سادت حالة من الذهول والدهشة داخل الأوساط المغربية الشعبية والحكومية والإعلامية بعد قيام وكالة الأنباء الإسبانية ''إفي'' ومعها عدد من وسائل الإعلام بنشر صور مفبركة لأطفال قالت إنهم ضحايا الجيش المغربي في العيون، في الوقت الذي اتضح أن الصورة تتعلق بأطفال غزة أصيبوا جراء قصف إسرائيلي في يونيو ,2006 وهو ما أكده صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أول أمس السبت بطنجة، مستنكرا بشدة الاستغلال المغرض لصور الأطفال الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي، وادعائها أنها آتية من مدينة العيون. وهو الخطأ المهني الكبير الذي سقطت فيه قناة (أنتينا تريس)، التي استغلت، صورا لجريمة شنعاء معروفة من جرائم الحق العام، كانت قد وقعت بمدينة الدارالبيضاء بتاريخ 26 يناير ,2010 وقدمتها على شاشتها كجرائم مزعومة اقترفت في المناطق الصحراوية. من جهتها أدانت الحكومة المغربية يوم السبت 13 نونبر 2010 الانزلاق الحاقد والعنصري لعدد من وسائل الإعلام الإسبانية تجاه المغرب. وقال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح صحفي بحضور عدد من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، ''إننا اليوم نواجه دعوة صريحة إلى الكراهية، وتحريضا واضحا على العنف''، مبرزا أن الأمر أصبح ''يتعلق بتضليل خطير للرأي العام الإسباني، من أجل إثارة الحقد لديه في حق المملكة المغربية، في إطار يهيمن عليه طابع الكراهية والعنصرية''. من جهته قال يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن ما سقطت فيه وكالة الأنباء الإسبانية (إفي)، بنقلها صورة من الانترنيت تتضمن افتراء فاضحا على المغرب، ''يعد أمرا خطير جدا ولا ينبغي السكوت عنه، ويتعين أن تقدم القضية أمام المحاكم الإسبانية''. ونظمت هيئات حقوقية ومدنية وشبابية، مساء السبت 13 نونبر 2010، وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسبانية بالرباط، عبروا خلالها عن شجبهم الشديد للتعامل اللامهني واللاموضوعي الذي ينهجه الإعلام الإسباني، عن سابق إصرار وترصد، عند تطرقه للقضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية. هذا واضطرت وكالة الأنباء الإسبانية ''إفي'' إلى الاعتذار هي وعدد من الصحف الاسبانية عما اعتبرته ''خطأ مهنيا''، وعممت قصاصة تعتذر فيها عن ''خطأ'' توزيع صورة لأطفال غزة أصيبوا جراء قصف إسرائيلي في يونيو ,2006 قالت إنها لأطفال صحراويين ضحايا أحداث العيون بداية هذا الأسبوع. بدورها اعتذرت ''إلباييس'' في مقال نشرته نهاية الأسبوع وكتبت تقول إنها ''تتحمل المسؤولية لأنها نشرت الصورة دون التحقق من صحتها وتعتذر عن ذلك''. وأضافت أن ''الحرب الدعائية من خلال الصور شائع جدا في النزاعات، وكذلك استخدام الأطفال كضحايا''. أما صحيفة ''أ.ب.ث'' فقد حملت من أسمتهم ''الناشطين الصحراويين''، مسؤولية هذا الخطأ وقالت إنهم ''يضرون بقضيتهم عبر عرض صورة أطفال غزة على أنهم أطفال الصحراء''، فيما اكتفت صحيفة إلموندو وباقي الصحف الإسبانية بإعادة نشر قصاصة وكالة ''إفي'' حول الاعتذار. وفندت مجموعة من الهيئات الدولية وفي مقدمتهم بعثة المينورسو الادعاءات حول ''الوحشية أو التعسفية'' لقوات الأمن ضد المغاربة الصحراويين المحتجين في العيون''. وقال رئيس بعثة المينورسو في العيون في تصريح ليومية لومند الفرنسية في عدد أمس ''لم أر أي أثر للرصاص'' داخل مخيم ''إكديم إيزيك''. الذي فككته قوات الأمن الاثنين الماضي.وأعرب هاني عبد العزيز في شهادة دامغة ضد ادعاءات البوليساريو والموالين لها،''عن اندهاشه لعدد قنينات غاز البوتان التي عاينها ضمن بقايا المخيم وعبوات استخدمت لإضرام النار كما أكدت ذلك السلطات المحلية.وفي ذات السياق أكد المجلس الأوروبي للصحراويين المغاربة في بيان توصلت ''التجديد'' بنسخة منه أن البوليساريو وجنرالات الجزائر استعملوا أساليب بائسة منها تشجيع الفتنة وتحريك انفصاليي الداخل والمجرمين لإذكاء نار الفتنة والمساس بأمن البلاد من أجل التأثير على سير المفاوضات. من جهتهم بعث برلمانيو الجهات الجنوبية ثلاث رسائل موجهة إلى كل من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ونيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي وثاباثيرورئيس الوزراء الاسباني وكذا جيرجي بيزيك رئيس البرلمان الأوروبي حول أحداث العيون، ومما جاء في الرسائل المذكورة خ حصلت ''التجديد'' على نسخ منها- إن ما حدث في العيون خلال الأيام الماضية لم يتجاوز الاحتجاج السلمي من أجل مطالب اجتماعية واقتصادية صرفة، إلا أن دخول المخابرات الجزائرية وعناصر من الانفصاليين على الخط وتوظيفهما لعدد من ذوي السوابق والمبحوث عنهم فجر الوضع وخلق حالة من الفوضى خاصة بعد تأكد العناصر المشار إليها من جدية ومصداقية الحلول التي اقترحتها السلطات العمومية المغربية لمعالجة مطلبي السكن والتشغيل، كما ورد في رسائل منتخبي الجهات الجنوبية أن تدخل قوات الأمن المغربية كان سلميا واتُّخذت فيه كل التدابير القانونية من أجل ضمان سلامة المدنيين. إلى ذلك استغربت وزارة الشؤون الخارجية البريطانية التصريحات التي نسبتها وكالة الأنباء الجزائرية للوزير البريطاني. وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية البريطانية في بلاغ له ''إن قصاصة لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية بثت يوم 11 نونبر أوردت تصريحا لوزير الشؤون الخارجية والتعاون ويليام هاغ، يدعو فيه إلى اتخاذ إجراءات لحماية رعايانا في المغرب خبر بعيد كلية عن الدقة''. وفي اتصال له مع وكالة المغرب العربي للأنباء لم يتردد المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية البريطانية في التعبير عن اندهاشه أمام أكاذيب مفضوحة ومكشوفة للعيان نشرتها الوكالة الجزائرية.