شكك الشيخ علي بلحاج، الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر، في الشعار الذي يرفعه النظام الجزائر، من أنه بحديثه عن تقرير المصير للصحراء الغربية، إنما يفعل ذلك التزاما بمبدأ أخلاقي ووفاء لحق الشعوب في تقرير مصيرها. وقال بلحاج، في تصريحات خاصة ل قدس برس، إنه لا يحق للجزائر أن تنتقد موقف المغرب من الصحراء الغربية؛ لا من الناحية الشرعية ولا السياسية ولا الحقوقية، لاعتبار أن من كان بيته من زجاج فلا يجدر به أن يرمي الآخر بالحجر. وانتقد بلحاج الندوة التي احتضنتها الجزائر أخيرا، حول موضوع الصحراء، واستضافت فيها قرابة سبعين انفصاليا من المغرب، إذ قال إن تنظيم لجنة التضامن مع الشعب الصحراوي، التي يديرها محرز العماري، لندوة دولية بهذه الإمكانيات المالية الضخمة يثير الكثير من التساؤلات عن مصادر تمويلها، ولماذا لم ينظم ندوة مثلا عن اختطاف الإرادة الشعبية في الجزائر؟ أو عن الشخصيات السياسية الجزائرية التي تعيش تحت الرقابة القضائية، بسبب تضامنها مع غزة، ولماذا لم تعقد مؤتمرات لتحرير العراق وأفغانستان؟ وقال بلحاج إن الجزائر التي انقلبت على حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره وتنتهك حقوق الإنسان بشكل يومي، غير مؤهلة للدفاع عن الصحراء الغربية ولا عن حقها في تقرير المصير، كما أن انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان، وهي للإنصاف أقل من الجزائر، لا تسمح له بالحديث عن حقوق الإنسان. وفي معرض حديثه، دعا بلحاج القيادتين المغربية والجزائرية إلى الوفاء لقادة ثورات التحرير في دول المغرب العربي. لأنه لا يجوز تمزيق بلدان المغرب العربي أكثر مما هي عليه الآن.