أكد محمد العمراني بوخبزة، أستاذ القانون الدولي ومتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، لالتجديد بأن التوتر الحالي للعلاقات المغربية الإسبانية، لن يصل إلى مدى أكبر، بسب عامليين ردعيين؛ الأول يعود للعلاقة ما بين المؤسستين الملكيتين في البلدين، اللتين تملكان قنواة تواصل للسيطرة على الوضع، ويرتبط الثاني بوجود الإشتراكيين في الحكومة بإسبانيا، وفسر بوخبزة ذلك بأن الحكومات الإشتراكية عرفت عموما بتعاملها الأكثر عقلانية مع المغرب، عكس الحكومات اليمينية التي تكون أكثر عدوانية. واتفق المتحدث السابق مع يوحي محمد، أستاذ الإقتصاد بكلية الحقوق والإقتصاد بجامعة ابن زهر بأكادير، الذي قال في اتصال لالتجديد بأن إسبانيا ما زالت تتعامل مع المغرب بعقلية استعمارية، ترفض التعاطي معه كدولة مستقلة ذات سيادة. وأكد بوخبزة على أن إسبانيا معروفة تاريخيا بتفريغ أزماتها في المغرب واستغلاله كشماعة لتعليق مشاكلها الداخلية، فتربط مؤشرات الجريمة المرتفعة والبطالة بالجالية والمهاجرين المغاربة، الذين يشكلون النسبة الأكبر. ويقحم المغرب في أية حسابات انتخابية داخلية بإسبانيا. وكانت مجلة التايم الأمريكية حملت مسؤولية توتر العلاقات المغربية الإسبانية في الآونة الأخيرة للمغرب. حيث جاء هذا الموقف في مقال نشر أول أمس الأحد على موقعها الإلكتروني، وصفت فيه مواقف المغرب من التطورات الأخيرة بالوقحة، مضيفة بأنه صعد الموقف، من خلال قيام عدد من هيئات المجتمع المدني المغربي بمنع مرور البضائع إلى مدينة مليلية المحتلة عقب الإتصال الذي تم ما بين الملكين المغربي، محمد السادس والإسباني، خوان كارلوس بوم الأربعاء الماضي، والذي بدا بأنه ساهم في تهدئة القضية. من ناحية أخرى، ربطت المجلة في المقال، الذي كان تحت عنوان لماذا يقوم المغرب باختيار معركة مع إسبانيا؟، ما بين تصاعد التوتر ما بين البلدين، والأزمة الإقتصادية التي تركت أثرها على الإقتصاد الإسباني واعتبرت المواقف المغربية من قضية الإعتداء على مهاجرين مغاربة ببوابة العبور لمدينة مليلية المحتلة، جزءا من سلسلة إشارات تدل على أن إسبانيا لم تعد تحظى بنفس الإحترام الذي كان لها سابقا، وبأن وضعها كلاعب دولي بدأ ينهار. واشار نفس المصدر إلى أن تطورات الموقف ما بين المغرب وإسبانيا يدل على واقع جديد لهذه الأخيرة بعدم احتفاظها بموقع متقدم في الشؤون العالمية، حيث كانت مؤسساستها المالية تتوسع بقوة قبل أن ترسل الأزمة المالية العالمية، اقتصاد إسبانيا لالعناية المشددة وحكومتها لفوضى داخلية. وقال بوخبزة بأن المغرب واع بوضع إسبانيا المحرج وحالة الضعف والوهن الذي تعانيه اقتصاديا واجتماعيا، حيث يحاول أن يساغل هذا الوضع من خلال تسجيل نقاط وإحراج إسبانيا، خاصة فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان باستغلال أي هفوة لها في هذا الإطار. من جهته، اعتبر يوحي محمد بأن جوهر المشكل الذي تواجهه إسبانيا مع المغرب راجع لمضايقته لها من خلال ميناء طنجة المتوسط وميناء الناظور غرب المتوسط اللذين أصبحا يشكلان منافسة حقيقية ويؤهلان المغرب للعب دور استراتيجي في التجارة العالمية. وقال يوحي بأن هذه المعطيات يمكن أن تمكن المغرب من ممارسة ضغط سياسي في اتجاه استرجاع مدنه السليبة.