يواصل الأعضاء العرب في الكنيست الصهيوني تحذير السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبو مازن من الوقوع في فخ المفاوضات التي انطلقت في شرم الشيخ، أول أمس، ويدعونها للالتحام مع غزة ضمن حكومة وحدة وطنية. واعتبر أحمد الطيبي رئيس القائمة الموحدة والعربية أن الصيغة التي عرضها رئيس الحكومة الإسرائيلية الإرهابي بنيامين نتنياهو حول مواصلة البناء في المستوطنات الكبيرة وتجميده في التجمعات الصغيرة فخ سياسي، مرجحاً رفضه من جانب السلطة. وأشار إلى أن مجرد القبول بهذا الحل الوسط سيُعدّ إقراراً فلسطينياً بأن هذه المجمعات الاستيطانية الكبيرة جزء من إسرائيل حتى قبل البدء بالمفاوضات. ورأى الطيبي أن المفاوضات تحتاج إلى عناصر عدة حتى تنجح: أولاً أن يتغير نتنياهو إيديولوجياً، ثانياً أن يتبدل الائتلاف الحكومي، وثالثاً أن يتغير دور الوسيط الأمريكي ويصبح أكثر نجاعة، وقبول كيان العدو الصهيوني بالمبادرة العربية. وأكد عضو الكنيست عن الحركة الإسلامية الجنوبية إبراهيم صرصور أنه لا أمل لهذه المفاوضات، في ظل لاءات إسرائيل وشروط نتنياهو بخصوص يهودية الدولة والترتيبات الأمنية، والعودة للبناء في المستوطنات مع نهاية قرار التجميد. وأكد أن الاستيطان مازال العقبة الأكثر تعقيداً في طريق نجاح أي تقدم في المفاوضات. وأشار صرصور إلى أن التراجع الأمريكي في موقفه الضاغط على نتنياهو يشجع الأخير على انتهاكاته. ودعا سلطة عباس للرجوع الكامل إلى الخندق الشعبي، والالتحام الكامل مع القيادة في غزة، وإقامة حكومة وحدة وطنية على قاعدة الوضع الجديد بعيداً عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الإجرامي، وأن تحمّل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن نتائج الوضع الجديد. جددت فصائل المقاومة الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها رفضها للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة التي تجرِي بين السلطة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني، واعتبرت أن الجولة الثانية من هذه المفاوضات التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، الثلاثاء الماضي، مسرحية للسيناريو الأميركي الصهيوني الذي يسعى للنيل من القضية الفلسطينية، محذرة من نتائجها الكارثية التي سيتم مواجهتها بخيار المقاومة. وقال أمين سر تحالف الفصائل الفلسطينية خالد عبد المجيد في بيان له، أول أمس، إن فصائل المقاومة الفلسطينية ترفض العودة للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني، وإن ما يجري في شرم الشيخ مسرحية للسيناريو الأميركي الصهيوني الذي يسعى للنيل من القضية والحقوق الفلسطينية لأن المفاوضات الجارية بالشروط المطروحة تهدد مستقبل القضية والحقوق الفلسطينية، وستشكل نتائجها كارثة وطنية جديدة. ويضم التحالف عشرة فصائل على رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة وغيرها من فصائل المقاومة. وأشار عبد المجيد إلى أن القوى والفصائل وجماهير الشعب الفلسطيني لم يفوضوا أحداً بهذه المفاوضات، وهم لا يمثلون شعبنا ولا إرادته الوطنية وتمثل خروجاً عن موقف الإجماع الوطني، موضحاً أن كل قوى شعبنا ستواجه نتائج هذه المفاوضات بخيارات وطنية وفي مقدمتها خيار مقاومة الاحتلال. ورأى عبد المجيد أن تسويق ومشاركة أطراف عربية في هذه المفاوضات يمثّل خروجاً عن الإجماع العربي ويمثّل طعناً لكل القرارات العربية، داعيا هذه الأطراف إلى الإقلاع عن هذه السياسة التي تلحق الأضرار بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية.