تهتم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالعمل الخيري منذ نشأتها، والذي يعتبر أحد الركائز الأساسية للوزارة، ويمثل رسالة سامية تسعى إلى تحقيقها؛ فالكثير من الوقفيات التي يتبرع بها أهل الخير يتم اعتمادها وفق خطط وبرامج محكمة ليتم إسنادها إلى جانب العمل الخيري، ككفالة الأيتام، وإيواء المشردين، وسد حاجات الفقراء والمساكين من طعام وشراب وكساء. وقد أوعزت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بمناسبة حلول شهر رمضان، إلى الإدارة العامة للزكاة بالإشراف على توزيع المساعدات من خلال اللجان الميدانية الموزعة على محافظات قطاع غزة. 32 لجنة رغم الأزمة ورغم ما يعيشه الشعب الفلسطيني من ظروف صعبة وما يصاحبها من بطالة وفقر ومعاناة في قطاع غزة، فإن الإدارة العامة للزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية؛ قد واصلت عملها في محافظات الوطن؛ حيث نشطت في غزة من خلال مجموعة لجان محلية، وصلت حتى شهر حزيران (يونيو) 2010، إلى 32 لجنة موزعة على المحافظات الخمس على النحو التالي: 7 لجان في محافظة غزة، و7 لجان في محافظة الشمال، و7 في محافظة الوسطى، و6 في محافظة خان يونس، و5 في محافظة رفح. وتتفاوت اللجان في نشاطاتها وفقًا لطبيعة مستوى معيشة السكان في المنطقة التي تعمل فيها كل لجنة؛ فمجموع اللجان في غزة يغطي ما نسبته 70% من التجمعات السكنية في القطاع. رمضان شهر الخير وتبذل الإدارة العامة للزكاة في قطاع غزة أقصى جهدها لتصل في لحظة قريبة بإذن الله إلى أن تغطي من خلال لجانها كافة محافظات وأحياء القطاع، أي بزيادة عدد اللجان 50 لجنة تقريبًا. ومع إطلالة شهر الخير والبركة للعام 1431ه نشطت لجان الزكاة في التواصل مع المحسنين من أهل الخير والمؤسسات الخيرية لتوفير ما يمكن أن يفرِّج عن الأسر الفقيرة نتيجة ما أصابها من جراء الحصار الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، وحصَّلت مبدئيًّا ما يقارب (515 ألفًا و421 دولارًا)، أي بزيادة تصل إلى 20% عما تم توزيعه في رمضان 1430ه؛ حيث بلغت حينه (402 من الآلاف و727 دولارًا). مساعدات عينية ونقدية وتتنوع المساعدات المُحصَّلة بواسطة الإدارة العامة للزكاة ولجانها بين النقدي والعيني، وبين الكفالات الدائمة والموسمية الخاصة بشهر رمضان المبارك. وأوضحت الإدارة العامة للزكاة أن المساعدات النقدية الواردة حتى الآن لشهر رمضان 1431ه بلغت 965 ألف شيقل متوقع أن يستفيد منها ما يقارب 8470 أسرة بتنوع مستوى المساعدة المقدمة بين 200 شيقل و100 شيقل، إضافة إلى كفالات دائمة ل200 أسرة بواقع 50 دولارًا. فيما بلغت تكلفة إجمالي المساعدات العينية (الطرود الغذائية) ما يقارب 993 ألفًا و600 شيقل، متوقع أن يستفيد منها ما يقارب 9980 أسرة؛ حيث إن متوسط الطرد يصل إلى تكلفة 120 شيقلاً. وبهذا فإن قيمة المساعدات المراد توزيعها مع دخول الشهر الفضيل تبلغ مليونين و103 آلاف و600 شيقل؛ ما يعادل 553 ألفًا و579 دولار، سيستفيد منها ما يقارب 18 ألفًا و450 أسرة. كما أوضحت أن الشهر الكريم لهذا العام يتوافق مع مطلع العام الدراسي 2010 / 2011م؛ ما يزيد العبء على الإدارة العامة للزكاة ولجانها في تحصيل المزيد من المساعدات لتسهم في توفير المستلزمات الأساسية من قرطاسية وحقائب مدرسية وزي مدرسي، لافتًا إلى أن الإدارة العامة بصدد توزيع 500 حقيبة مدرسية خلال الشهر الفضيل. وأشارت إلى أن الإدارة العامة تنشط حاليًّا في التواصل والاتصال مع المؤسسات والجمعيات المعنية العاملة في قطاع غزة لتسهم وتساعد في تنفيذ المزيد من المشاريع الخيرية خلال الشهر الفضيل. ونوَّهت الإدارة بضرورة التفاعل من أهل الخير من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وإرسال صدقاتهم وأموال زكاتهم إلى لجان الزكاة؛ لكونها جهة مسؤولة في مكانها، وتخدم شريحة واسعة من الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، آملاً زيادة الإيرادات من أهل الخير، لزيادة الشريحة المستهدفة لدى الإدارة العامة للزكاة، وعلى وجه الخصوص كفالات الأسر الفقيرة؛ حيث بيَّن أن الإدارة العامة للزكاة وصلت حتى منتصف العام الجاري من توفير كفالات بقيمة 50 دولارًا في الشهر ل200 أسرة، وتتواصل في ذلك مع وزارة الشؤون الاجتماعية لتصل إلى الأسر المحتاجة بالطريقة السليمة. مشاريع استثمارية ورغم هذه الإنجازات -حيث تسعى الإدارة العامة للزكاة ولجانها الموزعة على محافظات قطاع غزة إلى إنشاء مشاريع استثمارية يعود ريعها على لجان الزكاة، كان آخرها إنشاء مخبز آلي ضمن نطاق عمل لجنة زكاة حي الدرج بمدينة غزة- فإنها تواجه العديد من الصعوبات والعقبات في تنفيذ عملها؛ من ذلك الحصار الصهيوني على القطاع، والذي من نتائجه إيقاف تعامل البنوك مع لجان الزكاة، بل وإغلاق الحسابات الخاصة بها، وكذلك عدم تعاون بعضٍ من المؤسسات الدولية الخيرية العاملة في القطاع مع الحكومة الفلسطينية بغزة خشية محاصِري قطاع غزة.