شهد صباح يوم السبت 23 مارس 2002 وقفة احتجاجية لتلاميذ ثانوية ابن سينا بجمعة اسحيم، وكان السبب الأساسي المفجر لدواعي هذا الحتجاج هو انقطاع الكهرباء عن المؤسسة التي تضم من بين مرافقها داخلية يقطن بها 237 تلميذا وتلميذة، حيث انقطع التيار الكهربائي انطلاقا من يوم الأربعاء 20 مارس 2002. وقد طبع الوقفة مظاهر الاحتجاج المنظم، حيث اصطف التلاميذ فريقين واحد للإناث والآخر للذكور يحملون لافتات تعبر عن مطالبهم مثل: (الضو يرجع لينا علاش علاش التوينا سوا اليوم سوا غدا الإنارة ولابد...) بالإضافة إلى ذلك عبر التلاميذ بأسلوب حضاري عن احتجاجهم بإشعال الشموع ورفع أسعاف النخيل وأغصان الزيتون، كما طافوا بأرجاء المؤسسة في جو من الانضباط والمسؤولية، وفي سياق تطور مجريات الوقفة، حضر السيد رئيس حامية الدرك الملكي وباشا مدينة جمعة اسحيم الذين عقدوا اجتماعا مع ممثلي التلاميذ وإدارة المؤسسة، حيث لم يتجاوز الاجتماع عشر دقائق، لم يفسح فيها المجال للتلاميذ للتعبير عن مشاكلهم ودواعي احتجاجهم واقتصر على تقديم التزام من السيد باشا المدينة بالعمل على حل مشكل الكهرباء، وريثما يتم ذلك التزم بتوفير مولد كهرباء لقسم الداخلية دون قسم الخارجية. أما ممثل النائب الإقليمي لوزراة التربية الوطنية بآسفي فلم يلتحق إلا بعد أزيد من ثلاث ساعات من بداية الاحتجاج، ليدخل في حوار ثان مع ممثلي التلاميذ اقتصر على قراءة مراسلة السيد النائب إلى السيد مدير المكتب الوطني للكهرباء بآسفي المؤرخة بتاريخ 22 مارس 2002 يطالبه فيها بإرجاع التيار الكهربائي في أقرب وقت للمؤسسات التعليمية بإقليم آسفي التي تم قطع الكهرباء عنها، وخرج الاجتماع خاوي الوفاض كما انطلق، واستمر الاحتجاج... وقد أثارت هذه الوقفة جملة من الأسئلة يمكن طرح البعض منها كما يلي: كيف يعقل أن لا تؤدى فاتورة استهلاك الكهرباء للمكتب الوطني للكهرباء والتي تبلغ قيمتها 22729.00 درهم عن الدورة الرابعة لسنة 2001؟ هل بلغ الإفلاس واللامسؤولية حد إهمال تسديد فواتير الموارد الحيوية كالكهرباء، وعدم تحويل اعتمادات المؤسسات، وعدم تسديد مستحقات المقاول الذي يباشر الإصلاحات داخل الثانوية حيث توقفت الأشغال بها..؟ إذا كانت هذه الوقفة الاحتجاجية هي النقطة التي أفاضت الكأس، فهل سينظر المسؤولون هذه المرة بجدية إلى مشاكل تلاميذ ثانوية ابن سينا خصوصا منهم الداخليون الذين يعانون من نقص في التغذية وانعدام النظافة ومشاكل الاكتظاظ وقلة الأمن..؟ هل بعد هذا الاحتجاج السلمي والحضاري يتم التعامل بمنطق الكيل بمكيالين، منطق العهد السابق، ويتم الانتقام من يمكن اعتبارهم "رؤوس الفتنة من التلاميذ"؟ من المؤكد أن أوقاتا ثمينة للمراجعة والتهييء للفروض تضيع للتلاميذ في ظل غياب عناصر أساسية منها الكهرباء، فهل سيتم في هذه المرة تحميل رجال التعليم مسؤولية هدر دراسة ومستقبل أبنائنا التلاميذ؟ أمام أحداث هذه الوقفة الاحتجاجية يقف الجميع مترقبا حلولا عاجلة ومرضية.. وإن غدا لناظره قريب. المراسل