تناولت بعض الصحف البريطانية الحرب على أفغانستان بالنقد والتحليل، وفي حين أشار بعضها إلى ضرورة إيجاد إستراتيجية ووضع جدول زمني للخروج من ما سمته المستنقع الأفغاني، أشارت أخرى إلى أن القوات الأجنبية باقية لعقود قادمة بدعوى تثبيت الأمن ودعم القوات المحلية في البلاد. فقد تساءل الكاتب الأميركي مارك ويسبورت في ما إن كانت هي بداية النهاية للحرب في أفغانستان؟ وقال إن الحرب على أفغانستان لم تزل مستمرة بالرغم من انفخاض التأييد الشعبي لها والوقوف ضد استمرارها. وأضاف ويسبورت -وهو مدير مشارك في مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة ومقره في واشنطن، في مقال نشرته له صحيفة ذي غارديان- أن بمقدور الكونغرس الأميركي العمل على تسريع خروج القوات الأجنبية من أفغانستان. وقال إن الولاياتالمتحدةوأفغانستان تنفقان الكثير من ميزانيتيهما على الجيش والشرطة، ولم يعد مستغربا أن الشعب الأفغاني بات يتطلع إلى إيجاد طريقة للخروج من الأزمة. الحل بالمفاوضات ومضى إلى أنه بينما يتطلع الأفغانيون لأن ينتهي الصراع في بلادهم عبر المفاوضات، يأبى الأميركيون ذلك، موضحا أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) تعد قواتها لشن المزيد من الهجمات الموسعة -وربما الأكبر منذ بدء الحرب- على ولاية قندهار جنوبي البلاد. وأشار الكاتب إلى أن استطلاعا للرأي برعاية الجيش الأميركي أظهر أن 94% من أهالي قندهار يؤيدون إجراء مفاوضات سلمية مع حركة طالبان بدلا من المواجهة العسكرية. كما أشار الكاتب إلى تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الأسبوع الماضي يفيد بأن الناس في بعض المناطق في أفغانستان باتوا ينظرون إلى القوات الأجنبية بوصفها تمثل خطرا لا يقل عن الخطر الذي تمثله حواجز طالبان وألغامها المزروعة على جوانب الطرق، في ظل تزايد أعداد القتلى من المدنيين على أيدي القوات الأميركية. ونسبت نيويورك تايمز إلى بخاتيالي -أحد كبار السن في قندهار- قوله «إن الناس يكرهون القوات الأجنبية»، مضيفا أن وجودها يشكل خطرا على الناس العاديين، وأنها «تقوم بقتل الناس وبمنعهم من السفر على الطرقات». واختتم الكاتب بالقول ينبغي لإدارة الرئيس الأميركي بارك أوباما الانصياع للضغوط التي تفرضها الأغلبية الشعبية في الولاياتالمتحدة المنادية بإنهاء الحرب، وإلى وضع جدول زمني للخروج من المستنقع الأفغاني. وفي سياق متصل، نسبت صحيفة ذي غارديان إلى عسكريين بريطانيين قولهم إن القوات البريطانية تواجه مخاطر مستمرة في ولاية هلمند. أما الناطق العسكري في الجيش البريطاني اللواء غوردون ماسينجر فقال إن هجمات حركة طالبان على الجنود البريطانيين قد تراجعت في ظل انشغال مقاتليها بحصد الأفيون. ومضى الناطق العسكري بالقول إنه يتوقع من طالبان أن تعود لتصعيد هجماتها في الصيف القادم بعد أن تكون انتهت من جمع الحصاد الذي يشكل قرابة 90% من الأفيون الذي يصل إلى أنحاء الدول الأوروبية، في ظل الجدل بشأن محاولات مكافحة النبات المخدر في البلاد. من جانبها قالت صحيفة ذي إندبندنت إن الحلفاء يغضون الطرف عن الفساد المستشري في أفغانستان وسط الاتفاق بشأن إستراتيجية الخروج، مضيفة أن القوات الأجنبية باقية لعقود قادمة في البلاد بهدف دعم القوات الأفغانية المحلية. وأشارت ذي إندبندنت إلى اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي الذي اختتم أعماله في العاصمة الأستونية تالين، موضحة أنه برغم بحث الحلفاء موضوع تسليم الملف الأمني الأفغاني لقوات الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، فإن القوات الأجنبية سوف لن تبدأ بالانسحاب من البلاد. أما صحيفة ديلي تلغراف فأشارت إلى محادثات أجريت بين قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال وقادة في القوات الأجنبية في أفغانستان. خسائر عسكرية ومضت إلى القول أن ماكريستال والقادة العسكريين الأميركيون الآخرين يرون ضرورة انسحاب القوات البريطانية من ولاية هلمند حيث لاقى 252 جنديا بريطانيا مصارعهم في المنطقة من أصل 281 عسكريا بريطانيا قتل في الحرب الأفغانية، وإبقاء الولاية تحت سيطرة القوات الأميركية. أما القوات البريطانية فيجرى الإعداد لنشرها في قندهار حيث ستتمركز هناك لفترة غير محددة، إذ سبق لها القتال هناك في عام 2008 إثر فرار مئات من مقاتلي طالبان من سجن الولاية. وأضافت الصحيفة أن عشرين ألف جندي أميركي إضافي سيتم نشرهم في ولاية هلمند بحلول الصيف القادم، مشيرة إلى خطة لانسحاب أكثر من ألفين وخمسمائة جندي كندي من المنطقة في العام القادم وانسحاب ألفي جندي هولندي من منطقة أروزغان المجاورة في غشت القادم.