انطلقت مساء أمس الجمعة بمكناس أشغال الملتقى الأول للفاعلين في التنمية الأسرية تحت شعار "تجارب رائدة في التنمية الأسرية" بمشاركة فاعلين من المغرب وعدد من الدول العربية والأجنبية. ويسعى المنظمون من خلال هذا الملتقى، الذي تنظمه مؤسسة بسمة للتنمية الاجتماعية ومنتدى الزهراء للمرأة المغربية بتعاون مع معهد "كرسي النور" بدولة الكويت والذي يأتي في ظل تحولات مهمة يعرفها المشهد الأسري بالمغرب، إلى تطوير مشاريع تقدم خدمات للأسرة سيتم عرضها في الملتقى واقتراح أخرى جديدة. وعبر مدير مؤسسة بسمة في الجلسة الافتتاحية للملتقى عن الأمل في أن يستمر تنظيم هذا الملتقى، الذي يستهدف التنمية الأسرية هذا المجال الهام، خاصة في زمن تحيط بالأسرة تحديات العولمة مما يتطلب التعامل معها بعلم ومعرفة وتجربة ، ودعهما على جميع المستويات. أما جاسم محمد المطوع رئيس معهد "كرسي النور" ، فاعتبر من جانبه أن المجال الأسري من أخطر وأصعب المجالات التي يمكن إعداد مشاريع بشأنها لأنه يدخل في صميم العلاقات الاجتماعية العميقة، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي اهتم بالإنسان كمخلوق بشري له حقوق وعليه واجبات، فركز على العلاقات الأسرية وأعطاها كل الشروط لاستمراريتها. وبخصوص المعهد، قال المطوع وهو قاضي الأحوال الشخصية سابقا في الكويت، إنه مؤسسة تحرص على تدريب الفاعلين في القضايا الأسرية والاجتماعية من مختلف الدول الإسلامية ليتأهلوا لمواجهة المشكلات الاجتماعية بمجتمعاتهم ويحسنوا التعامل معها ويعدوا مشاريع واعدة في هذا المجال. ويتدرب المستفيد بالمعهد على القيادة على المهارات الاجتماعية والأسرية لإشعاعها، وعلى طرق معالجة المشاكل الزوجية والتربوية وإرشاد الأسرة إلى الاستقرار والسعادة العائلية وطرق استثمار التكنولوجيا في تقديم الخدمات الاجتماعية والمشاركة في برامج إعلامية في المجال الاجتماعي والتربوي والتخطيط وتدبير مركز اجتماعي أو تربوي. واستعرضت ممثلة منتدى الزهراء للمرأة المغربية مختلف الأنشطة التي ينظمها المنتدى الذي تأسس منذ 1995، ويتوفر على 15 مركزا للاستماع لفائدة النساء في مختلف مناطق المغرب، مشيرة إلى أنه يتبنى مقاربة المحافظة على كيان الأسرة عبر التدخل لحل مختلف المشاكل التي قد تحدث بين الأزواج ، والحفاظ على تماسكها خاصة مع وجود أبناء، إلى جانب تكوين وتأطير المقبلين على الزواج في محاولة لإحاطتهم بالتعاليم الإسلامية بخصوص مؤسسة الزواج. ويتضمن برنامج هذا الملتقى الذي سيتواصل على مدى ثلاثة أيام، تقديم عروض ومناقشة عامة حول التنمية الأسرية ، حول "آفاق مستقبلية لكرسي النور : إنجازات وآمال" و"التنمية الأسرية من التنظير إلى التفعيل" فضلا عن عرض ومناقشة تجارب وطنية ودولية ناجحة ورائدة للفاعلين في التنمية الأسرية. ويرمي الملتقى الذي يشارك فيه فاعلون من السويد والدنمارك وليبيا إضافة إلى المغرب، إلى تبادل التجارب والخبرات والإطلاع على المشاريع الناجحة والرائدة في مجال الخدمة الأسرية وتنمية مهارات المدربين والمدربات في المجال.