض حول الحكم الذاتي ولاشيء غيره. أما الوثيقة الثانية المؤرخة في 27 فبراير 2009 فتتحدث عن نتائج الجولة الأولى لكريستوفر روس إلى المغرب، وعن تصوره لكيفية بناء الثقة السياسية. أما الوثيقة الثالثة المؤرخة في 6 أبريل 2009 فهي تقدم توصيات وخلاصات مركزة بغرض مساعدة الإدارة الأمريكيةالجديدة بزعامة باراك أوباما على بناء موقفها من النزاع. وفيما يلي مضمون الوثائق المعلنة على موقع ويكيليكس، وسياقها. للإطلاع على الملف اضغط هنا