اعتصمت زوجات وأمهات وأبناء وآباء المعتقلين على خلفية ما يعرف بالسلفية الجهادية المضربين عن الطعام بالسجن المركزي بالقنيطرة منذ 23 يونيو 2010، بحي قريب من السجن صباح يوم الجمعة، بعد تطويق قوات الأمن لبوابة السجن لمنع المعتصمين من الاقتراب منها، وندد المعتصمون بالحالة الصحية المزرية التي آلت إليها أوضاع أبنائهم الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام. وحضر الاعتصام ممثلون عن منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، وجمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، ولجنة الدفاع عن كرامة الإنسان، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان. ورفض حارس بوابة السجن طلب ممثلي الجمعيات الحقوقية القاضي بمقابلة المدير المحلي للسجن، كما رفض لقاء ممثلات عن العائلات مع ممثلي المعتقلين المضربين عن الطعام بحضوره من أجل معاينة الحالة الصحية للمضربين. من جهته، دخل حسن الخطاب، المعتقل على خلفية قانون مكافحة الإرهاب، في إضراب مفتوح عن الطعام، بعد أن تعرض صبيحة يوم الثلاثاء 21 يوليوز 2010 للضرب والسب والشتم -حسب أحد أفراد أسرته-، ومصادرة كل محتويات زنزانته، منها بعض مؤلفاته، من قبل مجموعة من حراس السجن. وفي تصريح له، أكد محمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، أن مطالب المضربين تركزت حول تحسين ظروف عيشهم داخل السجن، ورفع معاناتهم وما يتعرضون له من مضايقة، وسوء المعاملة وهدر كرامتهم عند تفتيشهم وعائلاتهم أثناء الزيارة، وقد أبرزت البيانات التي توصل بها المنتدى من قبلهم، يضيف حقيقي، أنهم يطالبون بحقوقهم كسجناء في انتظار إنصافهم من الأحكام القاسية التي صدرت في حقهم، والتي كانت حصيلة محاكمة غابت فيها ضمانات العدالة؛ مع ما رافق ذلك من خروقات تمثلت في الاختطاف والتعذيب، وقد بلغ إلى علم المنتدى أن الحالة الصحية للمضربين صارت أكثر من حرجة، إذ تراجعت أوزانهم ونقصت في بعض الحالات إلى 20 كيلوغراما، ناهيك عن حالات الإغماء وتقيؤ الدم -يضيف حقيقي-. وراسل منتدى الكرامة لحقوق الإنسان الوزير الأول طلبا للتدخل لإنقاد السجناء المضربين عن الطعام من الموت، وذلك لما له من وصاية على المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ملتمسا ، في مراسلة توصلت التجديد بنسخة منها، استعمال صلاحياته من أجل التدخل العاجل لإنقاذ حياة المضربين عن الطعام والنظر في مطالبهم، واتخاذ الإجراءات المناسبة التي تحفظ حقوقهم بما يتوافق مع المواثيق الدولية ذات الصلة؛ المصادق عليها من قبل المغرب والقوانين الجاري بها العمل. وجاء في مراسلة المنتدى أن خمسين معتقلا من المسجونين بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام بكل من السجن المركزي بالقنيطرة منذ 23 يونيو الماضي، وثلاثة عشر معتقلا من نفس المجموعة بالسجن المحلي بطنجة منذ فاتح يوليوز,2010 بدأت حالتهم الصحية تنذر بخطر وشيك يهدد حقهم في السلامة البدنية، وقد يمس حقهم في الحياة. وأضافت المراسلة أن المندوبية العامة لإدارة السجون لم تبال بهذا الخطر، وأنها رفضت فتح حوار جدي ومسؤول معهم يضع حدا لهدر حقوقهم كسجناء. وعن سياق الإضراب المفتوح عن الطعام، أضافت المراسلة أنه جاء في سياق احتجاج المضربين عن تردي أوضاعهم داخل السجون، وسوء المعاملة، والمضايقة وهدر الكرامة حسب ما ورد في بياناتهم التي توصل بها المنتدى.