بعد انتهاء مراسم حفل افتتاح المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني، الخميس الماضي، وقبل اللقاء المقبل المقرر في شرم الشيخ في 14 من الشهر الحالي كشف، أول أمس، عن مخطط صهيوني جديد لبناء 3000 وحدة جديدة في المستوطنات في الضفة الغربية. وشرع المستوطنون قبل أربعة أيام في بناء بؤرة استيطانية صهيونية جديدة في منطقة الخليل. وبدأوا في عشرات المستوطنات الأخرى بإحضار معدّات تمهيداً لإقامة منازل ومراكز ومجمّعات. في هذا الوقت، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من أن المفاوضات المباشرة التي انطلقت في واشنطن قبل يومين قد تكون الفرصة الأخيرة. وقد كشف الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أول أمس، عن مخطط صهيوني جديد لبناء 3000 منزل جديد في المستوطنات في الضفة الغربية، مؤكداً أن المزاعم الصهيونية عن تجميد جزئي مجرد خدعة سياسية. وأكد البرغوثي أن المستوطنين الصهاينة شرعوا قبل أربعة أيام ببناء بؤرة استيطانية جديدة على أراضي قرية البقعة الزراعية شرق محافظة الخليل. وقال منتقداً المشاركة الفلسطينية في المفاوضات المباشرة إن النشاطات الاستيطانية جارية على قدم وساق في ظل المفاوضات، موضحاً أن إسرائيل لم تجمد الاستيطان أبداً في القدس وأن قرار التجميد لم يشمل القدس وضواحيها وأن عمليات البناء مستمرة أيضا في الضفة. ووصف الذهاب إلى المفاوضات قبل تجميد الاستيطان بالقرار غير الصائب. ورأى البرغوثي أن استيلاء المستوطنين على 130 دونماً من أراضي قرية قريوت جنوب نابلس، يمثل السياسة الاستيطانية في الضفة. وأوضح أن المستوطنين في أكثر من مستوطنة بالضفة بدأوا بإحضار معدات وخلاطات أسمنت منذ الأربعاء الماضي تمهيدا لإقامة المنازل والمراكز التجمعية الاستيطانية، مشدداً على أن حديث كيان العدو عن تجميد الاستيطان ليس سوى خدعة، مذكراً بمصادقة الحكومة الصهيونية الشهر الماضي على بناء 23 غرفة دراسية في 8 مستوطنات. وأكد البرغوثي أن الأشهر القليلة الماضية شهدت بدء بناء 390 مبنى استيطانياً جديداً خلال فترة التجميد المزعومة، منها 223 وحدة استيطانية ثابتة و167 مبنى متنقلاً ليصل عدد الوحدات الاستيطانية التي شرع العمل فيها خلال هذه الفترة إلى 603 وحدات جديدة. وأضاف أن المستوطنات الكبيرة تشهد مشاريع استيطانية ضخمة، مشيراً إلى الشروع ببناء 180 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة بيتار عيليت، إضافة إلى 62 وحدة جديدة في مستوطنة بركان، و100 وحدة جديدة في بنريه و60 وحدة في شعاري تكفا. وأكد البرغوثي أن عدداً من المستوطنات يتم الآن البناء فيها. مفاوضات الفرصة الأخيرة من جانب آخر، حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من أن المفاوضات المباشرة التي انطلقت في واشنطن قبل يومين قد تكون حالفرصة الأخيرة لفترة طويلةخ. وقالت في مقابلة مشتركة مع تلفزيون فلسطين التابع لرئيس السلطة الفلسطينية والقناة الثانية في التليفزيون الصهيوني إنه ليست هناك خطة بديلة في حال أخفقت هذه المحادثات. وأضافت للأسف، أرى أن قوى التدمير والقوى السلبية في الجانبين تكتسب قوة. وقالت كلينتون، وفقاً لنص المقابلة الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية إن الوقت ينفد سريعاً أمام الصهاينة والفلسطينيين، لتحقيق السلام والأمن. وأشارت هيلاري إلى أن الجانبين المشاركين في المحادثات ومعظم العالم العربي يتعرضون على نحو متزايد للتهديد من جانب من أسمتهم الإرهابيين الذي تدعمهم إيران. واستطردت هناك من يدعم هؤلاء الإرهابيين وهي إيران التي تقف وراء الكثير من أنشطتهم. وقالت كلينتون إنها على ثقة من أنه بمقدور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق سلام يقود إلى إقامة دولة فلسطينية. وأضافت كان واضحاً في حضوري أنهما يرغبان في العمل بجد للتوصل إلى اتفاق نهائي.وتابعت ترغب الولاياتالمتحدة في دعم الزعماء والأشخاص الذين يرون أن هذه الفرصة ربما تكون الأخيرة لفترة طويلة لتسوية هذا النزاع. وقالت لا أستطيع أن أمحو من كتب التاريخ وأغير كل ما حدث بينكم على مدى سنوات كثيرة ولكن ما يمكننا عمله هو عرض مستقبل مختلف. صحيفة: المفاوضات ولدت ميتة في سياق متصل، وصفت صحيفة ألمانية المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني بأنها ولدت ميتة، معتبرة أن رئيس السلطة محمود عباس ألعوبة بيد واشنطن، ورئيس منتهي الصلاحية. وقال المحرر السياسي بصحيفة يونغا فيلت، راينر روب: إن أحد أسباب هذا الوصف يعود إلى أوضاع القادة المشاركين في هذه المفاوضات، فالجانب الصهيوني الذي يقوده رئيس الوزراء اليميني المتشدد، بنيامين نتنياهو، يواجه فريقاً فلسطينياً يترأسه ألعوبة اشترته واشنطن هو محمود عباس. وأضاف الكاتب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الراعي الرسمي لهذه المفاوضات، كان يفترض أن يكون وسيطا محايدا ونزيها، غير أنه تحول إلى أداة صغيرة في حقيبة الصهاينة بعد أن كرر ركوعه أمام اللوبي الداعم لهؤلاء في واشنطن والكيان، بحسب موقعي دي برس السوري والمركز الفلسطيني للإعلام. وذكر روب أن أكثر ما يثير الدهشة هو أن عباس الذي يقدم نفسه في هذه المفاوضات كممثل شرعي للفلسطينيين، هو في الحقيقة فاقد الصلاحية القانونية بعد أن انتهت فترة رئاسته في يناير ,2009 وهذا ما صمتت عنه وسائل الإعلام الكبيرة صمت القبور. وأكد على أنه بتوجيهات من واشنطن تم نسيان مسألة انتخاب رئيس فلسطيني جديد، وكل المشاركين الآن في مفاوضات واشنطن يدركون جيدا أن عباس الموصوف بالخيانة والمكروه من أغلبية الفلسطينيين، لن تكون له أو لحركته الفاسدة فتح أدنى فرصة للنجاح في أي انتخابات تجري بشكل ديمقراطي. وتساءل المحلل السياسي الألماني كيف لعباس أن يوافق بلا تفويض ديمقراطي، على قرارات تاريخية سيكون لها تداعيات ثقيلة الأثر على قضية فلسطين. وأشار الكاتب إلى أن شمس عباس ستغرب فوراً إذا تجاوز حدوده وقبل باتفاق مع نتنياهو في ظل مواصلة الاحتلال الصهيوني اغتصاب أراضي الفلسطينيين، وتوسعها بإقامة المستوطنات غير الشرعية بالضفة، ومحاولاتها ضم القدسالشرقية. وختم روب شعور نتنياهو القوي بانحياز أوباما إلى صفه وعدم قدرته على معارضته، شجعه على الإعلان بملء فمه قبل بدء مفاوضات واشنطن بأنه لن يقدم أي تنازلات أو يمدد قرار وقف الاستيطان الذي سينتهي الخريف القادم. بين فكي السلطة والاحتلال ميدانيا، وفي الضفة المحتلة، كشفت مؤسسة حقوقية فلسطينية النقاب عن قيام ضباط صهاينة من جهاز الاستخبارات الشاباك بالتحقيق مع معتقلي حركة المقاومة الإسلامية حماس في سجون السلطة الفلسطينية، والذين تم اختطافهم في أعقاب العمليات الفدائية الثلاث في الضفة الغربيةالمحتلة نهاية الأسبوع الماضي. واعتبرت مؤسسة أحرار للدفاع عن الأسرى مشاركة ضباط صهاينة من جهاز الشاباك والشين بيت بالتحقيق مع المختطفين الفلسطينيين في سجن الجنيد التابع لالسلطة الفلسطينية في نابلس، أمرًا خطيرًا، حيث يعري أجهزة أمن السلطة ويثبت أن دورها يتجسد في حماية أمن المستوطنين الصهاينة. وأدانت المؤسسة حملة الاختطافات العشوائية التي تشنها ما يطلق عليه ميليشيا عباس بحق المواطنين الفلسطينيين في الضفة المحتلة، داعية الشرفاء من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوقوف والتصدي لوقف هذه الجرائم بحق الفلسطينيين، وعدم السماح بأن تتحول مراكز الأجهزة الأمنية في الضفة إلى مسالخ لإذلال شرفاء الشعب الفلسطيني. كما استنكرت بشدة انتهاكات أجهزة أمن السلطة، وما رافقها من ممارسات وحشية وتعذيب للمختطفين، حيث استخدمت أساليب تعذيب مرفوضة دوليًّا وإنسانيًّا، مناشدة المؤسسات الإنسانية والحقوقية ولجان الدفاع عن الأسرى للوقوف أمام مسؤولياتهم والسعي لوقف هذه الانتهاكات. يذكر أن حركة حماس أكدت أن ميليشيا عباس، شنت حملة اختطافات عشوائية في صفوف أنصار وقيادات الحركة في الضفة المحتلة، عقب عملية الخليل، طالت أكثر من ستمائة وخمسين شخصًا منذ يوم الثلاثاء الماضي وحتى صباح أول أمس السبت. وأكد العديد من المفرج عنهم أن سجون السلطة مكتظة بالمختطفين، وأنّ العشرات منهم يتعرضون لعمليات تعذيب وحشية جدًّا خاصة في الخليل ورام الله، كما واصل الجهاز الأمني التابع لمحمود عباس حملات الاستدعاء للمئات من قيادي وأنصار حماس في جميع محافظات الضفة الفلسطينية.