كشفت الوثائق السرية لموقع ''وكيكليكس'' أن اللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري و''توماس رايلي'' السفير السابق للولايات المتحدةالأمريكية بالمغرب، بالسفارة الأمريكية دار حول حث المغرب على التقدم في ملف الصحراء، وشهد ضغوطا أمريكية على المغرب وذلك للتسريع بتقديم مقترح الحكم الذاتي. واعتبرت الوثيقة الصادرة مؤرخة في 8 شتنبر من سنة ,2006 أن الفاسي الفهري رغب في أن يكون مطمئنا على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستدعم المينورسو، حتى ولو لم يتم تقديم مشروع الحكم الذاتي في الآجال المحددة، ورد السفير الأمريكي عليه بأن التزاما بين المغرب وباقي الفاعلين أساسي، وأنه ينبغي تقديم مخطط حكم ذاتي حقيقي، مع خطة لتطبيقه وإلا فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تدعم تمديد بعثة المينورسو''. وتفضح وثيقة مؤرخة في 25 يونيو 2008 تضمنت محضر اجتماع للسفير الأمريكي بالجزائر روبرت فورد مع الرئيس بوتفليقة، عن سعي الأخير لتحريض أمريكا على تبني الموقف الذي تبنته في قضية تيمور الشرقية، وأن الجزائر لن تتوافق حول حق الصحراويين في اختيار الاستقلال، وأن المغاربة يضللون بالربط بين أمن العرش المغربي والصحراء، وخلص السفير في تعليقه إلى أن بوتفليقة لن يمارس أي ضغط على قيادة البوليساريو لمناقشة مشروع الحكم الذاتي لوحده، مع الإشارة إلى كشف الوثيقة عن استعمال أمريكا لنموذج الحل الكردي كمحاولة لإقناع الجزائر. وأبرزت وثيقة جد حديثة مؤرخة في 2009 12 16 تضمنت سلسلة معلومات قدمها أحد رجالات إحدى كنائس وسكنسين والتي لها مشاريع تعليمية بمخيمات تندوف إلى المسؤول السياسي بالسفارة الأمريكيةبالجزائر بيرس، عن تحول النشاط الكنسي في المخيمات إلى مصدر للمعلومات الأمنية والسياسية حول البوليساريو، وخاصة ما يهم القاعدة والحملات ضدها، وكذا التهريب. الوضع الجزائري والرؤية الأمريكية وكشفت وثيقة أخرى، عبارة عن برقية ''سرية'' للسفير الأمريكي الأسبق بالجزائر ''روبرت فورد'' بعث بها إلى البيت الأبيض في 22 فبراير 2008 تحمل عنوان ''بلد غير سعيد'' عن الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها المواطنون الجزائريون، والتي يؤكد فيها أن نسبة كبيرة من الشباب يعانون من البطالة وعدم الحصول على شغل، إلى جانب حدة أزمة السكن، وانتقد التقرير تجاهل الطبقة السياسية في نقاشاتها الجانب الاجتماعي للسكان وانشغالهم فقط بالعهدة الثالثة للرئيس ومسألة تغيير الدستور. وبينت الوثيقة ذاتها، أن الوضعية الاقتصادية والمالية للجزائر جد مريحة وجاء فيها ''إن الجزائر غنية كما لم تكن في السابق'' حيث سجل قطاع المحروقات أرقاما قياسية من مداخيل الصادرات والتي قدرها ب 70 مليار دولار خلال سنة ,2007 في حين لم تتعد نسبة الواردات 45 مليار دولار مما سمح للحكومة بتسجيل احتياطات صرف تقدر ب 110 مليار دولار، وأكدت الوثيقة أن هذه الطفرة المالية لم تنعكس على الوضع الاجتماعي للسكان مما أدى إلى تشكيك الجزائريين في مصداقية حكومتهم، ولم يغض تقرير السفارة الأمريكية الطرف عن ''الفساد'' الذي يعشش في الإدارة المركزية ويعرقل الاستثمارات وإنجاز المشاريع وإتمامها، وأن الحكومة غير قادرة على التعامل مع هذه المشاكل التنظيمية، والتي أرجعها إلى نقص في الرؤى. وثيقة أخرى مؤرخة في سنة ,2005 أشارت إلى التهديد الذي كان يشكله تنظيم القاعدة في المغرب العربي على المغرب، وذلك عبر توصل مجموعة من السياسيين المغاربة برسائل تهديد في بريدهم الالكتروني من طرف ما يسمى بالتنظيم المغربي المسلح من أجل الإسلام والشريعة. وتكشف هذه الوثيقة التي هي عبارة عن رسالة السفير الأمريكي رايلي إلى المسؤولين المغاربة من أجل مناقشة إلقاء القبض عن حوالي 17 مغربي مشتبه بهم. الجزائر والقاعدة وأكدت وثائق وكيليكس من جهة أخرى أن الجزائر تشكل أرضية خصبة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لتجنيد عناصر جديدة، معبرة عن مخاوف بخصوص المصالح الغربية في الجزائر ذلك أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجه ضربة قاسية لمخطط العفو الذي اقترحته الحكومة الجزائرية . وأكدت أن ''موقف الحكومة الجزائرية أصبح ضعيفا في النقاشات الداخلية مع صقور الأجهزة الأمنية'' مشيرة في السياق نفسه إلى أن مصداقية هذه الأجهزة نفسها تراجعت لدى الجزائريين كما لدى الجالية الغربية في الجزائر. ووصفت وثائق وكيليكس جهاز الاستخبارات العسكرية الجزائري الذي يتولى ملف مكافحة الإرهاب بأنه '' ذو حساسية مفرطة ويعاني من خوف مرضي'' مسجلة العدد الكبير من الرعايا الجزائريين الذين التحقوا بصفوف الجهاديين في العراق . وحسب هذه الوثائق فإن حوال 64 مقاتلا جزائريا كانوا متواجدين في العراق ما بين 2006 و.2007 وفي معرض تناولها للسياسة الخارجية الجزائرية تثير وثائق وكيليكس الانتباه إلى أن معلومات الحكومة الجزائرية حول التطورات بالمنطقة تظل غير '' مكتملة ''. و تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الوثائق المنشورة تشير إلى قضية الصحراء كإحدى ركائز السياسة الخارجية للجزائر . و تكشف الوثائق في هذا الإطار أيضا عن '' تمسك '' حكام الجزائر بمخططات تجاوزها الزمن ومنها مخطط بيكر''. ومما جاء في وثائق وكيليكس أن قضية الصحراء '' تمثل أهم قضية بالنسبة للحكومة الجزائرية التي ترفض أي نقاش '' حول هذا الموضوع. و تخلص وثائق وكيليكس إلى القول إن '' الحكومة الجزائرية مازالت متمسكة بأمل إحياء مخطط بيكر '' بالرغم من أن المسؤولين الغربيين ما فتؤوا يؤكدون لنظرائهم الجزائريين بأن الأمر يتعلق بمخطط '' عفا عنه الزمن لعدم قابليته للتطبيق على أرض الواقع . أثنار والحزب الشعبي و أمريكا كشفت وثائق وكيليكس حول الحزب الشعبي الاسباني تشكيك السفارة الامريكية في مدريد، في القدرات القيادية لماريانو راخوي زعيم الحزب الشعبي، وأخبرت السفارة في برقية بعثتها إلى واشنطن في يونيو 2008 أنها تعتقد ان ''راخوي سيظل في منصبه لوقت طويل أكثر من أي شخص آخر في غياب خلف موثوق داخل حزبه'' . الوثائق التي تهم الحزب الشعبي ركزت على موضوع مشترك وهو ''ثقة محدودة للغاية في ان قيادة راخوي ستكون مستوحاة من المسؤولين الامريكيين الذين عبروا مرارا وتكرارا لواشنطن عن مشكلة الكاريزما لدى زعيم الشعبيين والصعوبات التي تواجهه في مواجهة ثاباتيرو'' هذا وركزت مجمل مراسلات السفارة الأمريكية في مدريد حتى عام ,2009 حسب ما ورد في عدد من الوثائق المختلفة، على احتمال عودة اثنار إلى ممارسة السياسة. رئيس الحزب الشعبي السابق خوسي ماريا ثنار ، حسب ملخص الحوار الذي دار في حفل العشاء الذي نظمه السفيرالاميركي، إدواردو أغيري في مقر اقامته الرسمية في 28 يونيو 2007 وبعث مضمونه في برقية الى واشنطن وأكثر من عشر سفارات للولايات المتحدة في 2 يوليو - (أثنار) يرسم صورة قاتمة لاسبانيا، وحسب نص البرقية فإن''أثنار قال للسفير إن إسبانيا هي في يد حكومة سيئة للغاية'' اغيري سأل أثنار خلال العشاء حول ما إذا كان على استعداد للعودة إلى السياسة ''سأل السفير أثنار عن ما سيكون دوره، إذا استمرت حسب رؤيته، حكومة ثاباتيرو في نهج هذه السياسات السلبية بالنسبة لاسبانيا، وفشل الحزب الشعبي وراخوي في محاولاته استعادة المواقع'' وكان الجواب ''قال ازنار ،' إذا رأيت ان اسبانيا يائسة حقا، فقد أضطر الى العودة الى السياسة الوطنية''.