لم يكن اللقاء، الذي جمع الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، بجيفري فيلتمان، نائب كاتب الدولة الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط، على هامش أشغال الدورة ال64 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، مدرجا في أجندة المسؤول المغربي، ذلك أن هذا اللقاء، حسب مصدر مطلع، لم يبرمج إلا في الدقائق الأخيرة وبطلب عاجل من المسؤول الأمريكي بتعليمات صارمة من المسؤولة الأولى في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. «المغرب، يقول المسؤول الأمريكي، مطالب أيضا، مع باقي شركائه المعتدلين في عملية السلام بالشرق الأوسط، بأن يكون مع حل الدولتين وإدانة الدعوات الرامية إلى تدمير إسرائيل من قبل بعض الجهات الإسلامية المتطرفة بالقدر الذي يدين فيه الاعتداءات الإسرائيلية». ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ذلك أن المسؤول الأمريكي حث الطيب الفاسي الفهري على ضرورة توضيح موقفه من الملف النووي الإيراني، وقال فيلتمان في هذا السياق: «إن المغرب مطالب باتخاذ موقف حاسم يقضي بإدانة الملف النووي الإيراني». وفي سياق آخر يرتبط بالملف الأمني، أشاد المسؤول الأمريكي بالمجهودات التي بذلها المغرب في مجال محاربة الإرهاب، غير أنه دعا المسؤولين المغاربة بالمقابل إلى مزيد من التعاون مع حلف شمال الأطلسي المعروف اختصارا ب«الناتو» لتضييق الخناق على أنشطة الإرهاب الدولي. وفي قضية الصحراء، اكتفى المسؤول الأمريكي في هذا اللقاء مع المسؤول المغربي بالتذكير بالموقف الثابت للولايات المتحدةالأمريكية من قضية النزاع في الصحراء، وهو الموقف الذي يدعو، حسبه، إلى احترام قرارات مجلس الأمن وتليين مواقف أطراف النزاع، معتبرا في الوقت نفسه أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب يمكن أن تكون أساس المفاوضات بين المغرب والبوليساريو للوصول إلى حل سلمي. يذكر أن فيلتمان كان سفيرا في لبنان، ولم تكن سوريا وقيادة حزب الله تترددان في اتهامه ب»الناطق الرسمي» باسم إسرائيل نظرا إلى مواقفه المؤيدة لسياستها العدوانية تجاه الفلسطينيين بعد أن اشتغل في وقت سابق ديبلوماسيا بالعاصمة العبرية تل أبيب. ويعد فيلتمان أيضا من المسؤولين الأمريكيين المحافظين في إدارة الرئيس السابق بوش، الذين استطاعوا أن يحافظوا على مواقع متقدمة في عهد الرئيس الحالي أوباما.