يتصدر المقرئ المغربي الشيخ عمر القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني في الدارالبيضاء، بحسب باعة الأشرطة الدينية الذين التقتهم ''التجديد''، قائمة أشهر المقرئين الذين يحب المغاربة سماع القرآن مرتلا بأصواتهم، ويحظى إلى جانبه بهذه الشهرة، المقرئ العيون الكوشي إمام مسجد الأندلس بأناسي، والمصطفى غربي إمام مسجد الشهداء.. ثم النابولسي بمسجد الكتبية بمراكش.. بالمقابل سجل بعض الباعة المتجولون تراجع مبيعات تسجيلات المقرئين المشارقة مثل عبد الباسط عبد الصمد، ومحمد الصديق المنشاوي...وغيرهم ممن كان المغاربة إلى وقت قريب يحبون سماع القرآن مسجلا بأصواتهم. فيما سجل العديد من هؤلاء الباعة، أن تسجيلات المقرئ السعودي الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام الحرم المكي، أكثر رواجا من غيرها، في حين يتصدر شريط للسديس، الذي يتضمن دعاء ختم القرآن المبيعات. فيما تتضمن القائمة أسماء دعاة ، تتفاوت درجة الإقبال على تسجيلات محاضراتهم، يؤكد محمد وهو بائع تنقل من مدينة آسفي إلى الدارالبيضاء لامتهان هذه التجارة، بحسب شهرتهم التي يرجع الفضل فيها بالأساس إلى القنوات العربية، مثل عمرو خالد، ومحمد حسان، وعائض القرني، ومحمد حسين يعقوب، ومحمود المصري.. وغيرهم. وكلهم نجوم القنوات التلفزيونية الدينية، التي منحتهم شعبية واسعة. وأضاف محمد أن هؤلاء الدعاة لم يكونوا معروفين لدى عموم المغاربة إلا بعد ظهورهم على مجموعة من القنوات الدينية التي انطلقت قبل ثلاث سنوات. هذا في الوقت، الذي لا يكاد يذكر اسم خطيب أو داعية مغربي في قائمة المبيعات حاليا، بخلاف ما كان عليه الأمر في فترة الستينات والثمانينات، حين كانت تسجيلات الشيخ محمد البشيري، والشيخ محمد زحل، والشيخ عبد الصمد وغيرهم تلقى رواجا كبيرا. عزيز أحد الباعة المتجولين الذين اعتادوا بيع الأشرطة الدينية المختلفة أمام المسجد، أشار أنه يتنقل بعربته المجرورة طيلة اليوم بين أحياء المنطقة، وعندما يقترب وقت الصلاة يُدني عربته إلى جوار باب المسجد. لأنه مع المدة أصبح له زبائن محددون يأتون للابتياع منه، بهذا المكان، بل إن الكثير منهم يطالبونه بإحضار أنواع معينة من الأشرطة والأقراص المدمجة.موضحا أن الإقبال على شراء الكتب الدينية ضعيف جدا. وأكد سعيد الذي تعتبر تجارة الأشرطة الدينية مصدر رزقه الوحيد، أن نشاطهم يزداد صبيحة يوم الجمعة أكثر من الأيام الأخرى، وفي شهر رمضان خاصة، وهي فرصة بالنسبة إليهم لكسب مداخيل إضافية. أسعار مناسبة وجودة عالية أشار العديد من المواطنين والتجار إلى أن البضائع المعروضة لدى باعة الأشرطة والكتب الدينية، تقل أسعارها بنسبة كبيرة عن مثيلاتها في الأسواق العادية. وأن الإقبال عليها يعود إلى كونها لدى العديد منهم ذات جودة جيدة وأسعارها مناسبة. محمد أمين أكد أن هذه التجارة ساهمت في نشر قراءات أشهر القراء المغاربة، مع ضمان ربح ما طبعا لهؤلاء الباعة. معتبرا ذلك تقريب مناسب لمن له حاجة عند هؤلاء الباعة، موضحا أن وجودهم الأسبوعي أمام المسجد الجامع، ببضاعتهم المتواضعة التي يفترشون بها الأرض، إنما يحاولون من خلاله بقدر الإمكان أن يوفروا ما يمكنهم توفيره من حاجة الزبون لديهم. وبدوره المشتري يجد في يوم الجمعة فرصة مناسبة للاقتناء من المعروضات، سيما الكتب التي قد يصعب - إيجادها في مكان آخر ، بالرغم من غلائها بعكس الأشرطة والأقراص المدمجة وما شاكلها . من جانب آخر يرى أحد المصلين، أن هنالك حاجة لهؤلاء الباعة في ظل عدم قدرة تسويق المنتوج المغربي في هذا المجال. مؤكدا على دور هذه التجارة المتواضعة في التعريف بالعلماء ومشاهير القراء بين المغاربة من مختلف الأعمار والفئات.. تخوف في تعليق على الموضوع، أكد كمال عصامي صاحب شركة إنتاج وتوزيع، أن لموجة قراء القرآن الشباب ذوي الأصوات الحسنة التي ارتبطت شهرتها بين الناس بإمامتهم لصلاة التراويح في السنوات الأخيرة، علاقة قوية مع إقبال الناس على شراء الأشرطة القرآنية التي ارتفعت وتيرة مبيعاتها مؤخرا، بالعكس من تسجيلات دروس الخطباء ومحاضراتهم، مضيفا في تصريح ل ''التجديد''، أنه عرف على المغاربة عموما استحسان الأصوات الحسنة في قراءة القرآن، إذ أن الإقبال عليها يكون تلقائيا، خصوصا وأن المغاربة يقرؤون برواية ورش، وهذا ما لانجده في قراءات المشارقة يضيف كمال عصامي، الذي أبدى أسفه في نفس الآن لقلة تسجيلات الدعاة المغاربة والخطباء، مرجعا ذلك إلى أن هناك تخوفا في هذا المجال، وأضاف بالقول ''شخصيا قمت بعدة محاولات، ولحد الآن لم أعرف الجهة المخولة لها السماح بترخيص إنتاج الدروس وتوزيعها عبر الوسائط السمعية أو البصرية. ففي مصر مثلا يقوم الأزهر بمنح الترخيص بذلك بعد سماعه للمادة المراد تسجيلها''. بالمقابل اعتبر أن بالمغرب علماء مشهود لهم، لكن للأسف لم لا تتحقق الاستفادة من محاضراتهم برواج تسجيلاتها عبر الوسائط المتاحة، متمنيا إيجاد الحل لهذا الموضوع، باقتراحه أن يكون تنسيق بين المجلس العلمي المحلي أو وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمركز السينمائي في مجال الصورة، أو المكتب المغربي لحقوق المؤلفين في مجال السمعي، وأشار مدير شركة الانتاج والتوزيع، إلى أن عدم الإقبال على تسجيلات الدعاة المغاربة، لايعني عدم وجودها، فالتسجيلات في هذا المجال موجودة، لكن بشكل عشوائي غير مقنن. من جهته أرجع مصدر من المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالبيضاء، عدم وجود تسجيلات لخطباء مغاربة ورواجها في سوق مبيعات الصوتيات، إلى تقنين هذا المجال في السنوات الأخيرة، وذلك بمنع تسجيل الدروس كيفما كان نوعها، على عكس ما كان من السابق..