أكد سالم عبد السلام الشيخي، عضو المجلس الأوروبي للإفتاء ورئيس لجنة الفتوى التابعة للمجلس ببريطانيا، أن من أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في المغرب، اعتمادا على تقارير وزارة العدل، غياب آليات الإصلاح وانحسار دور الأسرة الممتدة إضافة إلى مسطرة الشقاق وأسباب أخرى. وقد الشيخي، خلال الدورة الجهوية الأولى التي نظمها منتدى الزهراء للمرأة المغربية وقسم الدعوة بجهة الوسط لحركة التوحيد والإصلاح بالدار البيضاء، مضامين ميثاق الحياة الزوجية، وهو عبارة عن دليل عمل للمختصين في التحكيم والإصلاح الأسري. وقال الشيخي، رئيس مركز السلام لدراسات المسلم الأوروبي، يومي الجمعة والسبت الماضيين 6/7 غشت 2010، في موضوع: الإصلاح الأسري، أن الدورة المذكورة تقدم للمستفيدين منها أهمية الشعور بالمسؤولية اتجاه العلاقات الأسرية، مؤكدا أن العلاج الحقيقي يبدأ عند تأسيس الأسرة، وضرب مثالا بماليزيا التي استطاعت أن تحول في ظرف أربع سنوات نسبة الطلاق من 38 في المائة إلى 11 في المائة، وهي أقل نسبة في العالم الإسلامي، وذلك بعد أن انتبهت إلى أن أسباب الطلاق تعود إلى عدم تأهيل المقبلين على الزواج، فوضعت خطة لإعدادهم؛ مما قلص من نسبة الطلاق. وأوضح مؤطر الدورة التدريبية، أن مضمون الميثاق يمثل ثمرة دراسة شملت ألف ومائة حالة وردت على مركز السلام لدراسات المسلم الأوروبي، وتضم عددا من الجاليات المسلمة المقيمة ببريطانيا؛ ومنها الجالية المغربية، وتركز الدراسة على الجانب الواقعي للإصلاح الأسري. ويضم الميثاق المذكور، أربعة عناصر تتفرع عنها نقط وموضاعات تفصيلية. فالعنصر الأول؛ يتضمن مقدمات وممهدات من قبيل حقيقة الميثاق الغليظ ومكونات الميثاق الغليظ وعلاقة الميثاق بالهدي النبوي، فيما العنصر الثاني؛ يتناول المقومات الضرورية لميثاق الحياة الزوجية من حقوق الزوجية منفردة مشتركة، والعنصر الثالث؛ يتناول عناصر السعادة الزوجية، محددة في سبعة جوانب إيمانية وقلبية ونفسية وجسدية وأخلاقية وعلمية واجتماعية. أما العنصر الرابع؛ فيتم فيه الجواب عن كيفية قياس النجاح في جوانب السعادة في الحياة الزوجية. واعتمد المدرب سالم عبد السلام الشيخي، على ورشة عمل حول استيعاب الميثاق وكيفية تنزيله في الواقع المعاش لمساعدة المقبلين على الزواج من جهة، وتقوية عضد العاملين في الإصلاح الأسري من جهة ثانية. وصرحت عزيزة البقالي، رئيسة المجلس الإداري لمنتدى الزهرء للمرأة المغربية ل التجديد، أن تنظيم الدورة المذكورة نابعة من اهتمام المنتدى بقضايا الإصلاح الأسري واستقرار الأسرة المغربية. وصرحت الأستاذة فاطمة أوكريس، مهتمة بقضايا الأسرة، أن الدورة أفادتها في توضيح مجموعة من المفاهيم المتعلقة بالأسرة وأن الدورة جعلتها تحس بخطورة الأمانة الملقاة على عاتق المصلحين الأسريين اتجاه الأسرة، مضيفة أن تنزيل الأفكار الواردة في الدورة تحتاج فقط إلى الفعل الجاد والمؤسسي.