كشفت مصادر صحفية صهيونية النقاب عن تفاهمٍ أمريكيٍّ صهيونيٍّ يقضي بمواصلة سلطات العدو الصهيوني أعمال بناء المغتصبات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 خلال المفاوضات المباشرة المزمع إطلاقها قريبا، في ظل الآمال التي تعلقها سلطة رام الله على الإدارة الأمريكية للحيلولة دون حدوث مثل هذا الأمر. ونقلت النسخة الإلكترونية لصحيفة معاريف الصهيونية، عن مصادر أمريكية تأكيدها أن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو قد توصَّل إلى تفاهم مع جهاتٍ رفيعة المستوى في الإدارة الأمريكية، تنص على أن بمقدور إسرائيل مواصلة البناء في الكتل الاستيطانية التي لا تعتزم إخلاءها في إطار التسوية السلمية، على أن يتم وقف البناء في المستوطنات المعزولة. وفي الوقت ذاته أفادت الصحيفة بأن الإدارة الأمريكية تخشى من تفجُّر المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في المرحلة الأولى منها؛ لذا فإنها لا تقدم الوعود تجاه ما سيحدث بعد مراسيم الافتتاح، أو تجاه مبادرات حسن النية الممكنة التي قد تقدمها. ويأتي هذا الاتفاق عقب قيام الحكومة الصهيونية بدراسة سرية لجدوى مواصلة العمل بقرار التجميد على نطاق مقلَّص يشمل عمليًّا المغتصبات المعزولة الواقعة خارج الكتل الاستيطانية الكبرى. وكانت مصادر سياسية صهيونية قد أكدت أن الإدارة الأمريكية وافقت على مشروع وزير الاستخبارات الصهيوني دان مريدور، باستئناف البناء في الكتل الاستيطانية الواقعة على الحدود، ابتداء من 26 شتنبر المقبل، وهو موعد انتهاء فترة الشهور العشرة التي ادعت فيها سلطات العدو الغاصب أنها جمدت البناء الاستيطاني بشكل جزئي. وقالت المصادر السياسية لصحيفة معاريف إن واشنطن وافقت على فكرة تقسيم المغتصبات إلى قسمين؛ الأول يشمل مغتصبات يفترض أن تبقى جزءًا من الكيان الصهيوني، بعد التسوية السلمية الدائمة للصراع، وهي في الأساس المبنية على أراض متاخمة للخط الأخضر (الحدود القائمة قبل سنة 1967)، حيث أكدت أن واشنطن ستوافق على استئناف البناء الاستيطاني فيها، والثاني يضم المغتصبات التي يفترض أن ينسحب منها الكيان الصهيوني في حال التوصل لاتفاق تسوية. وأضافت هذه المصادر أن اتصالات ولقاءات مكثفة تجري بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بهذا الخصوص، بغية التوصل إلى صيغة مناسبة تتيح بدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين، يوم الأربعاء المقبل. وكان وزير خارجية العدو الصهيوني أفيغدور ليبرمان كشف في وقت سابق أن 1600 وحدة استيطانية مرت بكل إجراءات الموافقة ، وأنّ أعمال البناء من الممكن أن تبدأ على الفور في 2000 منزل آخر بالضفة الغربية بمجرد انتهاء فترة الحظر، كما استبعد وجود فرصة فعلية للتوصل إلى اتفاق خلال المفاوضات المباشرة بين سلطة عباس والاحتلال الصهيوني. وتأتي تلك التصريحات والتسريبات في الوقت الذي لا يزال رئيس السلطة محمود عباس يلهث وراء المفاوضات العبثية ويؤكد أنّه سيذهب إلى المفاوضات حتى لو كانت نسبة نجاحها واحدًا في المئة.