اكتظت المساجد المغربية طوال ليلة الإثنين 6 شتنبر 2010 والساحات والأزقة المجاورة لها بجموع المصلين في إحياء ليلة القدر في أجواء إيمانية..، ولم تنقطع صلواتهم وابتهالاتهم حتى صلاة الفجر . واستقبلت المساجد في هذه الليلة الإيمانية خلافا لباقي أيام رمضان، أرقاما قياسية من المصلين، بلغت أعلى تقديراتها 250 ألف مصلي بأشهر مساجد المملكة (مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء). كما شهدت المساجد حضورا كبيرا للنساء اللائي اجتهدن في إحياء ليلة القدر، في حين أثث أجواء الليلة الحضور اللافت للأطفال من مختلف الأعمار. كان المشهد فريدا..، امتلأت المساجد والساحات وتوقفت حركات السير في كثير من الشوارع بسائر مدن المملكة، وصدحت في هذه الليلة حناجر أصوات قراء القرآن الكريم، وأحاديث الوعظ التي نقلتها مكبرات الصوت من المساجد لتعم سماء المدن. وبعد ذلك جاءت فقرة الابتهالات الرمضانية والمدائح النبوية...، كما كان هناك فترة أو فترات متفرقة لكل شخص بأن يقف مع نفسه إما أن يقرأ القرآن وإما أن يدعو ويتهجد ويصلي وإما أن يسبح ويهلل ويحمد الله.. وقد وضع القائمون على هذه الليلة الإيمانية بمختلف المساجد، جدولا مشجعا للمصلين على الاستمرار في قيام الليلة دون كلل أو ملل أو حتى الإحساس بالإرهاق والتعب، فكان جدولهم صلاة 10 ركعات، ومن ثم استراحة وجيزة يكون فيها موعظة دينية أو درس إيماني كامل، أو أمسية قرآنية يحييها طلبة القرآن الكريم. قبل استئناف صلاة القيام بدءا من الثلث الأخير من الليل، فيما يكون ختم الليلة المباركة بالتسبيح الجماعي أو ما يسمى ب دعاء القنوت، ثم صلاة الصبح. ولعلها الليلة الوحيدة في السنة التي يصلي الناس فجرها في الشوارع والأزقة؛ نظرا لامتلاء المساجد عن آخرها فهي قيام حتى مطلع الفجر. وقد أَم الناس في صلاة قيام ليلة القدر باقة من القراء أصحاب الأصوات الندية الجذابة التي تجعل المصلي لا يمل من صلاته وإن طالت، واستمرت الليلة واستمر معها الجدول الإيماني حيث قدم مجموعة من المشايخ والعلماء المواعظ الدينية والدروس والعبر من قيام شهر رمضان المبارك خاصة العشر الأواخر التي فيها ليلة هي خير من ألف شهر. واختتمت جموع المصلين الليلة المباركة في كل المساجد، رافعين أكفهم بالدعاء بأن يكونوا في هذه الليلة من العتقاء، وكان دعاؤهم يحيط القلوب خشوعا ويرسل العيون دموعا.وبعد الفراغ من صلاة الصبح، احتشدت الأعداد الكبيرة للمصلين في مجموعات يهنئون بعضهم ويتعانقون، داعين لبعضهم بأن يكون كل منهم قد فاز ونال ما رجاه من ربه في ليلة تعبده، مع اقتراب ليالي رمضان من ساعة الرحيل.