بطلب من وزارة الأوقاف الأردنية ألقى الداعبة الاسلامي الشاب "عمرو خالد" سلسلة دروس دينية وأخلاقية بالمحافظات الأردنية، حيث قدم محاضرة حول"معركة مؤتة" بمسجد جعفر بن أبي طالب بمدينة المزار الجنوبي في محافظة الكرك -جنوب المملكة الأردنية- حضرها وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن الدكتور أحمد هليل، وأخرى بعنوان: "ما الذي غرسه النبي صلى الله عليه وسلم في الصحابة؟. وأعلن مصدر أردني مسؤول أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني استقبل الداعية المصري دون ذكر التفاصيل، كما لم يمنع انشغال قرينته الملكة رانيا من حضور إحدى المحاضرات التي ألقاها الداعية المصري في قصر الثقافة والتي كانت بعنوان: "حياتنا نصنعها بأيدينا"، وحضرها أحد أمراء الأسرة الحاكمة الأمير "علي بن نايف" مع 200 شخص. وبدأ الداعية عمرو خالد حديثه قائلا: "لقد خفت حقا من حرارة التصفيق وشعرت بالرهبة، وأنا لا أستحق كل هذا، بل أنا أضعف من ذلك"، وأضاف: "لقد خفت على نفسي، وخفت عليكم أيضا؛ لأن الارتباط بشخص شيء صعب للغاية، ومن يُصفَّق له الآن فلن يجد من يصفق له في قبره، ولا أحد سيبقى، كلنا فان، وكلنا إلى التراب، الباقي هو الإسلام". وفسرت بعض التحاليل السماح لعمرو خالد بإلقاء المحاضرات بالمملكة الأردنية، بعدما منع نشاطه في مصر، هو سعي وزارة الأوقاف الأردنية إلى إسماع الخطاب الإسلامي الذي يتناوله الداعية إلى معظم الأردنيين. وأشار عمرو خالد الداعية الإسلامي في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الأوقاف إلى أن المحاضرات الدينية التي يلقيها تتحدث في شؤون الدين الإسلامي، وتدعو إلى احترام الآخرين على اختلاف أديانهم وعقائدهم، وأعلن أن هناك سلسلة من هذه المحاضرات سيلقيها في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا وأوروبا للمغتربين هناك. وتابع الداعية خالد قوله إن ما وجده من إقبال كبير في الأردن على المحاضرات الدينية يدعو إلى الأمل والتفاؤل بالشباب المسلم خاصة والمسلمين عامة في سعيهم لتعلم دينهم، معربا عن ارتياحه للدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في المملكة الأردنية وحرصها على الاهتمام بالمفكرين والعلماء. وجدد الداعية الاسلامي "عمرو خالد" تأكيد ما أدلى به سابقا "للتجديد"، في حوار أجري معه خلال زيارته للمغرب في ربيع السنة المنصرمة، أن عمله كداعية يعتمد على أبعاد أخلاقية وإيمانية، منطلقا من ثلاث دعائم أساسية هي: لا للفتوى ولا للسياسة ولا للتنظيمات والأحزاب، حتى تبقى دعوته للأمة كلها بعيدة عن أي اعتبارات اخرى، وأن ما يدعو له من شمولية وتكاملية مبنية على بث الصفات الحميدة والاخلاق العظيمة. من جهته أعرب "إبراهيم زيد الكيلاني" كبير علماء الشريعة في جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن عن إعجابه الشديد بالداعية عمرو خالد وبالأسلوب الذي تعامل به المواطنون الأردنيون أثناء قدومه إلى الأردن. وقال "إبراهيم زيد الكيلاني" في حديث خاص لشبكة "إسلام أون لاين.نت" السبت 25-1-2003: "إنها سابقة لم تحدث في الأردن إطلاقا أن تقوم جهة حكومية بالتعاون مع جهة خاصة باستقدام أحد الدعاة إلى الله وإقامة مجموعة من المحاضرات له مدفوعة الأجر مسبقا... كما أنها سابقة في أن تكون مثل هذه المحاضرات من خلال حفلات بتذاكر... هذا أمر جديد كليا على الأردنيين". وأشار الكيلاني إلى أن أشد ما يعجب الناس في حديث عمرو خالد هو أدبه الجم؛ حيث يلامس أمراض الناس برفق وأدب دون أن يقلقهم أو يزعجهم حين يقدم الدواء لهذه الإمراض. وكان عمرو خالد قد ترك مصر وتوجه لبريطانيا لدراسة الدكتوراة، وسط شائعات بعضها يقول إنه ترك مصر بسبب مسؤوليته عن ارتداء زوجة مسؤول كبير للحجاب على خلفية متابعتها لدروسه، هذا في حين قالت مصادر تلفزيونية مقربة من الداعية الشاب إنه "فضّل الدراسة عن التصادم مع أي جهة". هذا في الوقت الذي ترددت فيه الكثير من الشائعات أن منع خالد يأتي في إطار صد اتهامات خارجية لمصر بإذكاء روح الكراهية للأمريكيين، وترويج مفاهيم من شأنها الإضرار بالعلاقة الإستراتيجية التي تربط بين البلدين. وقالت مصادرسياسية: إن هذا الإجراء تزامن مع سعي عدد من أنصار اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة إلى الزج باسم مصر في طريق الخطط الأمريكية لمحاربة الإرهاب. لكن مصادر مقربة من عمرو خالد أشارت إلى حدوث نوع من التضييق عليه في الآونة الأخيرة، وقالت إنه فضّل الدراسة في التخصص الذي يحبه "عن إغضاب أحد بحديثه للفضائيات العربية والأجنبية". ع.ل