قال مصطفى الرميد، القيادي في العدالة والتنمية، إن مغرب العهد الجديد فتحت فيه كل الأوراش إلا الورش الديمقراطي، داعيا إلى إصلاح دستوري عميق يرسخ الديمقراطية ويفصل بين السلط. وأكد أن المغاربة يطالبون بإصلاح النظام وليس تغييره، وأن على عقلاءه أن يخرجوا من دائرة الصمت. وأضاف الرميد، في ندوة لمنظمة التجديد الطلابي بالرباط حول الثورات العربية وآفاقها الديمقراطية، أن الدستور المغربي يتضمن نصوصا جيدة وأخرى متجاوزة، وقال إنه يتعرض أحيانا لتأويلات سلطوية ما أنزل الله بها من سلطان، وضرب المثال بالفصل 24 من الدستور الذي تم بمقتضاه الانقلاب على المنهجية الديمقراطية في انتخابات .2002 من جهته اعتبر عبد العالي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية بطنجة، أن الدساتير في العالم العربي شكلية، مؤكدا حاجة المغرب إلى دستور ديمقراطي، يفصل بين السلط، ويقر ملكية برلمانية، وقضاء مستقل. وأضاف أن محاربة الفساد وإقرار الديمقراطية اليوم في المغرب تأكد أنه غير ممكن بدون مراجعة الدستور في الاتجاه المذكور. من جهته اعتبر توفيق بوعشرين، مدير يومية ''أخبار اليوم''، أن تغيير الدستوري مطلب آني للشعب المغربي عبر عنه في أكثر من 53 مدينة يوم 20 فبراير، لم يشهدها المغرب من قبل، مؤكدا أن الشباب المغربي كان واضحا ودقيقا في مطالبه، وأولها إقرار ملكية برلمانية حتى لا يبقى المحيطون بالملك يستفيدون من فائض السلطة الذي يمنحه له الدستور الحالي. وبينما اعتبر بوعشرين أن الثورات العربية الحالية تكتب تاريخا جديدا يقطع مع ديمقراطية الواجهة، قال حامي الدين إنها هزيمة للأنظمة ولنخبها السياسية، وأن الشعوب تحررت من الخوف، وأصبحت مستعدة لأن تقدم الشهداء من أجل حريتها وكرامتها. واعتبر أن حالة الاستبداد الذي تعاني منه هو نتيجة للتحالف غير المقدس بين المال والسلطة والأمن. وشدد الرميد في السياق نفسه أن الاستثناء المغربي ليس هو عدم الاحتجاج بل هو أن يلتقي الملك والشعب من أجل تسريع إصلاحات جديدة تقود المغاربة إلى ملكية برلمانية. وأبرز أن ما يقع اليوم في العالم العربي يكاد يكون حتمية تاريخية لا يمكن ردها أو الإلتفاف عليها. محذرا من عدم الاكتراث للتفاعلات التي تعتمل اليوم في الشعب المغربي وهو يتابع ما يجري يوميا في ليبيا وقبلها في تونس ومصر. ووصف بوعشرين حزب الأصالة والمعاصرة بأنه ''طفل غير شرعي''، ويجب على من كان السبب في وجوده أن يتخلص منه بطريقة من الطرق. مشددا على أن ما يعيشه العالم العربي هو موجة رابعة من الديمقراطية، تأخرت لعدة عوامل أبرزها أن الأنظمة اختارت ديمقراطية الواجهة وهي اليوم تدفع ثمن ذلك. وقال إن الإسلاميين أسهموا بذكاء في نجاح الثورتين التونسية والمصرية، مبرزا أن الثورات تجمع، في حين أن الإستبداد يفرق ويستغل الاختلافات لصالحه.