335680 تلميذا وتلميذة يجتازون امتحانات الباكالوريا ابتداء من أول أمس الثلاثاء وإلى غاية اليوم الخميس منهم 191510 بالشعب العلمية والتقنية، و144170 بقطب الآداب والتعليم الأصيل، هؤلاء كلهم أمل في تجاوز حاجر الباك والاستعداد للمرحلة المقبلة، فالأقلية القليلة ستحظى بالولوج إلى أهم المدارس والمعاهد، في حين أن الأغلبية الساحقة تتجه لمتابعة الدراسة بالجامعة، وهذا آخر ما يفكر فيه التلميذ المغربي بحسب العديد من الآراء والدراسات. وتحاول الأسر المغربية معرفة أفضل الشعب والمدارس والمعاهد لأبنائها بعد الباكالوريا. حميد تلميذ لا يعرف بعد الشعبة التي سيدرسها في شتنبر القادم؛ بالرغم من أنه من التلاميذ المتفوقين في ثانويته. ويأمل أن يبقى بعيدا عن الجامعة التي وصفها بأنها مصدر للبطالة، مستدلا بما يقع في شارع محمد الخامس بوسط الرباط منذ التسعينات، إذ لا لغة تعلوا على لغة الهراوات والسب والقذف في حق حاملي الشهادات الجامعية. (فتيحة.ب) تشعر هي الأخرى بخوف وهلع أحيانا، ومتمنياتها أن تجد تكوينا مهنيا يستجيب لمتطلبات سوق العمل بمدينتها الصغيرة، مع العلم أن والدها مستعد لتغطية جميع المصاريف والتكاليف المرتبطة بالتعليم العالي، لكن وجود أهم المؤسسات والمعاهد بالرباط والبيضاء قد يحول دون التنقل إلى المدينتين لمجموعة من الأسباب؛ لعل أهمها غياب التوجيه والنصح القبلي. بل إن غالبية الحاصلين على شهادات الباكالوريا يفقدون البوصلة بسبب إشكالية الاستشارة والتوجيه على وجه الخصوص. وبحسب الباحث الاجتماعي عبد الإله دحمان فالباكالوريا حلقة حاسمة في المسار الدراسي المغربي للتلميذ المغربي تجعله يلج المدارس والمعاهد العليا، وهذه الشهادة تمنحها الدولة، ولا يمكن فيما بعد أن تأتي وتقول للطالب إنه غير مؤهل للقيام بدراسات عليا وجامعية. كما أن الباكالوريا بحسبه هي نتيجة لتراكم سنوات من التحصيل الدراسي، ومع ذلك ولولوج كليات الطب والهندسة مثلا لابد من الحصول على معدلات عليا، مع اجتياز مباراة، وهذا يجعل أحيانا شهادة الباك بدون قيمة، فبالرغم من الحصول على معدلات كبيرة فلا يفلح صاحبها في الظفر بمقعد في كلية من الكليات المهمة والرائدة. تلاميذ الباكالوريا وضعف التوجيه والاستشارة يشتكي تلامذة الباكالوريا تحديدا وأولياء أمورهم من ضعف مجال التوجيه والاستشارة لأسباب متعددة، مما يجعلهم عرضة للضياع أحيانا، فكم من تلميذ كاد أن يضمن مستقبله في شعبة علمية أو العكس، لكن غياب موجه حقيقي أضاع عليه الفرصة، وهذا ما ذهب إليه معدو البرنامج الاستعجالي الذي أكد أن فعالية بنيات الاستشارة والتوجيه مازالت تتميز بمحدوديتها، حيث ضعف التنسيق الإجرائي بين مختلف المتدخلين في التوجيه. وغياب التحديد الدقيق لمهمة كل بنية من هذه البنيات. بالإضافة إلى صعوبات تداول المعلومات بين مختلف الفاعلين ونقص الموارد والكفاءات المعبأة من أجل ضمان تحقيق هذه الوظيفة. وباعتبار معدل 1200 تلميذ للمستشار الواحد في التوجيه، لا يمكن للتلاميذ الاستفادة من مقاربة فردية، ويظل تدخل المستشار مقتصرا على المستوى الثالث للتعليم الثانوي الإعدادي، والسنة الأولى للتعليم الثانوي التأهيلي. وعلى صعيد آخر، فإن دور تقييم القدرات والصعوبات في التعلم يبقى غائبا بسبب ضعف التنسيق بين مستشاري التوجيه وباقي الأطراف المتدخلة. كما أن الجسور بين التكوين المهني وبين المنظومة التربوية تظل جد محدودة. ومن المهم الإشارة إلى عدم بلوغ الهدف الذي حدده الميثاق، والقاضي بتوجيه ثلثي التلاميذ نحو الشعب التقنية والعلمية. ثم إن البنية الحالية للتعليم العالي لا تفرز سوى عدد محدود من الجسور بين مختلف المسالك. إذ سجل غياب تواصل دقيق حول نوعية الجسور الموجودة. وغياب تنميط وطني للجسور المقترحة على الطلبة، ثم الفصل بين بعض التكوينات بالرغم من تقاربها، كشهادة التقني العالي والدبلوم الجامعي التقني. إشكال الاستشارة بنيوي يرى عبد المومن طالب، مدير الوحدة المركزية للإعلام والتوجيه بقطاع التعليم المدرسي بقطاع التعليم المدرسي، أن ثمة مشاكل وصعوبات تؤثر على جودة ونجاعة الخدمات المقدمة للتلاميذ والطلبة والآباء منها؛ تدخل عدة أطراف في المجال (قطاع التعليم المدرسي / قطاع التعليم العالي / قطاع التكوين المهني)، وغياب نصوص تنظيمية تحدد بدقة مهام ومسؤوليات ومستوى تدخل كل الفاعلين في هذا المجال، وكذا غياب إطار قانوني لمختلف البنيات المتدخلة في المجال، يعكسه عدم وجود هذه البنيات ضمن هياكل الوزارة (مراكز الاستشارة والتوجيه على مستوى هيكلة النيابات الإقليمية، ومراكز إنتاج وثائق الإعلام على مستوى هيكلة الأكاديميات الجهوية، ومراكز إرشاد الطالب على مستوى هيكلة مديرية تكوين الأطر بالتعليم العالي)، وأضاف طالب صعوبات واختلالات أخرى على مستوى إرساء المناطق التربوية للتفتيش في مجال التوجيه التربوي، لأن لمجال التوجيه خصوصياته، ومن الصعب جدا العمل بصيغة المناطق التربوية المعتمدة بالنسبة للمواد الدراسية (الرياضيات، الفرنسية...). ناهيك عن غياب ميزانيات خاصة ببنيات الإعلام والمساعدة على التوجيه؛ والخصاص الكبير في التجهيزات المرصودة للبنيات كما وكيفا، بالإضافة إلى نقص في الفضاءات المخصصة للإعلام والمساعدة على التوجيه بالمؤسسات الثانوية الإعدادية والتأهيلية. هل من حلول ناجعة لتجاوز الإكراهات بحسب طالب يتوخى البرنامج الاستعجالي من خلال المشروع 3ذ7؛ القاضي بوضع نظام ناجع للإعلام والتوجيه؛ إيجاد حلول للإشكالات المتعلقة بالتوجيه التربوي، وذلك عبر توحيد وتقنين وتطوير تدخلات مختلف الفاعلين في مجال الإعلام والمساعدة على التوجيه؛ ثم وضع معلومات شاملة ومحينة، وذات مصداقية رهن إشارة جميع الفئات المعنية، ومساعدة التلاميذ والطلبة في اختياراتهم المرتبطة بالتوجيه، وإشراك الأساتذة، والآباء، والمهنيين، في الإعلام والمساعدة على التوجيه، ووضع الإعلام رهن إشارة المتعلمين. كما أن البرنامج الاستعجالي تحدث عن إنشاء شبابيك جهوية للتنسيق حول مراكز إرشاد الطالب، تهتم بالتوجيه لولوج التعليم العالي، توفر للطلبة/التلاميذ إعلاما محددا وهادفا. وهكذا ستتجلى مهمة هذه الشبابيك في تجميع ونشر كل المعلومات المرتبطة بمحتوى مختلف التكوينات المقترحة ومنافذ الشغل التي تؤدى إليها. وبموازاة ذلك، سيتم تصميم بوابة أنترنيت وطنية، تكون مصدر النشر الرسمي لكل ما يرتبط بالتوجيه، وتقدم معلومات بصيغ ملائمة تمكن من سهولة استعمالها. وسيكون من الواجب على مستشاري التوجيه تنشيط اجتماعات إخبارية منذ السنة الأولى من الثانوي الإعدادي داخل كل مؤسسة.