قال خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين إن الملتقى الدولي لدعم الأسرى في سجون الاحتلال الذي نظم بالجزائر أخيرا، يدخل في إطار سلسلة من الملتقيات العربية والدولية التي انطلقت منذ خمس سنوات، وفي إطاري ذلك يضيف السفياني في حوار ل"التجديد"، نظم ملتقى القدس في إسطنبول، وملتقى حق العودة في دمشق، ونظم ملتقى حول الجولان في سوريا، ونظم ملتقى دعم المقاومة في بيروت، ثم نظم ملتقى مصغر في الخرطوم والملتقى القادم حول العنصرية الصهيونية والجدار العازل سينظم بالمغرب. ودعا السفياني إلى إبعاد الملتقيات عن الخلافات الفلسطينية الفلسطينية والعراقية العراقية والمغربية الجزائرية أو غيرها من الخلافات . لماذا الملتقى؟ أسميناه الملتقى الدولي لدعم الأسرى في سجون الاحتلال، وهو يدخل في إطار سلسلة من الملتقيات العربية والدولية التي انطلقت منذ خمس سنوات، الفكرة كان قد طرحها المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن ودعا إلى لجنة تحضيرية ضمت أغلب قيادات العمل الشعبي في الوطن العربي وعلى المستوى الدولي، و اللجنة التحضيرية تصبح مالكة لأمرها في ما يتعلق بالتحضير للملتقى ونتائج الملتقى. وفي هذا الإطار نظم ملتقى القدس في إسطنبول، ونظم ملتقى حق العودة في دمشق، ونظم ملتقى حول الجولان في القنيطرة السورية، ونظم ملتقى دعم المقاومة في بيروت، ثم نظم ملتقى مصغر هذه المرة لبحث العلاقات العربية الإفريقية في الخرطوم قبل أقل من شهر، هذا الملتقى الذي احتضنته الجزائر، وفيه أعلن عن الملتقى القادم حول العنصرية الصهيونية والجدار العازل، وطبعا الأمر يدخل في إطار هذه السلسلة وهو مقرر منذ عدة سنوات ولجنته التحضيرية اجتمعت منذ سنة. حضر الاجتماع أكثر من مئتي إطار فيها أمناء عامين للمؤتمرات القومية العربية والإسلامية فيها أمناء عامين للتنظيمات المهنية العربية من قبيل المحامين العرب الأطباء العرب الصيادلة العرب العمال العرب وغيرهم، و فيه شخصيات على المستوى الدولي فقد حضر معنا الاجتماع التحضيري الأول رامسي كلارك ورئيس حركة فََّمْ الأمريكية وجورج غلاوي والعديد من الشخصيات الدولية، وتقرر تشكيل لجنة للمتابعة على أن يرأسها ''عبد العزيز السيد'' الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية، وهكذا تم الإعداد للملتقى الذي انعقد فيما بعد بالجزائر. طبعا المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن ليس له اعتراض على من يحتضن الملتقى فأي دولة تستطيع احتضان أشغاله، فهو ملتقى لدعم الأسرى، بالنسبة لهذا الملتقى كانت هناك استضافة من طرف جبهة التحرير الجزائرية، أما بالنسبة للملتقيات الأخرى والتي تقام في أقطار أخرى فإما استضافة أو نقوم بجمع تبرعات من عدد من الهيآت، على أساس أن 95 بالمئة من الحضور يأتون على نفقتهم الخاصة وتقع استضافت عدد من الشخصيات العالمية التي يكون من الضروري استضافتها بالإضافة إلى الدعم اللوجيستي لإنجاح الملتقى. في نظركم ما هي أهم النتائج؟ أولا: نسجل أمرا هاما في هذا الملتقى بحضور كل الطيف الفلسطيني بدون استثناء وبالأسماء والصفات، فتح مثلا حضرت بوفد رسمي برئاسة عباس زكي، حضرت حماس بوفد رسمي بحضور شخصيات قيادية على رأسها أسامة حمدان وأحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالنيابة، وحضرت الجهاد الإسلامي وحضرت قيادات مسيحية فلسطينية كالمطران كابوتشي ومفتي القدس وحضرت الجبهة الشعبية برئاسة الأخ احمد فؤاد، والجبهة الديمقراطية وكل الفصائل بدون استثناء، أيضا من العراق حضرت كل المكونات المناهضة للاحتلال بقيادات أساسية كالشيخ حارث الضاري وهذه الفعاليات المختلفة اشتغلت بانسجام كامل، وحضرت جميع الجمعيات المناضلة من أجل الأسير الفلسطيني داخل فلسطين وخارج فلسطين دون استثناء كنادي الأسير وصندوق العون القانوني الفلسطيني ومؤسسة القدس الدولية ،إذن هذا الحضور كان بالنسبة لي شخصيا أساسيا لنجاح المؤتمر ، وأهم ما فيه أنه لم تقع مشاحنات ولا مناكفات بل بالعكس كان كل الحاضرين يعملون بشكل متناغم. ثانيا: إنه في هذا الملتقى تقرر تأسيس شبكة عالمية لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال، وطبعا أستحضر الشخصيات الدولية التي حضرت وكانت ذات مستويات عالية و من مختلف الأقطار مثل ستانلي كوهين رغم أن مجموعة من الصعوبات حالت دون مشاركة مجموعة من الشخصيات الأخرى ومع ذلك بعثت رسائل للملتقى مثل رامسي كلارك والرئيس اللبناني السابق إميل لحود ورئيس وزراء ماليزيا السابق محمد مهاتير، وعطى الله حنا، ومع هذا فقد كانت شخصيات من كل مختلف بقاع العالم، ولما قرر الملتقى أن تكون هناك شبكة عالمية التزم الجميع بالانخراط في هذا العمل على جميع المجالات، المجال الإعلامي، الحقوقي ، القانوني ، السياسي الدبلوماسي ... ثالثا: وفرة البحوث المقدمة خلال الملتقى في موضوع الأسرى، فعشرات البحوث الدقيقة المركزة ومن مختلف وجهات النظر بدون استثناء، يعني تجاوزنا المئة بحث حسب عبد العزيز السيد. ورغم أننا أوقفنا موضوع البحوث في حدود معينة لأننا لا نستطيع أن نستوعب كل البحوث، لكن دقة تنظيم الورشات الأربع التي نظمت والتناغم الذي كان بين الورشات وبين الجلسات العامة أتاح لكل من هيئوا دراسات، أو تقارير أن يكون لهم حضور، فالمشاركة لم تكن شكلية بالنسبة للحاضرين، بل كان حضورا نوعيا وعميقا إلى أن صدر إعلان الجزائر. الخلاصة الأخرى أو الملاحظة الأساسية هي أن هناك الكثيرين ممن راهنوا على أن يصبح هذا الملتقى وسيلة تستغل فيها قضية فلسطين وقضية الأسرى من طرف دولة الجزائر ضد الوحدة الترابية الوطنية أوفي تصريف الصراع بينها وبين المغرب حول قضية الصحراء كما تعودنا في العديد من الملتقيات حيث يتم استغلال الملتقى في إعطاء دفعة للبوليساريو أو مايسمى بالجمهورية الصحراوية أو الترويج للأطروحة الانفصالية لكن الذي حصل هو العكس، أقول الكثير من الجهات لأن هناك من راهن في المغرب على ذلك وقد كُتبت مقالات قبل ذهابنا إلى الملتقى تقول بأن البوليساريو سيكون حاضرا وبأنه ستصدر إدانة لما يسمونه بالاحتلال المغربي، وبالمقابل هناك من راهن من الجزائر أيضا لأن إحدى الصحف الجزائرية وفي إطار الضغط على جبهة التحرير أصدرت أخبارا زائفة مطلقا، حيث تحدثت عن حضور البوليساريو وانتفاضة الوفد المغربي إلى آخره وهو كله كان كذبا، أما الأساس في هذه النقطة هو أنه لم تقع الإشارة لا بشكل مباشر ولا ضمني لا إلى البوليساريو ولا إلى قضية الصحراء ولا إلى الجمهورية المزعومة ولا إلى أي شيء من هذا القبيل إذ لم يحضر البوليساريو بل إن بعض المتشنجين ضد وحدتنا الترابية ممن تدخلوا دون ذكر أسمائهم لم يشيروا ولو من بعيد إلى موضوع الصحراء، وهذا الأمر مهم لأننا في اللجنة التحضيرية أخذنا على أنفسنا التزاما بعدم إثارة هذا الموضوع، لأن موضوع الأسرى الفلسطينيين أسمى بكثير من الموضوعات الأخرى فكل الخلافات داخل الوطن العربي أيا كانت قيمتها لا ترقى إلى أن تناقش داخل الملتقى، ولأن الملتقى كان مخصصا لموضوع الأسرى كنا نريد فعلا أن يبقى مخصصا لقضية الأسرى وأن الإخوة في الجزائر وفوا بالتزامهم بعدم إثارة قضية الصحراء ونحن سعداء لهذا الأمر. وإني إذ أتحدث بإيجابية عن هذا الأمر فلأن عددا كبيرا من أعضاء الوفد المغربي كانوا متخوفين لآخر لحظة ولا يدرون ماذا يمكن أن يقع وكان هناك تربص من طرف الإخوة ولكن اتضح أن الالتزام وقع الوفاء به دون الدخول في المهاترات. طبعا نود أن نشير هنا على أننا لم نوسع الدائرة بخلاف الملتقيات الأخرى التي كان يحضرها الآلف هذه المرة اقتصر الحضور على ألف ومئتي مشارك إلى ألف وثلاثمئة لمجموعة من الاعتبارات فيها اللوجيستيكي وطبيعة الموضوع و أريد أن أشير إلى أننا راسلنا جميع الأحزاب و جميع الهيآت الحقوقية في موضوع المشاركة على أن تكون المشاركة رمزية فاستجاب العديد من قيادات الأحزاب ومجموعة من البرلمانيين وفعاليات مهمة من تنظيمات مختلفة يسارية وإسلامية و أعتبر أن مشاركة الوفد المغربي كانت قوية جدا وفاعلة، فأهم ورشة في الملتقى ترأسها مغربي وعندما يقوم بدور التنشيط والمقرر أخ مغربي في إحدى أهم جلسات الملتقى وعندما تقدم شهادة من طرف أخ لشهيد مغربي في فلسطين وعندما تكون مداخلات جادة وأساسية داخل الورشات ، بالإضافة إلى المسؤولية عن لجنة الصياغة، فإني أعتبر أن مشاركة الوفد كانت إيجابية، وهذا أيضا يساعد، فلما تكون المشاركة المغربية وازنة، يساعد على وفاء الأطراف الأخرى بالالتزامات وإنجاح الملتقى. تحدثتم عن إنشاء شبكة عالمية لنصرة الأسرى، ماذا عن الشبكة؟ اللجنة التحضيرية العامة وليس اللجنة التحضيرية الجزائرية سوف تعقد اجتماعا خاصا لبحث تفاصيل تأسيس الشبكة العالمية لنصرة ودعم الأسرى، والشبكة العالمية لن تقتصر على الحضور، وسوف تمتد إلى كل الذين عبروا عن استعدادهم للحضور والذين لم يستطيعوا الحضور، وأنا مطمئن إلى أن هذه الشبكة في حد ذاتها ستكون إنجازا مهما وأريد أن أنبه إلى أن بعض الجهات الفلسطينية كانت متخوفة من الحضور أصلا، في ملتقيات سابقة كانت بعض التنظيمات تحضر منها شخصيات أساسية مثلا فتح حضر منها أبو اللطف فاروق القدومي وهاني الحسن وشخصيات أخرى من برلمانيين وغيرهم، لكن رسميا كان يقع نوع من التهيب، في هذه المرة أكدنا أكثر على الحضور وعندما شاهدوا كيف تعاملنا مع القضية ، ثمة من اعتذر عن التخوفات السابقة باعتبار أنه لمس في المنظمين حرصا أكثر من أي كان على أن يكون الملتقى للقضية وليس ملتقى لطرف في القضية واعتقد أن هذا هو الذي سيساعد الشبكة الدولية لنصرة الأسرى. يثار حاليا حديث عن مؤتمر دولي عن الأسرى سيقام في المغرب، كيف تقرؤون هذا الأمر؟ نعتبر أن أي عمل لفائدة فلسطين مرحبا به ويجب أن يكون موضع ترحيب طبعا إذا كان لفائدة فلسطين، وما أتمناه هو أن يكون مؤتمرا لفائدة فلسطين متكاملا مع ما جرى في السابق فهو ليس المؤتمر الأول ولن يكون المؤتمر الأخير، وأن يأخذ بعين الاعتبار أن هناك عملا سابقا حتى لا يكون هناك تضارب في ما بعد المؤتمر... ماذا عن طبيعة الحضور؟ من سيشارك في هذا المؤتمر؟ لست أدري من سيحضر وقد أكد لي نادي الأسير الفلسطيني أنهم سيحضرون إبان حضورهم في الملتقى وأعتقد أن بعض الفصائل الفلسطينية الداعمة للأسرى ستحضر أما عن الشخصيات الدولية فلا أدري بالضبط، أما من المغرب فمن المفروض أن من دعي سيحضر، لكن ما أتمناه هو أن يكون هناك تكامل، لأن هناك من يروج بطريقة غير مقبولة وغير لائقة أن مجموعة العمل حضرت الاجتماع الأول، وأن خالد السفياني كان يريد أن يلغي مؤتمر المغرب لفائدة مؤتمر الجزائر، وأنا أقول خالد السفياني لم يكن ولا مرة واحدة في حياته ضد أي عمل لفائدة فلسطين، ومجموعة العمل لم تكن أبدا ضد أي عمل يمكن أن يخدم القضية الفلسطينية، وفعلا أنا شخصيا حضرت أحد الاجتماعات بصفة شخصية ولم أناقش الموضوع مع مجموعة العمل وشجعت على إنجاح هذا العمل، وأخبرت أن هناك عملا آخر سينظم وبشكل واسع ستحضره شخصيات عالمية وطلبت أن يكون هناك تكامل في العمل تفاديا للإشكال المطروح دائما في العالم العربي هو البداية من الصفر، وكل جهة تعتقد أنها هي وحدها التي تشتغل، ومنذ ذلك التاريخ لم أدع لا أنا ولا مجموعة العمل، طبعا الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني كانت مدعوة كغيرها من الهيآت إلى ملتقى الجزائر فالمفروض ألا يكون هناك تضارب فهذا عمل يجب أن يكون جيدا وعمل الجزائر كان جيدا، فالمفروض أن يقع التلاقي والتكامل وأن نبتعد -كما نجحنا في ملتقى الجزائر أن نبعده عن كل الخلافات الفلسطينية الفلسطينية والعراقية العراقية والمغربية الجزائرية أو غيرها من الخلافات أتمنى من الإخوة-، أقول هذا الكلام وأنا أشم رائحة غير صحية في التعليقات التي قرأتها في الجرائد من أن مؤتمر الجزائر كان مؤتمر خطابات، وأنه استغل لكذا وكذا فأقول يا إخوان ملتقى الجزائر نظم وانتهى ولم يستغل في أشياء أخرى فحاولوا أنتم أن لا تُدخلوا المؤتمر الذي ينظم في المغرب في متاهات تخرج عن إطار خدمة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، لأنني أتخوف من أن يعطي بعض المغاربة انطباعات على المستوى العربي والدولي إذا حاولوا إقحام بعض الأشياء التي تخرج عن قضية الأسرى في مؤتمر الأسرى، طبعا سامح الله من يقول بأنني حاولت أن ألغي مؤتمرا لفائدة مؤتمر وهو يعلم أن مؤتمرنا تقرر منذ خمس سنوات وأن لجنته التحضيرية انعقدت بأكثر مما يمكن أن يحضر في مؤتمر المغرب منذ حوالي سنة وبحضور شخصيات عالمية. إذن الأمر لم يكن تنافسا ولا يمكن أن يكون تنافسا يجب أن يكون تكاملا من أجل قضية سامية وأكبر منا جميعا، ألا و هي قضية الأسرى في سجون الاحتلال.