كشف استطلاع للرأي في أوساط الجالية المغربية بالخارج أن 28 في المائة من المستجوبين يعتبرون أن قبولهم في بلدان الإقامة يتوقف على نسيان أصولهم، في حين أن 94 في المائة من الشباب يشعرون أنهم مغاربة، و82 في المائة يعتقدون أنهم يعتبرون مغاربة في دول الإقامة. وأفادت نتائج الاستطلاع الذي أنجزه مجلس الجالية المغربية بالخارج والوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالجالية المغربية، الذي قدم أول أمس الاثنين بالدار البيضاء أن 36 في المائة يصرحون بمواظبتهم على الذهاب على المسجد، و9 في المائة يترددون عليه يوميا، و27 في المائة مرة كل أسبوع، وأن 15 في المائة منهم يترددون عليه من حين للآخر. وأظهر الاستطلاع، الذي أنجز في الفترة الممتدة من 17 ماي إلى 11 يونيو ,2010 وشمل 2060 مغربيا مقيما بأوربا أعمارهم تتراوح ما بين 18 و34 سنة، التشبت القوي للمستجوبين باللغة العربية وبتعلمها، إذ صرح 93 في المائة منهم بأنهم متمكنون من اللغة العربية بصورة جيدة أو متوسطة، وأن 50 في المائة منهم يتحدثون ويكتبون بها. وأن 31 في المائة من هم تابعوا دروس اللغة العربية بالمساجد ، و25 في المائة بالمدارس التي أقامتها الحكومة المغربية في ديار المهجر. في حين أن 13 في المائة تعلموها من خلال جمعيات المجتمع المدني التي تنشط بين الجالية المغربية. وحوالي 74 في المائة عبروا عن رضاهم من الاستفادة من الدروس المبرمجة. وأوضحت نتائج الاستطلاع نفسه مدى متانة الروابط الأسرية والعائلية. وفي هذا الإطار، يرى 91 في المائة أنه من المهم جدا أو من المهم الحفاظ على علاقتهم بعائلاتهم بالمغرب. وتبعا لذلك، يحافظ 92 في المائة على اتصالات مع أسرهم أو أصدقائهم عبر الهاتف أو الإنترنت، وكثيرا ما يواظب 63 منهم على ذلك. كما بينت النتائج أن 83 في المائة من الجيل الثاني، بزيادة 1 في المائة عن الجيل الأول، يرون أنه من المهم جدا الزواج من شخص مسلم، وأن 35 في المائة الذين يصرحون بوضعهم كمتزوجين أو في وضعية معاشرة، 84 في المائة يعيشون مع مغاربة أو مغربيات. في حين أن 16 في المائة منهم يعيشون مع جنسيات أخرى. وخلص الاستطلاع إلى أن الشباب المغربي ماتزال له علاقة وطيدة جدا مع المغرب، على الرغم من أنهم اندمجوا، بفعل قوة الأشياء، في بلدان إقامتهم الأوروبية. مما ينتج عن ذلك إحساس بهوية مزدوجة قوية بالخصوص لدى الأجيال الثانية، إذ يحس هؤلاء الشباب، في نفس الوقت، بأنهم مغاربة ومن بلد الإقامة ويشعرون بأنهم في ديارهم. كا أقر بأن النتيجة الطبيعية المرتبطة بهذه الهوية المزدوجة تكمن في كون بعض هؤلاء الشباب يشعرون بأنهم مقتلعو الجذور- حيث ينظر إليهم كمغاربة في فرنسا، ولكن كفرنسيين في المغرب-، كما يشعرون بأنهم غير محبوبين (معتقدين أن للمغرب صورة جيدة، بخلاف الشباب من أصل مغربي). وأنهم أكثر إزعاجا، إذ يعانون من التمييز (في ارتفاع هذه السنة من 49% إلى 53%)، خاصة في مجال التشغيل والسكن، بحكم أنهم ولدوا في بلدان إقامتهم.