يسود الهدوء الحَذِر منطقةَ الهرم بمحافظة الجيزة المصرية بعد المواجهات الدامية التي دارَت بين قوات الأمن ومتظاهرين نصارى حاولوا بناء كنيسة بدون ترخيص من الجهات المعنية. وأسفرت المواجهات عن مقتل شخص واحد وإصابة نحو ستين آخرين بينهم نائب مدير أمن الجيزة وقائد قوات الأمن المركزي، واعتقال مائة متظاهر. وشهدت الواقعة شعارات حادّة من المتظاهرين ضد الأجهزة الأمنية وإدارة الحي والمحافظة والحكومة، وحاول المتظاهرون الذين بلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف شخص اقتحام مبنَى محافظة الجيزة احتجاجًا على منع السلطات استكمال بناء مبنى تابع لكنيسة العذراء في حي الهرم، وألقوا بالحجارة وحطموا سور مبنى المحافظة، كما أحرقوا عددًا من السيارات، وأغلقوا شارع الهرم. وأرجعت مصادر أمنية اشتعال الأحداث إلى قيام مسئول كنسي في المنطقة بتحريض مئات النصارى على منع تنفيذ قرار إداري أصدره المحافظ بوقف بناء كنيسة تُشَيّد دون ترخيص في حي الطالبية مع تشكيل لجنة لدراسة القضية. لكن المسئولين عن الكنيسة واصلوا عمليات البناء متجاهلين قرار المحافظ، وعندما ذهبت قوات الأمن لتنفيذ القرار تصدّى لها مئات النصارى ورشقوهم بالطوب والصلبان الخشبية التي يحملونها، إضافة إلى زجاجات حارقة، في حين استخدمت الشرطة العصي والقنابل المسيلة للدموع.