أثارت المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في حق المتضامنين على متن سفن أسطول الحرية التضامني التي كانت متوجهة لكسر الحصار الصهيوني على قطاع غزة الشهر الماضي، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.. ردة فعل عالمية غاضبة تجاه الجريمة الصهيونية، كما فضحت الحصار الصهيوني الظالم المفروض على القطاع للعام الرابع على التوالي؛ الأمر الذي دفع أحرار العالم إلى تكثيف الجهود لكسر الحصار عبر تسيير المزيد من السفن التضامنية؛ حيث يسابق المتضامنون الأوروبيون الزمن لتجهيز أسطول الحرية ,2 بالإضافة إلى سفن عراقية وسودانية. ومن بين السفن التي يتم تجهيزها للانطلاق نحو غزة سفينتا مريم وناجي العلي اللبنانيتان؛ حيث ستحمل سفينة مريم على متنها ما يقارب 70 امرأة بينهن خمس راهبات أمريكيات، إلى جانب أوروبيات ومتضامنات من جنسيات مختلفة، وشخصيات اعتبارية، كما أن سفينة ناجي العلي سيكون على متنها مجموعة من الصحفيين. وتحمل السفينتان مساعدات طبية، مثل أجهزة غسيل الكلى والأدوية لمعالجة مرضى السرطان، وللأطفال والنساء. من جانبها، أكدت منسقة اللجنة التحضيرية لسفينة مريم النسائية سمر الحاج، في تصريحاتٍ خاصةٍ لالمركز الفلسطيني للإعلام؛ أن السفينة جاهزة من كافة الجوانب، وبدأ العد العكسي لانطلاقها، وتحمل على متنها نساء من لبنان والكويت والبحرين وسورية والأردن وأمريكا فرنسا وبلدان أخرى. ونفت الحاج وجود أي تمثيل لحزب الله اللبناني على متن السفينة؛ وذلك ردًّا على ادعاءات سفيرة الكيان الصهيوني لدى الأممالمتحدة جابرييلا شاليف التي نشرت أكاذيب حول وجود ممثلين لحزب الله على متن السفينة، وأكدت أن الصهاينة ليسوا فقط مرفوضين من حزب الله، ولكن من كل مؤمن بالسيادة والحرية والاستقلال، وإنهم مع كسر الحصار عن غزة وما بعد غزة وما بعد بعد غزة. وردًّا على التهديدات الصهيونية باعتراض السفينة وتحضيرات الهجوم عليها عبر عملية أطلقت عليها رياح السماء 2؛ قالت الحاج: لا نعترف بكيان غاصب.. نحن ذاهبون إلى شواطئ غزةالفلسطينية ونحن معتصمات ملتصقات بمريم، ولن نتركها. وأضافت: بما أن الكيان الإسرائيلي كيان محتل ووجوده غير شرعي، ومناهض للقانون الدولي، فإن كل أفعاله وكل ما يقوم به غير شرعي. بدوره أكد الخبير في القانون الدولي حسن جوني، في تصريحات خاصة لالمركز الفلسطيني للإعلام؛ أن اتفاقية جنيف الرابعة تفرض على الكيان الصهيوني لكونه قوة محتلة، أن يطبق الاتفاقية؛ حيث تنص المادة 23 منها على أن على القوة المحتلة أن تسمح بدخول كل المؤن، وكل ما له علاقة بحياة المدنيين، وخصوصًا الأطفال، من ماء وغذاء ودواء، بل أكثر من ذلك؛ عليه أن يساعد في دخول هذه المواد، وأن يضع كل إمكانياته من أجل ذلك. وبخصوص الحكومة اللبنانية التي لا يسمح قانونها لأية سفينة بأن تبحر إلى مرفأ خاضع لسلطات الاحتلال، قال جوني: إن السفينة ذاهبة إلى منطقة محاصرة، وتقوم بواجبها بفك الحصار، وهو واجب إنساني مطلوب. وتابع: أعتقد أن الوضع القانوني حتى الآن غير واضح لدى السلطة اللبنانية.. هناك خلاف داخل الحكومة اللبنانية، ولكن من الناحية القانونية أريد أن أكرر أن هذه الباخرة يحق لها أن تنطلق من لبنان وتذهب إلى غزة؛ لكون اتفاقية جنيف الرابعة تطلب إدخال المعونة، وإغاثة السكان في المناطق المحتلة، وما تقوم به سفينة مريم تطبيق لهذه الاتفاقية، وعلى الحكومة اللبنانية أن تسمح بذهاب هذه السفينة إلى غزة. لكن الوكيل البحري لسفينة ناجي العلي أكد لقناة المنار التي تصدر من لبنان أن باخرة جوليا التي أطلق عليها اسم سفينة ناجي العلي جاهزة للانطلاق في اتجاه غزةبفلسطينالمحتلة بعدما استوفت جميع الشروط القانونية اللبنانية والدولية والاتفاقيات البحرية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية. وأضاف ربيع الصالح أن الباخرة ترسو على رصيف مرفأ طرابلس. ومن المتوقع وصول السفينتين المدنيتين اللتين تحملان متضامنين من مختلف الجنسيات وراهبات أمريكيات وشخصيات أمريكية اعتبارية، خلال الأيام القليلة القادمة. وذكر تقرير للبي بي سي أن من بين الناشطات لبنانية أمريكية حاملا تدعى سيرين سحام، ردت عند سؤالها عن وضع الجنين، بأن طبيبها أفادها بأن لا خطر عليه إذا ما سافرت بحراً، لكنها استدركت قائلة وهي تشير إلى بطنها ليس أغلى من اطفال غزة، انهم محاصرون وبحاجة الى الغذاء والدواء، وينبغي للعالم بأسره ان يخجل من الوضع المزري الذي يعيش فيه اطفال غزة، ويهب لنجدتهم. وتحمل السفينتان اللتان تسيرهما مؤسسة فلسطين الحرة برئاسة ياسر قشلق، مساعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى والأدوية لمعالجة مرضى السرطان، وللأطفال والنساء. وقال قشلق في كلمته عبر الهاتف خلال مؤتمر صحفي بغزة جئنا للتضامن مع إخواننا في غزة، ومن أجل كسر الحصار الظالم المفروض عليه. وأضاف أننا نحمل مساعدات إنسانية وإغاثة ودواء ومعدات طبية لسكان غزة، وخاصة الأطفال والنساء، ونتمنى الوصول إليكم وإيصال المساعدات. وتمارس سلطات الاحتلال الصهيوني ضغوطًا كبيرة على الحكومة اللبنانية من خلال تهديداتها باعتراض مريم واعتقال من عليها، وفي المقابل تؤكد الجهة المنظمة للسفينة أن وجهتهم الأكيدة غزة، وسيصلون إليها.