كشف عبد الله ساعف، مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، أن التهديدات التي تواجه المغرب، منها ما هو تقليدي تمثله الجزائر وإسبانيا، ومنها ما هو حديث يتمثل في التطرف الديني، والتشيع، والتنصير، والانفصال، والتفكك القيمي، والتمييز العرقي. واستبعد ساعف فرضية وقوع حرب بين المغرب والجزائر في الأمد المنظور. وأوضح ساعف الذي استضيف في برنامج تيارات بمناسبة إعلانه عن التقرير الاستراتيجي الجديد للفترة ما بين 2006 إلى ,2010 أن المغرب تميز خلال الفترة المدروسة بمركزية المؤسسة الملكية، كفاعل رئيسي ومبادر، تلحق بها المؤسسة الحكومية، ثم المؤسسة التشريعية بالتبع، مشيرا إلى صعوبة الفصل المنهجي بين أداء المؤسسة الملكية والحكومة في المغرب، حيث تنفذ هذه الأخيرة مشاريع ومبادرات الأولى. أما الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني والنقابات فتبقى فاعلا ثانويا بحسب التقرير الجديد، وأبرز ساعف أن الفاعل الخارجي يبقى جد مؤثر، ويتمثل في أمريكا والاتحاد الأوربي كافة، ثم فرنسا وإسبانيا على وجه الخصوص، إضافة إلى المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي. وقال ساعف إن المغرب حقّق تقدما مع هاته الدول، مثل اتفاقية التبادل الحر مع أمريكا، والوضع المتقدم مع الاتحاد الأوربي. وأوضح ساعف أن هذا التقدم للمغرب عزز موقعه التفاوضي إزاء دول الجوار، خاصة الجزائر، التي باتت تتطلع في السنوات الأخيرة إلى تحقيق موقع منافس للمغرب، ببناء علاقات جيدة مع الأمريكيين خاصة. وأكد ساعف أن المغرب تطور منذ الاستقلال إلى اليوم نحو امتلاك النفس الاستراتيجي، إذ مرّ في البداية من غلبة النفس التكتيكي أو ما أسماه بتقنية تبادل الضربات، إلى مرحلة التخطيط للسياسات العمومية، التي انتهت ببلورة تصورات استراتيجية، وبالتالي النفس الاستراتيجي. لافتا الانتباه إلى أن الاستراتيجية لا يمكن أن تكون بغير نفس سياسي، لأنها تقتضي تحديد غايات وأهداف سياسية، منتقدا سيطرة الهاجس التكنوقراطي على العمل التنفيذي.