في تطور جديد، أكد التشخيص المختبري لعينة من البعوض (الناموس) أنوفيل، حملها لطفيلي الوباء بلاسموديم فلسباروم. وأفاد مصدر مطلع، التجديد بإمكانية أن يعاد التشخيص في مختبرات أخرى للتأكد من النتائج التي انتهى إليها التشخيص المختبري الأول. وجاء هذا الكشف، يضيف المصدر، بعدما تأكد رسميا من خلال الكشف المختبري للعينات التي أخذها طاقم تقني من المعهد الوطني للصحة من الإصابات، التي سجلت قبيل عيد الفطر الماضي، أن الطفيلي الذي تسبب في إصابة الحالتين هو من نوع بلاسموديم فلسيباروم، المسبب لمرض الملاريا. وأضاف المصدر، أنه مباشرة بعد ذلك تم إرسال طاقم تقني إلى البركة المائية بحديقة سندباد وأخذت عينات من البعوض أنوفيلمن هناك لكونه العامل الذي ينشر الوباء عبر اللسعات، لكن التشخيص المختبري أكد خلو هذه البركة من هذا النوع من الطفيليات. من جهة أخرى، علمت التجديد أن فريقا تقنيا من المعهد الوطني للصحة، توجه الخميس 23 شتنبر 2010 إلى كل من منطقة دار بوعزة ومنطقة مطار محمد الخامس، وتم أخذ سبعين عينة من الساكنة قصد تشخيصها، والنظر في إمكانية وجود حالات أخرى من الإصابة بالملاريا، بعد ما تأكدت إصابتان اثنتان في حي الألفة بالدار البيضاء، ووجود حالتين تحت التشخيص. وبحسب أستاذ متخصص في البيولوجيا، فإن الطفيلي من نوع بلاسموديم فلسيباروم لا تحمله الأنوفيل الموجودة في المغرب، وحتى إن وجدت فستكون في مناطق معزولة، ورجح أن يكون هذا الباعوض تسرب إلى المغرب على شكل بيوض، موضحا أنه من المحتمل أن يتم نقل تلك البيوض مع أمتعة الأفارقة القادمين إلى المغرب. وأضاف المصدق أنه في هذه الحالة، تكون الحرارة المرتفعة والرطوبة الكبيرة التي عرفهما المغرب مؤخرا قد وفرتا بيئة مشابهة للبئة التي تسمح بتكاثر الباعوض الناقل لوباء الملاريا، مضيفا أن هذا قد يؤدي إلى عودة الملاريا إلى المغرب في حالة إذا لم تخضع البرك والمستنقعات المائية لمعالجة مستمرة. وفي دلالات أخذ عينات من سبعين شخص من منطقتي دار بوعزة ومطار محمد الخامس، أشار المصدق إلى أن المعهد الوطني للصحة وحسب خبير بيولوجي آخر، رفض الكشف عن نفسه، فإن ثبوت حمل الأنوفيل في المغرب للطفيلي من نوع بلاسموديم فلسيباروم ، سيدخل البلاد في منعطف خطير، بسبب عدد الأفارقة الذين يستقرون في المغرب، والذين يتوقع أن يكون عدد كبير منهم حاملا لهذا النوع من الطفيليات، مما سيكون له تأثير كلي على البرنامج الوطني لمحاربة البالوديزم بالمغرب وكذا طريقة الوقاية بالنسبة للسياح الأجانب، عند دخولهم المغرب، كما تلزمه المنظمة العالمية للصحة. يذكر أن المغرب عرف مسارا مريرا في محاربة داء الملاريا، ابتدأ منذ سنة ,1912 إذ تم إحداث أول مصلحة لمحاربة داء الملاريا سنة ,1919 وعرفت سنة 1975؛ الذروة من حيث عدد الإصابات، إذ تم تسجيل 27185 حالة من عينة من الدم تهم 300 ألف شخص تم فحضها سنة ,1975 وتركزت حالات الإصابة ما بين 1979 و,1996 في كل من الخميسات وبني ملال وشفشاون والناضور والحسيمة والعرائش وفاس ومكناس وخريبكة وتطوان، ثم سطات والقلعة.