عرف المسجد الأقصى يوم الجمعة الأخير تزايداً ملحوظا في عدد المصلين لصلاة الفجر بسبب ازدياد عدد الحافلات التي تصل عبر مسيرة البيارق إحدى مشاريع مؤسسة الأقصى. ويأتي هذا الإقبال تطبيقا لإحدى توصيات المشاركين في المؤتمر السنوي الثالث الذي عقد أخيراً في باقة الغربية، في سبيل إحياء المسجد الأقصى وتكثيف تواجد المصلين فيه، في ظل تشديد الخناق عليه من قبل المؤسسة الصهيونية. وقالت مؤسسة الأقصى في بيان عممته الاثنين المنصرم: >إننا نوجه دعوة عامة لكل أهلنا في الداخل لشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى وقضاء أيام من العطلة المدرسية الصيفية برفقة أبنائهم في المسجد الأقصى وأداء الصلوات فيه، وكذلك إلى التجول والتسوق بأسواق المدينة القديمة، وأنها طاعة كبيرة أن تستثمروا أوقاتكم خلال هذه العطلة في رحاب المسجد الأقصى، ولما فيه من تثبيت لأهل القدس ودعمهم معنويا وماديا في ظل التضييق الاقتصادي عليهم من قبل المؤسسة الصهيونية<. وفي مقابل دعوة مؤسسة الأقصى يقوم مستوطنون يهود بمسيرات استفزازية على رأس كل شهر عبري حول أسوار المسجد الأقصى، تبدأ من حائط البراق مروراً ببعض أبواب الأقصى وتنتهي عند باب الأسباط أحد الأبواب الرئيسية. وذكر موقع المؤسسة على الأنترنيت أمس أن المسيرة الصهيونية يوم الأحد الماضي، شارك فيها ما يقارب4000 مستوطن حسب مصادر صهيونية. وقال الوزير السابق المتطرف آفي إتيام أمام المحتشدين بباب الأسباط في ختام المسيرة الاستفزازية: >إن الحكومة (الصهيونية) في بعض قراراتها تعتبر خائفة وترتكب خطيئة الخونة، وأن الصلاة بمحاذاة مكان الهيكل هو تكفير عن خطيئة الخونة<. وكان قد سبق هذه المسيرة مؤتمر توراتي باسم المؤتمر الثالث لجبل الهيكل، دعا المشاركون فيه إلى إقامة الهيكل المزعوم من خلال محاضرات خصصت للموضوع بعنوان نقترب نحو القرابين، في إشارة واضحة إلى القرابين التي سيذبحونها في هيكلهم المزعوم بعد إقامته حسب الدعاية الصهيونية التلمودية. من جهتها اعتبرت مؤسسة الأقصى إقامة مثل هذه المسيرات والمؤتمرات، وبمشاركة سياسيين رسميين ووزراء وأحزاب سياسية ورجال دين يهود، إنما تدل على استمرار المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى وتصاعد وتيرة النشاطات الصهيونية الداعية إلى إقامة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى.