قال عبد الله ساعف، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الإشكال الكبير في المغرب هو أن هناك اللاتسييس في المجتمع، وكلمة عزوف لا تعكس الواقع لأن العزوف يعني أن الأفراد دخلوا السياسة، ولكن أجزاء كبيرة من المواطنين لم يدخلوا قط إلى السياسة لكي يخرجوا منها، وهناك عنصر ثان مرتبط بالخريطة الاجتماعية غير الواضحة الآن. وشدد ساعف على أن قضية الأعيان تثير الانتباه من زاوية البحث، وأن الطابع المتقطع للتراب المغربي لا يعطي فرصة للتنظيمات الكبرى للهيمنة وطنيا، ويدفع هذا التقطيع المحلي الأعيان إلى الواجهة. وأبرز أنه ليس هناك فرص تاريخية تبرز التنظيمات المجتمعية، أي أن يعطي المجتمع الأحزاب التي تمثله، فقد تعطلت هذه القضية، والتعددية تحتاج إلى لحظة لها دلالة زمنية لكي تعرف ما هي التيارات التي توجد بالمجتمع وتعبر عن حاجياتها.وأضاف خلال برنامج تيارات بالقناة الثانية الإثنين الماضي، أنه من منطقة إلى منطقة ومن موقع محلي إلى موقع آخر، يسود مفهوم محلي لشخصية المكان، وهناك تنوع كبير في الخريطة الاجتماعية المغربية، وتحولات باستمرار في تموقع الأحزاب في مناطق الانتخابات. من جهته أثار نور الدين الزاهي أستاذ علم الاجتماع، إشكالية الخروج من مرحلة إلى مرحلة، وأن الفاعلين السياسيين مثقلون بمجموعة من الثقافات المختلفة، الحداثة مع التقليدية، الخطاب السياسي مع الزبونية والقرابة، وهناك مسار طويل من أجل قراءة هذه المعطيات. وأضاف الزاهي أن التوافقات التي توجد بين الأحزاب السياسية هي بعيدة عن المجال العمومي وعن تمثيلية الناس ومطالبه ومصالحه، وتبقى في مجال خاص مغلق طبقا لمصالح اللحظية.