نظم المركز الأردني للدراسات والمعلومات وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية مؤتمرا دينيا حول التعارف والحوار مع الآخر، بمشاركة قيادات ومفكرين إسلاميين ومسيحيين من عشر دول عربية وأجنبية يومي الأحد والاثنين المنصرمين. وأشار بلال التل، رئيس المركز الأردني للدراسات والمعلومات، في حفل الافتتاح إلى أن الحكمة الربانية اقتضت خلق البشر واستخلافهم في الأرض لغاية التعارف والتعاون والإعمار، لافتا النظر إلى أن الحوار «كان وسيلة التفاهم منذ اللحظة الأولى لخلق البشرية، إذ أصبح مكونا أساسيا من مكونات ثقافتنا وحضارتنا». ودعا الشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس، إلى أهمية الاتفاق على خطاب عربي إسلامي مسيحي مشترك للتعرف على الآخر، «هذا الذي يريد أن يستأثر بفلسطين ويثبت احتلالها وهو الذي يطالب بإبعاد أهل فلسطين وتسفيرهم عن أرض آبائهم وأجدادهم». وألقى مندوب البابا شنودة كلمة دعا فيها إلى تفاعل رجال الدين والعلماء والمفكرين مع مستوى الأحداث و»ألا يظلوا حبيسي الشعارات، وهذا يؤهلهم لتشخيص الداء وتحديد الدواء الناجع لمشاكل المجتمع». وقدم إبراهيم الربو من جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ورقة عمل بعنوان لماذا تعارفوا، وأكد فيها أن قوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) «يمثل خطابا موجها للبشرية جمعاء وليس إلى فريق معين، مشيرا إلى أن عملية التعارف تعني التفاعل الاجتماعي وهي محكومة بميزان التقوى والكرامة لبني الإنسان عموما». ويأتي الحوار الإسلامي المسيحي بعد أيام قلائل من التوقيع على الاتفاقية بين المنتدى الإسلامي العالمي للحوار ومجلس كنائس الشرق الأوسط في مصر بهدف فتح باب الحوار بين الطرفين.