تفادى استطلاع للرأي أنجزه مجلس الجالية المغربية بالخارج الحديث، بشكل مفصل، عن تقرير بخصوص وضعية المهاجرين المغاربة بإسبانيا، يفيد أن مغاربة إسبانيا هم الفئة الأقل اندماجا مقارنة مما هو عليه الحال في بقية دول أوربا. وهو ما تحاشى ادريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، الحديث عنه أثناء الندوة الصحافية التي عقدها يوم الخميس الماضي بالدار البيضاء لتقديم نتائج الدراسة. ويبين استطلاع الرأي الذي أنجزه مجلس ادريس اليزمي أن «40 في المائة من المغاربة في إسبانيا يشتغلون في مشاريع البناء، رغم أن أغلبهم هاجروا من مناطق قروية، كما أنهم يشعرون بأن وضعهم في إسبانيا هش للغاية»، ويضيف التقرير أن 32 في المائة فقط من مغاربة إسبانيا يتكلمون الإسبانية بشكل متقطع، في حين أن نسبة المغاربة الذين يتكلمون لغتهم الأصلية في كل أنحاء أوربا ارتفعت إلى 60 في المائة. وبالنسبة إلى العلاقات الاجتماعية التي ينسجها المهاجرون المغاربة في إسبانيا، فإن 75 في المائة منهم يفضلون ربط علاقات اجتماعية مع بعضهم البعض، مما يكشف عن انزواء المغاربة واكتفائهم بالاندماج مع مواطنيهم عوض الانفتاح على المجتمع الإسباني. ورغم نظرة الإسبان السلبية اتجاه المهاجرين المغاربة فإن 65 في المائة منهم يعتقدون أن إسبانيا تقدر المغرب بشكل جيد. وأشار التقرير كذلك إلى أن 69 في المائة من المغاربة يفضلون العودة إلى بلدهم بعد وصولهم سن التقاعد، فيما أعرب 58 في المائة منهم عن عزمهم تقديم طلبات للحصول على الجنسية الإسبانية. ويشكل عدد المغاربة في إسبانيا نسبة 20 في المائة من عددهم الإجمالي المقيم بكل تراب أوربا، حيث إن عدد المقيمين منهم بشكل قانوني يصل إلى 750 ألف مغربي، 64 ألفا منهم يحملون الجنسية الإسبانية. وكان استطلاع الرأي الذي قدمه اليزمي قد توصل كذلك إلى أن 25 في المائة من مغاربة الخارج يقطنون سكنا اجتماعيا أو بكلفة إيجار متوسطة، حيث «يظهرون معوزين اجتماعيا». كما أكد 40 في المائة من المستجوبين أنهم مروا بفترات بطالة خلال الثلاث سنوات الأخيرة. وتوجد إسبانيا في صدارة البلدان التي يعاني فيها المهاجرون المغاربة من البطالة بنسبة61 في المائة، متبوعة بإيطاليا ب41 في المائة، وهولندا ب38 في المائة. كما أكد 72 في المائة من المغاربة أنهم واجهوا مصاعب أكثر من المعتاد في بحثهم عن شغل، بينما أعرب 62 في المائة عن نفس الإحساس أثناء بحثهم عن سكن، وهو الشعور الذي يتراجع في ما يتعلق بصعوبة مواصلة الدراسة أو تكوين ما، بنسبة 26 في المائة. وأشار استطلاع اليزمي كذلك إلى أن 59 في المائة من الأشخاص المستجوبين يدعمون ماديا عائلاتهم في المغرب.