شككت فعاليات مهتمة بقضايا المهاجرين المغاربة بالخارج في نتائج استطلاع للرأي قدم نتائجه مؤخرا رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، رافضة الاعتماد على مؤسسات أجنبية للقيام باستطلاعات رأي حول ظروف إقامة المهاجرين المغاربة، في إشارة إلى مؤسسة (بي في آ) الفرنسية، التي أشرفت على إنجاز الاستطلاع، داعية في نفس السياق إلى ضرورة تكليف مؤسسة وطنية قريبة أكثر من قضايا المهاجرين ومشاكلهم، بمثل هذه الدراسات، التي لم تستبعد هذه الفعاليات أن تكون «موجهة لخدمة جهات معينة»، وهو ما جعلها «تغفل» اهتمام المهاجرين بالجانب السياسي لبلدهم الأصلي. وفي الوقت الذي أظهرت فيه نتائج الاستطلاع أن مغاربة الخارج يولون «اهتماما لا يُستهان به بالشأن السياسي» في بلدان الإقامة، وأن 40 بالمائة من العينة المستجوبة، التي بلغت 2819 فردا من بلدان فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا، مسجلة في اللوائح الانتخابية بهذه البلدان، لم يتطرق استطلاع الرأي إلى اهتمام أفراد الجالية المغربية بشأن وطنهم السياسي، وهو ما يعتبر «تحريفا» للحقائق من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج، يقول جمال الدين ريان رئيس أرضية ما بين القارات للمغاربة القاطنين بالخارج ومؤسس «حركة المغاربة الديمقراطيين المقيمين بالخارج»، و«لا يعكس الرغبة الحقيقية للمهاجرين المغاربة، الذين لطالما عبروا عن رفضهم للطريقة التي تم بها تشكيل أعضاء المجلس المذكور، والذي يمهد للمشاركة السياسية للمهاجرين في غرفتي البرلمان». وأشارت نتائج استطلاع الرأي، الذي قدم نتائجه، الأسبوع الماضي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، إلى جانب غايل سليمان المدير المساعد للمعهد الفرنسي (بي في آ)، إلى أن الجالية المغربية «تعاني من تمييز سلبي في بلدان الإقامة»، مبرزة أن 78 بالمائة من هؤلاء حصلوا على الجنسية (50 بالمائة) أو هم في طور الحصول عليها (28 بالمائة)، وأن 95 بالمائة من أولياء أطفال أقل من 18 سنة يرغبون في أن يتقن أطفالهم لغة البلد المضيف. واعتبر الباحث في مجال الدبلوماسية والهجرة ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، عبد الفتاح البلعمشي، أنه «ليس من الموضوعي والعلمي أيضا تخويل مؤسسة أجنبية مهمة البحث في قضايا وهموم الجالية المغربية بالخارج، في الوقت الذي يوجد من بين صفوفها أطر تستطيع القيام بدراسة قادرة على تقديم مقاربة حقيقية لواقع المهاجرين»، مشيرا إلى أن نتائج الاستطلاع المذكور، وإن لامست بعض الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لحياة المهاجرين، فإن الدراسة لم تقارب وضعية المهاجرين في علاقتهم السياسية مع وطنهم الأم، وما إذا كانت هناك رغبة لدى الجهات الرسمية لترجمة رغبتهم في تحمل المسؤولية ببلدهم الأصلي والحصول على تمثيلية بالجهاز التشريعي، للمشاركة في صنع القوانين». وفي الوقت الذي لم يستطع أحد من مسؤولي إدارة مجلس الجالية المغربية إعطاء توضيح في الموضوع، إلى «المساء»، لم يتسن كذلك ربط الاتصال بالرقم الدولي لهاتف رئيس المجلس، إدريس اليزمي، بسبب عدم تشغيله طيلة صباح يوم الاثنين. وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن المهاجرين المغاربة واجهوا مصاعب أكثر من المعتاد في بحثهم عن شغل (72 بالمائة)، أو عن سكن (62 في المائة)، موضحة أن الشعور بالميز لدى هؤلاء يتقلص في ما يتعلق بالمصاعب التي تعترضهم داخل فضاءات الشغل (45 بالمائة)، أو عند ممارسة الشعائر الدينية (34 بالمائة)، في ما يتراجع هذا الشعور بشكل ملحوظ بخصوص صعوبة مواصلة تمدرس أو تكوين ما (26 بالمائة)، أو تلقي علاج بشكل لائق (17 في المائة).