أكد الدكتور جاسم المطوع، أن الأسرة المغربية، ''أسرة أصيلة ومستقرة''، وقال في تصريح ل''التجديد''، ''ما في بلد إلا وتوجد به مشاكل اجتماعية، لذا نهيب بالمختصين والعلماء والدكاترة المغاربة، أن يكثفوا جهودهم للاهتمامهم بالجانب الاجتماعي للحفاظ على الأسرة المغربية''، واعتبر المطوع، الخبير والإستشاري في مجال الأسرة والوالدية، ورئيس قناة ''إقرأ'' الفضائية، أن ما يهدد الأسر المسلمة، هو عدم وجود استماع في العلاقة التربوية بين الآباء والأبناء، وكذا غياب حوار ناجح وجيد بين الوالدين والأبناء. وتحدث المطوع، خلال ورشة تفاعلية نظمتها جمعية الأمل للتربية والثقافة، وجمعية الشروق للطفولة والشباب أول أمس بفاس،عن الأسرة المغربية، وضرورة عودتها لأصولها وأهدافها وتقاليدها، ويرى أن هناك ميزة في الأسر المغربية تفتقد في العديد من المجتمعات العربية، في ظل عولمة الغذاء والتغذية والوجبات السريعة، وهي جلوس جل أفراد الأسرة في وجبة الفطور أو الغذاء أو العشاء، على مائدة واحدة مستديرة، معتبرا أن جل المشاكل الاجتماعية يمكن معالجتها ومناقشتها خلال تلك المائدة المستديرة، باعتبارها فرصة للحوار والنقاش وطرح قضايا ومشاكل اجتماعية، ليخلص إلى أن التمسك بمثل هاته العادات، بالإضافة إلى التمسك بالدين، ''لا شك أنه يحفظ الأسرة من كل خطر يهددها''. ومن جانب آخر، اعتبر المطوع، أن هناك أربع مهارات أساسية لتربية الأبناء، وهي الاستماع والحوار وعدم الغضب ثم الدعاء، معتبرا أن الغضب يضيع القيم التربوية، ويفقد احترام الأبناء لآبائهم، وأكد المتحدث أن الشديد هو من يملك نفسه عند الغضب، وخصص جاسم المطوع، جزءا مهما من الورشة التفاعلية، للحديث عن السمع والأذن، باعتبار الاستماع هي المهارة الأولى لتربية الأبناء، وذكر جاسم، أن هاته الحاسة الوحيدة التي لا يستطيع الإنسان أن يعطلها بإرادته، وعندما ينام الإنسان فإن الحاسة الوحيدة التي يمكن أن توقظه هي حاسة السمع، يضيف المتحدث، ''ففي سوره الكهف يخبرنا جل جلاله بأن سبب نوم الفتية هاته السنين الطويلة، هو أنه تعالى ضرب على آذانهم، فأصبح النهار كالليل بلا ضجيج''، قال تعالى، ''فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا''، ليخلص المحاضر إلى أن هاته المهارة مؤطرة للعلاقات الأسرية، وهي مرحلة متقدمة على السماع، ليليها الإنصات، ف''الاستماع هو سماع وتفاعل، والإنصات هو التأثر بعد الاستماع''، يقول المتحدث، وهو ما تؤكده الآية القرآنية، ''وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون''، وفي تصريحه ل''التجديد''، أكد المطوع، أن وجوده بالمغرب يأتي في إطار برنامج ''أكاديمية النور للتربية الأسرية''، وهي ''أكاديمية ندرب من خلالها القيادات الاجتماعية''، وانطلقت الدورة يوم الأحد الماضي بمكناس، وضمت متدربين من المغرب وليبيا والسويد والدانمارك، وشهدت عقد ورشات عمل وتمارين تدريبية في الجانب الأسري والاجتماعي.