اليوم ليس عاديا في مسجد التقوى بمدينة تمارة ، فالمسجد امتلأ عن آخره بالمصلين عصر يوم السبت 19 يونيو2010، حتى إن بعض النساء اضطررن إلى الانتظار خارجا بعد أن لم يجدن لهن مكانا في جناح النساء، علامات الاستفهام التي بدت على ملامح بعضهن سرعان ما تحولت إلى تفهم بعد أن علمن أن مسجد الحي يستقبل ضيوف الرحمن الذين قدموا من مختلف جماعات عمالة الصخيرات تمارة ليحضروا اللقاء التواصلي الأول الذي دعت إليه المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية من أجل خلق تواصل مع الحجاج المترشحين لأداء مناسك الحج لسنتي 1431 و ,1432 أهداف اللقاء كما سطرتها المندوبية في بطاقة تقنية خاصة تكمن في عرض البرنامج الموسمي لتأطير الحجاج وحثهم على حضور الدورات التدريبية. ولتحفيز الحجاج ألقى الأستاذ عبد السلام الأزعر، عضو المجلس العلمي المحلي لمدينة تمارة، كلمة توجيهية، أبرز فيها أن الحج عبادة عظيمة ولها مقاصد كثيرة؛ منها تلبية نداء الله عز وجل ومغفرة الله التي ينالها كل حاج صادق مقبل على الله، موضحا أن الاستعداد للحج يكون ماديا ومعنويا، وهذا الأخير يكون بالاستعداد الإيماني والتوبة إلى الله عز وجل والاستعداد العلمي للحج بمعرفة أركانه وسننه، وأشار الأزعر إلى أن من ضيع ركنا واحدا فسيكون حجه باطلا. هذا واستعرض المرشد علي مناين برنامج التأطير للسنة الماضية، موضحا بالصور كل مراحل التكوين التي يشرف عليها المرشدون والمرشدات إلى جانب علماء من المجلس العلمي المحلي، وأبرز مناين أن المندوبية هذه السنة ستعمل على تقريب التأطير من الحجاج، فعوض مركز واحد يستقطب كل حجاج العمالة سيتم هذه السنة العمل في خمسة مراكز تتوزع على تمارة والصخيرات وسيدي يحي وعين عودة، وذلك من أجل ضمان استفادة جميع الحجاج، وحتى لا يكون البعد سببا يمنعهم من القدوم إلى الدورات التدريبية. ويتوزع برنامج التأطير على ثلاث مراحل، الدروس النظرية، إذ يتم تخصيص حلقات علمية يتم فيها تلقين النسك للحجاج، ودروس تطبيقية يقوم خلالها الحجاج بتطبيق ما تعلموه اعتمادا على بعض المجسمات (مجسم الكعبة، الصفا، المروة ..) ثم الزيارات الميدانية، وهي تجربة جديدة بدأتها مندوبية الشؤون الإسلامية بتمارة السنة الماضية، إذ يقوم المرشدون والمرشدات بزيارة بعض الحجاج الذين صعب عليهم الاستفادة من الدروس، في منازلهم ويتم التواصل معهم بشكل مباشر، ويركز برنامج التكوين على ثلاثة محاور: المحور الشرعي الفقهي، والمحور الأخلاقي السلوكي ثم المحور الإداري. الحجاج والرغبة في التعلم بانتباه شديد، يتابع حجاج عمالة الصخيرات تمارة الذين يبلغ عددهم 471 حاجا وحاجة بالنسبة للتنظيم الرسمي و115 بالنسبة لوكالة الأسفار، كل ما يقوله المشرفون على اللقاء التواصلي، فهمهم بعد أن تجاوزوا مرحلة القرعة أصبح في تلقي المعلومات التي يكون بها حجهم مقبولا، رشيدة إحدى الحاجات قالت لالتجديد إن معلوماتها حول الحج متوسطة، وأضافت بقلق شديد إن أخشى ما أخشاه أن أخطئ في المناسك أو أنسى ركنا ما فذلك من شأنه أن يبطل حجي، ويضطرني إلى الانتظار عشر سنوات أخرى قبل أن يسمح لي بالحج مرة أخرى، ولا أدري هل سيبقى عندئذ في العمر بقية، وتقول رشيدة إنها بدأت منذ تجاوزها مرحلة القرعة تقرأ عن الحج ومناسكه في الكتب وتتابع دروسا دينية عن طريق الأشرطة، كما أنها تسأل الناس الذين لهم علم في هذا المجال. السيدة مليكة التي كانت تجلس إلى جانبنا قالت إنها لا تعرف الكثير عن المناسك سوى الطواف، وتؤكد بأنها تعول كثيرا على هذه الدروس وعلى المرشدات في معرفتها كل ما يلزم ليكون حجها مقبولا وصحيحا وسليما من أي أخطاء من شأنها أن تبطله. بدوره يعول السيد أحمد على الدورات التدريبية التي تنظمها المندوبية، ويقول التقيت بعدد من الحجاج الذين أدوا المناسك في سنوات سابقة، ونتحدث عندما نجتمع عن ظروف الحج وما ينبغي فعله عند كل نسك، وأرجوا أن أكون مستعدا كفاية عندما يقترب موسم الحج. محمد الخياري، المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية في عمالة الصخيرات تمارة، قال إنهم عجلوا في تنظيم الدورات التكوينية للحجاج هذه السنة حتى يأخذوا الوقت الكافي في تأطير الحجاج، في الوقت الذي كانت هذه العملية تبدأ خلال السنوات السابقة بعد شهر رمضان، بحيث لا يفصل الحاج عن موسم الحج سوى شهرين، وهذه المدة الزمنية أثبتت - يقول الخياري- أنها غير كافية ليكون الحاج جاهزا من الناحية العلمية والصحية والإدارية لأداء هذا الركن الأعظم، ويضيف أنه ظهر من خلال تقييمنا للمواسم السابقة أن ضيق فترة التأطير يؤثر على الحجاج ومعرفتهم بالشعائر، ويظهر ذلك بوضوح خلال موسم الحج، إذ يحدث أن لا يقف بعضهم بعرفة أو نكتشف أن بعض الحجاج لا يعرفون بعض الشعائر، ويتابع الخياري نركز في الدورات التدريبية على أن نبين للحجاج الصورة الحقيقية للحج كما هو وليس كما يريده أو يتخيله، فنحرص على أن نظهر له أن الحج مشقة وأن المشقة جزء من هذه العبادة حتى يكون الحج مبرورا مقبولا، كما نركز على التوعية بالجانب السلوكي. برنامج جديد من جهتها شرعت قناة محمد السادس للقرآن الكريم في تصوير برنامج جديد بعنوان لبيك اللهم، وذلك في إطار استعداداتها لمواكبة موسم الحج، والهدف من البرنامج هو إعداد الحجاج علميا لأداء مناسك الحج، ويتناول البرنامج الذي يؤطره الأستاذ اليزيد الراضي، رئيس المجلس العلمي لإقليم تارودانت، معنى الحج ومقاصده ومناسكه، ويتناول في حلقاته الاحرام والطواف والوقوف بعرفة ورمي الجمرات والتيسير في أعمال الحج وزيارة قبر النبي، إلى جانب التركيز على الجوانب الأخلاقية والسلوكية. وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق قد صرح في البرلمان أن الوزارة، وعلى غرار السنوات الماضية، عبأت كل الإمكانيات المادية والبشرية لتسهيل أداء فريضة الحج لهذه السنة، كما اتخذت عدة إجراءات وتدابير عملية لهذا الغرض. وأوضح التوفيق، في معرض رده على سؤال شفوي حول موضوع الترتيبات المتخذة لأداء مناسك الحج، تقدم به الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، أنه، ورغبة من الوزارة في تحسين مستوى الخدمات المقدمة لفائدة الحجاج الميامين، وتأطيرهم دينيا وإداريا وصحيا، خلال فترة زمنية كافية، وبالشكل المطلوب، تقرر بصفة استثنائية هذه السنة إجراء عملية التسجيل والقرعة بالنسبة لموسمي حج 1431 ه و1432 ه. وأكد الوزير أن عدد المسجلين، خلال هذا الموسم، بلغ 333 ألفا و816 شخصا، منهم 272 ألفا و,752 ضمن لائحة التأطير الرسمي (بنسبة 71,81 في المائة)، و61 ألفا و64 شخصا ضمن اللائحة الثانية الخاصة بوكالات الأسفار السياحية (بنسبة 29,18 في المائة). وأضاف أن عدد المسنين لهذه السنة بلغ4567 شخصا، منهم 3835 تابعين للتنظيم الرسمي، و732 لوكالات الأسفار السياحية، مشيرا في هذا الصدد، إلى تخصيص نسبة 15 في المائة، قبل إجراء عملية القرعة، من مقاعد الحصة الإجمالية المخصصة للمسجلين في اللائحتين على الصعيد الوطني لكبار السن.