أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسميا يوم الأحد 1 ماي 2011 مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بعد عشر سنوات من المواجهات المباشرة وغير المباشرة، فيما أكدت نيويورك تايمز أن جثة بن لادن قد دفنت في البحر، بمبرر أن لا دولة مستعدة لاستقبال جثته. لكن تنظيم القاعدة لم يؤكد أن ينفي لحد زوال أمس خبر مقتل بن لادن. وكانت ينازير بوتو رئيسة وزراء باكستان قد أعلنت قبل سنوات مقتل بن لادن، لكن تبين فيما بعد أنه غير صحيح. وبينما لقي مقتل بن لادن ترحيبا واسعا، خاصة من لدن دول الغرب، على اعتبار أن ما تحقق هو انتصار أمريكي غربي على تنظيم إرهابي قض مضجعه طوال سنوات، حذر مراقبون ومختصون من ضربات انتقامية للتنظيم ضد مصالح غربية، مؤكدين أن مقتل بن لادن لن يؤثر في قوة التنظيم ولا في فكرة وتنظيمات التي تتبنى العنف المسلح من أجل تحقيق أهدافها. وأكد أوباما أن مقتل بن لادن تم في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وأوضح أن وحدة عسكرية أمريكية صغيرة شاركت فيها طائرات ''أباتشي''هاجمت مجمعا سكنيا تكلّف مليون دولار في منطقة أبوت آباد الواقعة على بعد 06 كلمترا شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد، بالتعاون مع مخابراتها. وقاتل إنه يمقتل بن لادن، تكون العدالة قد تحققت حسب زعمه. وذكرت محطة ''سي أن أن'' بن لادن قتل برصاصة في الرأس، وقتل معه ثلاثة أشخاص، بينهم أحد أبنائه، وسيدة استخدموها درعا بشريا. وقال أوباما إن أمريكا لم تكن تحارب الإسلام، بل حاربت الإرهاب والقاعدة. لكن مراقبون يؤكدون أن أمريكا استثمرت في القاعدة، كما استثمرت فيها أنظمة عربية لتقويض الحريات والديمقراطية. وحول آثار مقتل بن لادن على تنظيم القاعدة، استبعد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية، أن يكون هناك تأثير سلبي على التنظيم، لأنه يشتغل عبر تنظيمات جهوية لها استقلالية تامة عن التنظيم المركزي، تقرر وتخطط وتنفذ لوحدها، وحذر الحسيني من ضربات انتقامية ضد مصالح أمريكا والغرب، وقال إن ذلك هو ما يفسر حالة التأهب في العديد من العواصمالغربية. كما استبعد الحسيني أن يؤثر مقتل بن لادن على الإديولوجية التي قام على أساسها التنظيم، وأكد أن مما يزيد من قوة إديولوجية تنظيم القاعدة، استمرار ممارسات الظلم وعدم المساواة وعدم تطبيق القانون من لدن القوى الدولية، خاصة أمريكا. أما محمد العمراني بوخبز، أستاذ القانون العام، فقد نبّه إلى التوقيت المفاجيء الذي أعلن فيه باراك أوباما عن مقتل بن لادن، وفي ظل تراجع وفشل متوال للسياسة الأمريكية عن تحقيق أهدافها في أفغانستان والعراق منذ مجيء أوباما. وقال إن مقتل بن لادن أنقذت أوباما وهو على أبواب الانتخابات الأمريكية. وأكد بدوره أن مقتل بن لادن لن يؤثر على تنظيم القاعدة، لأنه فكرة أساسا، اكتسبت على مرّ السنوات الماضية زخما وتبنيا لها من لدن تنظيمات إقليمية وجهوية. وفي ردود الفعل العربية، عبرت العربية السعودية عن أملها في أن يساعد قتل بن لادن الحرب ضد الإرهاب، وأن يساعد في ''القضاء على الفكر الضال الذي يقف وراءه''. من جهتها، طالبت جماعة الإخوان المسلمين بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق بعد مقتل أسامة بن لادن وقال عصام العريان، المتحدث باسم الجماعة في مصر لرويترز، إنه بمقتل بن لادن أزيل أحد أسباب ممارسة العنف في العالم. واستطرد قائلا: لقد حان الوقت لأن ينسحب أوباما من أفغانستان والعراق وينهي احتلال الولاياتالمتحدة والقوات الغربية في أنحاء العالم والذي تسبب في إذاية الدول الإسلامية طويلا. أما حامد كرزاي، رئيس أفغانستان، فقد دعا إلى استهداف الإرهاب في مقاعده الآمنة، وليس في بلاده. ووصف الرئيس التركي عبد الله غول بن لادن بأخطر إرهابي في العالم، معبّرا عن ارتياحه لمقتله.