شارك ما يناهز ثلاثة ملايين مغربي في مسيرة الوحدة والوطن يوم الأحد 28 نونبر 2010 بالبيضاء في مسيرة تاريخية مشهودة انطلقت قبل موعدها بساعة ونصف على الساعة العاشرة صباحا قرب مدار الفداء ليتقدم المشاركون في شارع محمد السادس على طول مسافة سبع كيلومترات في اتجاه ساحة النصر، واستمرت إلى غاية الثانية زوالا حيث لم تتوقف القوافل البشرية عن التدفق نحو مسار المسيرة، كما لم يستطع ما يقرب من نصف المليون شخص من الإلتحاق بها. وقد سجل عدد من المراقبين وجود المئات من الحافلات موزعة على جوانب الطرق المؤدية للمسيرة فضلا عن توقف حركة النقل المؤدية للبيضاء سواء من الجنوب أو من الشمال، بفعل كثافة الوفود الراغبة في المشاركة، ورفع المتظاهرون شعارات قوية '' كلنا فدا فدا... للصحراء المجيدة''، '' الحرية في العيون... وتندوف كلها سجون''، بالروح بالدم... نفديك يا وطن''، '' البروح بالدم... نفديك يا عيون''، كما سجلت الالاف من اللافتات مواقف مؤكدة على الوحدة الترابية ورفض المؤامرة الاستعمارية ومناهضة المناورات الانفصالية الخاسرة، وكتب اللافتات بلغات مختلفة، وسجلت مشاركة مختلف فئات الشعب المغرب ومكوناته وتعبيراته السياسية والثقافية والإسلامية والنقابية والجمعوية والرياضية والفنية والاقتصادية والمحلية. وأجمعت تصريحات القيادات السياسية والإسلامية والمدنية على أن المسيرة تاريخية، وفي هذا الصدد اعتبر محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح. أن المغرب والمغاربة ''لا يمكن أن يقبلوا الابتزاز في أي قضية من قضاياه''، فثوابت المغرب الدينية والوطنية -يقول الحمداوي- ''لا مساومة عليها، وخاطيء من يعتقد أنه بقرارات أو توصيات من الأممالمتحدة أو الاتحاد الأوربي يمكن أن يثني عزيمة المغاربة عن دعم وحدتهم الترابية والمطالبة بما تبقى من ترابه المحتل، في سبتة ومليلية والجزر المحتلة''. ومن جهته قال ادريس لشكر الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان أن المسيرة انطلقت مبكرا وقد بذلت مجهودات استثنائية لتأطير الطوفان البشري، وأكد عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن '' هذه المسيرة دليل على أن الشعب المغربي قد مس في كرامته، ومس في دماء أبنائه بطريقة وحشية لا إنسانية غير مقبولة، كما أنها تعبير عن رفض الظلم الذي تعرض له من قبل البرلمان الأوروبي تحت قطاع في الحزب الشعبي الإسباني ذي النزوعات النازية، ومن أجل كل ذلك فقد خرج الشعب المغربي ليقول كفى وليعبر على أن هذه القضية هي قضية أمة وقضية الشعب المغربي والدولة المغربية ملكا وشعبا وحكومة وليقول لكافة الذين ظلموا كفى، وللجزائر كفين وللبوليساريو كفى وللبرلمان الأوروبي كفى''. وأبرز خطيب مسجد الحسن الثاني الشيخ عمر القزابري أن '' هذا يوم الوفاء والولاء والحب للوطن، ويوم التصريح بالاستعداد للتضحية لكل غال ونفيس من أجل هذا الوطن العزيز، إن الله عز وجل قال: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله وعم الوكيل''. واعتبر عمر أمكاسو القيادي في جماعة العدل والإحسان '' أن مشاركة جماعة العدل والإحسان جاءت استجابة للأطراف المنظمة من أجل التعبير عن موقفنا المندد بالعنف من أي كان، ودعوتنا للتحقيق في ملابسات وأسباب ما حصل...، وتأكيدنا على الدعوة لتدبير تشاركي ومنفتح على جميع القوى لهذا الملف بعيدا عن الاحتكار الرسمي والترتجال والتدخل الأجنبي، كما ندعو إلى معاجلة لا تؤثر هلى حسن الجوار المغربي والأوروبي''، وأكد التهامي الخياري الكاتب الوطني لجبهة القوى الديموقراطية أن ما يجري في البيضاء وخارج البيضاء معبر عن التحام المغاربة وتضامنهم وأنه قد نختلف البرامج الاقتصادية والاجتماعية لكن فيما يخص الوحدة الترابية فلا أحد يخلط، والمغاربة صف واحد وعبروا في المسيرة عن الإجماع الوطني من أجل تحرير الأقاليم الجنوبية واليوم يعبرون عن استعدادهم للتضحية من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية ودعم بناء الأقاليم الجنوبية''.