قال سياسيون واكاديميون فلسطينيون ان مواصلة الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة تضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومات العربية في موقف ضعيف، وتعزز موقف حركة حماس. وقال رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سمير عوض ان «الرئيس ابو مازن لا يحسد على وضعه، فهو رئيس للشعب الفلسطيني، واسرائيل لم تكترث له، ولم تعمل على تعزيز مكانة السلطة بل تصرفت فقط وفقا لاحتياجاتها الامنية». واضاف عوض «اسرائيل لم تترك للرئيس الفلسطيني مجالا للتحرك في ما تعلق بالمفاوضات، فلم يعد هناك امكانية للمواظبة على التأكيد على اهمية المفاوضات السياسية وحسن سيرها، فهي لم تحقق اي مكسب للسلطة الفلسطينية» وبحسب عوض فان الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة، وغياب اي مكسب سياسي للسلطة الفلسطينية، تضع الرئيس الفلسطيني امام خيار ان يعلن وقوفه في خندق واحد مع غزة، للتأكيد على ان لا احد يستطيع الفصل ما بين الضفة وغزة. ودعا عباس الاثنين حركتي حماس والجهاد الاسلامي الى اجتماع مع باقي الفصائل الفلسطينية في مكتبه لتدارس الموقف الفلسطيني الموحد ازاء الهجمات الاسرائيلية، الا ان حركة حماس رفضت الدعوة. ويواصل الرئيس الفلسطيني اتصالاته مع اطراف دولية وعربية من اجل عقد القمة العربية ومن ثم عقد جلسة خاصة لمجلس الامن لوقف الهجمات الاسرائيلية. واشار عوض الى ان الرئيس الفلسطيني يواجه اشكالية اخرى، تضاف الى الوضع الفلسطيني الداخلي، وهي «حالة الانقسام العربي (بشأن القمة العربية) لان ابو مازن يستمد ايضا شرعيته من الوضع العربي». وأضاف «والخلاف القائم بشأن مكان انعقاد القمة يعتبر مؤشرا على ان القمة العربية لا يمكن ان يخرج عنها موقف قوي يمكن ان يستند اليه الرئيس محمود عباس». وفي تقدير عوض ان الرئيس الفلسطيني الآن أمام خيارات قليلة جدا، ومنها ما هو صعب، وهو «ان يعلن انه مع حماس في مواجهة اسرائيل قلبا وقالبا». وقال «إسرائيل اعلنت بوضوح أنها في حالة حرب لا هوادة فيها في غزة، وغزة هي جزء من شعب تحت حكم الرئيس محمود عباس، فأين سيقف؟» من جهته، اعتبر جورج جقمان، رئيس المركز الفلسطيني لدراسة الديمقراطية ان ما يضعف موقف الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية في الضفة هو الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل. وقال ان «مواصلة العدوان الاسرائيلي على غزة يرفع شعبية حركة حماس، وما يضعف ابو مازن هو اسرائيل والولاياتالمتحدةالامريكية، بسبب عدم تحقيق اي انفراج سياسي من خلال المفاوضات السياسية». واضاف «لن تخرج السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية من هذا المأزق اذا لم يتم احراز تقدم سياسي». واوضح ان «مستقبل السلطة الفلسطينية في يد اسرائيل والولاياتالمتحدة الاميركية، واذا لم يتقدموا بانجاز سياسي مقنع للشعب الفلسطيني، فان الامور تتجه لإضعاف السلطة». وطوال سنوات الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطيني، فان الطرف الذي كان يتعرض للهجمات الاسرائيلية، مهما كانت شدتها، كانت شعبيته تزداد بين الشعب الفلسطيني. وقال جقمان «اسرائيل مهتمة من خلال عدوانها على غزة باضعاف حركة حماس، او ربما زعزعة حكومة حماس من خلال عملية عسكرية برية، ولا تأبه اسرائيل بمصلحة السلطة الفلسطينية برئاسة عباس». واضاف «هذا الامر يعزز شعبية حركة حماس، على اعتبار ان الشارع الفلسطيني والعربي سينظر اليها بانها الطرف المظلوم الذي يتعرض للقتل اليومي».