كشفت صحيفة إندبندنت أون صنداي البريطانية عن المشكلات الخطيرة التي تَقِف عقبةً أمام الاستراتيجية الغربية المتعلقة بتدريب القوات الأفغانية لتحلّ محل القوات الأمريكية والبريطانية في أفغانستان. وفي عددها الصادر، الأحد الماضي، قالت الصحيفة: إن الخطة الاستراتيجية التي ترمي إلى تأسيس قوة أمنية أفغانية لكي تحلّ محل القوات البريطانية والأمريكية المقاتلة في أفغانستان في حالة كبيرة من الفوضى بسبب اختراق عناصر طالبان لها وتفشِّي الفساد في صفوف هذه القوات بسبب إدمان أفرادها للمخدرات. وتواصل الصحيفة أنّ أقل من ربع القوات الأفغانية (أي أقل من وحدة من أصل سبع وحدات تابعة للشرطة) صنّفت على أنها قادرة على التصرف بشكل مستقل، لكن تقول الصحيفة: إنّ الحقيقة أسوأ من الصورة التي رسمت لها، مضيفةً أن مكتبًا معنيًا بتدقيق وضع هذه القوات خلص إلى أن مستوى التقدم الحاصل في صفوفها يظلّ أقل بكثير من الصورة السائدة. ويقول المفتش الخاص لجهود الإعمار في أفغانستان: إن نظام التصنيف لا يعتمد عليه وغير منسجم، محذرًا من أن تقييم جاهزية قوات الشرطة والجيش الأفغانية بالغ في تقدير قدراتها الميدانية. وتضيف الصحيفة أنّه حتى الوحدات التي صنفت على أنها تحظى بقدرات قتالية عالية لا تستطيع التصرف بشكل مستقل، متابعة أن 50% من أفراد قوة الشرطة في بعض المناطق فشلوا في اجتياز اختبار المخدرات. وفي إحدى الحالات، كانت عناصر قوات التحالف شهودًا على تدخين بعض أفراد الشرطة الأفغانية للأفيون والتعبير عن عدم استعدادهم لتنفيذ العمليات العسكرية بل وترك ثكناتهم. ويتابع التحقيق أنّ 74% فقط من الجنود الأفغان داخل الوحدات القتالية كانوا حاضرين قبل بدء تنفيذ المهمات القتالية، محذرًا من وجود نقص كبير في المستشارين العسكريين الغربيين المطلوبين للوفاء بمتطلبات التدريب إذ هناك خصائص في فرق التدريب يقدّر بأكثر من 200 فريق بدءًا من شهر مارس من السنة الجارية. وتمضي الصحيفة قائلة: إن قادة قوة المساعدة على إرساء الأمن (إيساف) يقرون بوجود مشكلات تعاني منها القوات الأفغانية في ظل تعرض إيساف لمزيد من هجمات طالبان مع قدوم فصل الصيف. وتأمل إيساف في زيادة أعداد القوات الأفغانية من 200 ألف عنصر في بداية عام 2009 إلى 300 ألف عنصر خلال السنة المقبلة على أمل أن تؤدي هذه الزيادة إلى التعجيل بانسحاب قوات التحالف من البلد، لكن تحليلاً صادرًا عن منظمة غربية يرى أن 34 ألف عنصر من القوات الأفغانية التي خضعت للتدريب قادرون على التصرف بشكل مستقل.