كشف تقرير اليونسكو الأخير حول العلوم لسنة 2010 عن مفارقة عجيبة تهم البحث العلمي بالمغرب، ففي الوقت الذي يؤكد فيه التقرير أن المغرب يعتبر ثاني دولة في العالم العربي من حيث حجم الإنفاق على التعليم والمرتبة الثانية في مؤشر حملة الشواهد العليا (الماستر والدكتوراه) ونفس المرتبة بخصوص مؤشر عدد الباحثين ب 647 باحثا في المليون نسمة... نجد أن نفس التقرير أعطى للمغرب رتبة جد متواضعة بالنسبة لمؤشر الإنتاج العلمي، حيث لم ينتج من المنشورات المندرجة في إطار التعاون العلمي ما بين 2000 و2008 سوى 688 إصدارا علميا سنة 2008 محتلا بذلك الرتبة الخامسة، واحتل الرتبة الخامسة أيضا في إنتاج المقالات العلمية المنشورة، ضمن نفس الفترة الزمنية، وذلك ب 1167 مقالة علمية. وسجل التقرير رتبة متدنية للمغرب حسب مؤشر المنشورات العلمية لكل مليون نسمة حيث احتل الرتبة 12 ب 36,9 منشور علمي لكل مليون نسمة... كيف يمكن تفسير التقدم، مقارنة مع 19 دولة عربية، على مستوى الإنفاق العمومي وعلى مستوى عدد الباحثين وعدد حاملي الشهادات العليا، ونتخلف على مستوى الإنتاج العلمي؟ هل يتعلق الأمر بكفاءة ''الباحث العلمي'' في المغرب أم ب''بخله''؟ أم يتعلق الأمر بعجز المؤسسات البحثية عن استيعاب الباحثين وتأطير العملية البحثية؟ ...