لعل الأمر يتعلق بأهم خبر أسعد الأمريكيين هذه الأيام ، إنه الحدث الذي خططت له الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية طيلة أكثر من عشر سنوات ، وانتظر الأمريكيون سماع خبر عنه طوال هذه المدة ، حدث يتعلق بأسامة بن لادن الذي أعاد رسم خريطة التوازنات السياسية في العالم ، حيث أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما فجر أمس الاثنين مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية قادتها بلاده على مبنى في باكستان، وقال أوباما أن بلاده تحتجز جثة بن لادن ، معتبرا ذلك أعظم إنجاز للولايات المتحدة. وأكد الرئيس الأمريكي في كلمة موجزة إن قوة خاصة أميركية نفذت العملية ، وإن معركة عنيفة جرت حتى مقتل بن لادن، وإن التعاون مع باكستان في مجال مكافحة ما أسماه الإرهاب ساعد في التوصل إلى بن لادن. واعتبر أوباما أن العدالة تحققت. وقالت باكستان إن قواتها شاركت مع القوات الأمريكية في عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، الذي تأكد مقتله بعد أن نقلت قناة جيو الباكستانية صورة لجثته وعليها جروح وكدمات. وأكد رئيس الاستخبارات الباكستانية أمس الاثنين مقتل زعيم تنظيم القاعدة وأحد أبنائه في عملية مشتركة للقوات الأمريكيةوالباكستانية. وقال المدير العام للاستخبارات الداخلية الباكستانية الفريق أحمد شوجا إن بن لادن قتل في إبت آباد التي تبعد حوالي ستين كيلومترا شمال شرق العاصمة إسلام آباد. واحتفت وسائل الإعلام الأمريكية بشكل كبير بالخبر واعتبرته نجاحا لأوباما الذي تعهد في حملته الانتخابية بالوصول إلى بن لادن، الذي تبحث عنه السلطات الأمريكية منذ اختفائه في أفغانستان أواخر العام 2001 .. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس الاثنين، أن جثة أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، نقلت إلى أفغانستان بعد قتله في باكستان ودفنت في وقت لاحق في البحر، وذلك لصعوبة إقناع أية دولة باستقبال جثته. وكان مسؤول أمريكي قد قال أمس ، أن الولاياتالمتحدة تجري اختبارا للحمض النووي لزعيم تنظيم القاعدة القتيل أسامة بن لادن، واستخدمت تقنيات للتعرف على الوجه للمساعدة في تحديد هويته. وقال المسؤول: إن نتائج تحليل الحمض النووي ستظهر في الأيام القليلة القادمة. و اتهم أسامة بن لادن بانه وراء العديد من العمليات الارهابية في العالم من الهجمات على سفارتين امريكيتين في شرق افريقيا عام 1998 الى الهجمات الاشهر على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر عام 2001. ومنذ ذلك الحين، ارتبط تنظيم القاعدة الذي يتزعمه بشكل غير مباشر بهجمات في جزيرة بالي في اندونيسيا وعاصمتها جاكرتا، وهجمات انتحارية دموية في الدارالبيضاء والرياض واسطنبول. وأعلن مسؤول في الإدارة الأمريكية أنه يعتقد أن أحد أبناء زعيم القاعدة بن لادن، توفي إلى جانبه رفقة شخصين آخرين، وفي نفس السياق أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا لرعاياها من السفر لشتى أنحاء العالم، احتمالا لاستهدافها في أعمال عنف ضدهم. و توالت ابتداء من صبيحة أمس ردود الأفعال حول نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي أعلنه الرئيس باراك أوباما بعد قرابة 10 سنوات على هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة التي نفذها تنظيم القاعدة، وأسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص. وجاءت أولى ردود الفعل هذه على لسان الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، الذي وصف مقتل بن لادن بأنه «انتصار لأمريكا ولمن يسعون إلى السلام حول العالم، ولهؤلاء الذين فقدوا أحباءهم في 11 سبتمبر عام 2001». وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون: إن مقتل أسامة بن لادن يشكل «عامل ارتياح كبيرا لشعوب العالم.» وأشار إلى أن قتل بن لادن يشكل «نجاحا خارقا»، حيث لن يعود بإمكانه بعد الآن الاستمرار في حملة زرع الرعب. واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن مقتل بن لادن «حدث كبير في مكافحة الإرهاب في العالم»، بينما قال وزير خارجيته آلان جوبيه إن مقتل بن لادن «نصر لكل الديمقراطيات في العالم التي تحارب هذا البلاء المبرم المسمى بالإرهاب». وأضاف في بيان أن «فرنساوالولاياتالمتحدة ودول أوروبية أخرى كانت تنسق لمحاربة الإرهاب. هذا الخبر أثلج صدري». ولكن جوبيه حذر من أن مقتل زعيم القاعدة لا يعني نهاية التهديد، «يجب أن نكون أكثر حذرا من أي وقت مضى، تهديد الإرهاب مرتفع، وقد رأينا ذلك في مراكش قبل أيام قليلة». وزاد «المعركة لم تنته بعد ضد الجبناء الذين يقتلون الأبرياء»، على حد قوله. أما إيطاليا فقد قالت على لسان وزير خارجيتها إن «مقتل بن لادن يشكل انتصارا للخير على الشر». ورحبت روسيا بمقتل بن لادن، وقال الكرملين في بيان أصدره بالمناسبة إن «الثأر لا مفر منه من كل الإرهابيين» وأضاف البيان «النضال المشترك وحده ضد الإرهاب العالمي كفيل بتحقيق هذه النتيجة، روسيا مستعدة لزيادة تعاونها». إلى ذلك أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا إلى مواطنيها في الخارج بتوخي الحذر خشية تعرضهم لاعتداءات للأخذ بالثأر بعد مقتل بن لادن، حيث جاء في بيان أصدرته الخارجية، أمس الاثنين ، إنه يتعين على الأمريكيين تقييد دائرة تحركاتهم خارج أماكن إقامتهم، وتجنب حضور التجمعات الحاشدة. وأضافت الخارجية الأمريكية، أنه سيتم تشديد الحراسة والأمن على سفاراتها في جميع أنحاء العالم. من جهتها حذرت الشرطة الدولية «الانتربول» من احتمال وجود خطرإرهابي أكبر من العادة بعد تصفية أسامة بن لادن، مشيرة إلى أن مقتله يشكل خطرا أكبر من جانب القاعدة وأضاف الامين العام للانتربول رونالد نوبل: «اهم ارهابي مطارد في العالم لم يعد موجودا لكن موت بن لادن لا يعني زوال المنظمات المرتبطة بالقاعدة او التي تستلهم منها، وستواصل التورط في هجمات إرهابية في العالم»،