دعا الباحث عبد الله ساعف أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس أكدال، أول أمس الأربعاء بالرباط، إلى صياغة سياسة لتفعيل جانب التعدد الثقافي لا تمس صيرورة الاندماج الوطني بل تعززها. "" وتحدث الأستاذ ساعف، في الدرس الافتتاحي للسنة الأكاديمية 2009-2010 بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بعنوان "الديموقراطية والتعدد الثقافي"، عن دور الدولة وإمكانية الاشتغال على هذا الملف بالتمييز بين التغطية الترابية واللغة والإنسان، والفصل بين الثقافة واللغة، والعدالة الاجتماعية وغيرها من المداخل التي يمكن اعتمادها لبلورة هذه السياسة. وأوضح المحاضر أن التعدد الثقافي يرتبط باللغة والثقافة وبكون الإنسان المغربي غير منمط مشيرا، في هذا السياق، إلى أن هناك مجموعة من النزعات تخترق الواقع المغربي (مطالب دعم، مطالب رمزية للتعويض الرمزي، مطالب إعفاء، مطالب ذات طابع مؤسساتي...). وأضاف أن تدبير مسألة التعددية الثقافية يستوجب التفاعل بين مجموعة من الثقافات والاندماج والرباط الوطني مشددا على أهمية هذا الاندماج الوطني والتماسك الذي يتقوى على أساس البنيات القديمة ولكن وبالخصوص على أساس الوسائل الحديثة. وبخصوص مسألة الوطنية (القومية) المغربية، أشار الأستاذ عبد الله ساعف إلى أنه انطلاقا من هذا يمكن التفكير في كيفية تدبر الآخرين لسياسات الشأن الثقافي (الولاياتالمتحدة وكندا على سبيل المثال). يشار إلى أن الباحث عبد الله ساعف حائز على دكتوراه الدولة في القانون الدولي العام (جامعة باريس 2)، وهو رئيس جمعية العلوم السياسية بالمغرب، ومدير المجلة المغربية للعلوم الاجتماعية (أبحاث)، ومدير جريدة (دفاتر سياسية)، ومدير التقرير الاستراتيجي المغربي منذ عام 1995، ورئيس المنتدى المدني الديموقراطي المغربي. من مؤلفاته "كتابات ماركسية حول المغرب (1860-1925) منشورات "كونتاكت" سلا- 1986 (دار توبقال 1988)، وصور سياسية من المغرب: منشورات دار الكلام- الرباط- 1987، أوراق عن أزمة الخليج، عن منشورات أبحاث 1992، وإصلاح نظام التربية والتعليم- منشورات رمسيس -1998، مصب الشمس : حوليات عن زمن الانحسار، دار الثقافة الدارالبيضاء 2002.