على هامش الملتقى الوطني الثاني للأسرة الذي نظمته جمعية السلام للأعمال الاجتماعية أيام 21 و 22 و23 مارس 2003 بمدينة مكناس، تحت شعار "من أجل أسرة مغربية واعية وواعدة"، تناولنا في هذا الإطار الأمور العملية، سواء على المستوى الفردي للمشاركين في الملتقى كأفراد داخل أسر مغربية، أو على مستوى عملهم الجمعوي الخاص بالأسرة. التصريحات التي استقتها "التجديد" أجمعت على العزم على تنمية الحب العائلي والسير نحو التخصص في المشاريع المتعلقة بالأسرة من خلال العمل الجمعوي، ويبدو أن جاسم المطوع، صاحب برنامج الحياة حلوة على قناة إقرأ الفضائية، والذي قدم من الكويت، قد زرع بذرة حياة حلوة في المغرب، سواء على مستوى أسر المشاركين أو على مستوى المستفيدين من العمل الجمعوي للجمعيات المشاركة في الملتقى، وهذه بعض التصريحات تصب في الموضوع: إبراهيم تليوة (الرئيس الوطني لجمعية السلام للأعمال الاجتماعية): الملتقى شكل نقلة نوعية على المستوى الشخصي حضرت الملتقى صحبة زوجتي، والملتقى كان بمثابة نقلة نوعية في حياتي الشخصية، فالندوات والمحاضرات والدورات التكوينية التي يقوم بها الأستاذ جاسم المطوع جعلتنا نتناول بعض المواضيع التي لم تكن مطروحة بالشكل العلمي، وأخص بالذكر تنمية الحب العائلي، الذي طرح مجموعة من المشاكل التي نعيشها في حياتنا الشخصية: مثلا الحب بين الزوج والزوجة، رغم أنه لا يناقش داخل الأسرة، إلا أن هناك مجموعة من النقط التي طرحها المحاضر لتنمية هذا الحب كالحديث عن المستقبل بين الزوجين، والقرب أثناء الجلوس والمشي والقرب الروحي، وحفظ الأسرار، واللمسة الحانية، ونظرات العيون، والاحترام والتقدير. واستفدت في حياتي الشخصية بتغيير علاقتي مع ابني عند الحديث معه، حيث أنظر إليه، ولا أتكلم معه وعيني على الكتاب أو الجريدة. عموما الملتقى كان مرآة نزن بها عملنا، وهذا إيجابي جدا في حياتنا الشخصية. وعلى مستوى الجمعية، الملتقى شكل نقلة نوعية لأنه طرح مجموعة من المشاريع العملية، فالمشتغلون في وحدة الأسرة خرجوا من الملتقى بنفسية مغايرة، واقتنعوا بأنه لا مستحيل في الحياة، وجرى الاتفاق على الإعداد لمشروع ملتقى للأسرة سيوجه إلى مجموعة من الأسر ذات المستوى المتوسط والعالي من أجل استقطابها للعمل الاجتماعي. المشروع الثاني هو الإعلام الأسري، ويجري الآن الاتصال مع بعض المهتمين قصد إصدار مجلة الأسرة التي كان الأستاذ عبد الرزاق المروري رحمه الله قد بدأ إصدارها، وهذا المشروع سيتم في القريب إن شاء الله. هذا بالإضافة إلى المشاريع الأسرية التي نحن بصددها، فإننا سنعمل بنفسية جديدة بعد هذا التكوين إن شاء الله. سمية العمراني (إطار بالوظيفة العمومية أم لثلاث بنات عضو الوحدة المركزية بجمعية السلام للأعمال الاجتماعية): لدي تصور حول مشروع خاص بالمراهقات انطلاقا من هذا الملتقى الثاني للأسرة استفدت أنه ينبغي أن تكون هناك مشاريع محددة من ناحية الزمان والموضوع، حتى لا نبقى في العموميات، فالعمل الخيري لم يعد نابعا من العاطفة فقط، وإنما ينبغي أن يصبح عملا في أساسه وقاعدته مبنيا على تصور استراتيجي منهجي متخصص، ولديه أبعاد مستقبلية، فعلى مستوى الوحدة المركزية، لدي تصور مشروع خاص بالمراهقات لأنهن ضائعات. أما في ما يخصني شخصيا، فهناك بعض الومضات أثرت في أثناء الملتقى، مثل محاضرة "تنمية الحب العائلي" التي أطرها الأستاذ جاسم المطوع، والذي أخذته منها عمليا، هو توجيه نظرات العين للطفل حين الحديث معه، وأن أعطيه كل اهتمامي من أجل ترك علاقة مستمرة معه، وهي نقطة أثرت في بشكل كبير. وعلى مستوى الورشة التي أطرها الأستاذ جاسم المطوع، استفدت ضرورة التخصص داخل العمل الجمعوي حتى تكون المردودية أفضل. بالنسبة لمحاضرة الدكتور النفساني محمد المودني، فقد بين أن هناك مشاكل على مستوى الأسرة، لكنها مسكوت عنها، لذا يجب أن تكون لدينا الجرأة والقدرة النفسية والطاقة لكي نعرف الأسباب الحقيقية التي تدفعنا إلى الانفعال، وبالتالي سنتمكن من حل مشاكل كثيرة مرتبطة بالأسرة. لطفي مريم (طبيبة عضو بجمعية "معا نحو المستقبل" بمكناس):سأركز عملي الجمعوي في مجال التوعية الصحية إنني كطبيبة استفدت من هذه الأيام التكوينية أن أركز عملي الجمعوي في مجال متخصص، لذا أرى أن عملي الجمعوي سينصب حول التوعية في المجال الصحي عبر تنظيم أيام صحية. وبهذه المناسبة أنصح الأمهات بالاهتمام بالتغذية المتوازنة، لأنها تبعدنا عن الكثير من الأمراض. كما يجب الاهتمام بالنظافة والوقاية من الأمراض المعدية. وعلى مستوى الجمعية يعتمد أسلوبنا على برنامج سنوي، وعلى مشاريع صحية موسمية مرتبطة بانتشار أمراض معينة في فصول معينة. عائشة صبري (نائبة مديرة وحدة الأسرة بجمعية السلام بمدينة سطات):يجب التفكير في مشاريع اجتماعية خاصة بأبناء الطلاق لأول مرة أحضر ملتقى للأسرة من هذا النوع والحجم، وقد استفدت كثيرا، خصوصا في العلاقات العائلية، وأنا كمطلقة وابنتي سنها ستة عشر سنة استفدت أنا شخصيا من التكوين في ملتقى الأسرة هذا، لكنني أقترح أن تعتمد مشاريع خاصة بأبناء الطلاق، لأنهم شريحة تحتاج إلى عناية مهمة حتى تحقق مسيرة ناجحة في حياتها. كما أن مثل هذه الملتقيات يجب أن تكون دورية حتى تعم الفائدة. حبيبة أوغانيم