أكد الدكتور بنسعيد بلعيد بأن المغرب يتوفر على مجموعة من الشروط التي تجعله أرضا خصبة للتنصير، لكونه يتوفر على هامش كبير من الحرية والانفتاح، وكذلك لكونه أقرب نقطة لأوربا. وأشار الدكتور بلعيد خلال محاضرة نظمها المجلس العلمي المحلي للرباط أول أمس الأربعاء إلى أن الغرب يستهدف بالحملات التنصيرية المغرب الذي كان له دور تاريخي كبير في دخول الإسلام إلى أوربا، مضيفا بأن احتلال سبتة ومليلية يدخل في هذا الإطار، ومن أجل الحفاظ على موطئ قدم بالمغرب. وشدد بلعيد على أن الهدف من هذه الحملات ليس بالضرورة إخراج المسلمين من دينهم التاريخ أثبت صعوبة ذلك ولكن يهدف إلى خلق جيل مزعزع العقيدة، ومضطرب الهوية. وأشار نفس المتحدث إلى أن المنصرين يعتمدون وسائل مباشرة وصريحة أو أخرى خفية من أجل الوصول إلى أهدافهم. فتارة يعتمدون النقاش العلمي، وطرح الشبهات حول الإسلام، وتارة يستغلون الخدمات الإنسانية وتبني الأطفال، محافظين على عامل التأقلم مع خصوصيات كل مجتمع ينشطون به. وعلى صعيد متصل قال الباحث في قضايا التنصير الدكتور محمد السروتي إن أساليب التنصير تختلف بحسب الطبقة الموجهة إليها والمستهدفة، كما أنها متعددة كالهدايا والأشرطة والمجلات والقصص وغيرها من الوسائل المباشرة وكالرموز المثبتة على بعض الجدران والمنازل وبعض الصور والأغراض ورسائل مبتدئة ببعض الآيات والكلمات التي هي من صميم الدين الإسلامي، لكنها تحتوي على إيماءات ومضامين تنصيرية بداخلها، وأوضح السروتي خلال مداخلته في موضوع التنصير بالمغرب أساليبه ووسائله في إطار ندوة علمية حول خطورة التنصير التي نظمها المجلس العلمي المحلي للناظور يوم 8 ماي أن تاريخ التنصير في المغرب يلفه غموض وشوائب، إذ اعتمد على مجموعة من الرسائل والمخطوطات الموجهة إلى بعض الرهبان والقساوسة في الموضوع، وبالضبط خلال فترة حكم المرابطين بالمغرب. من جهته أكد الأستاذ لخضر زحوط، وهو أستاذ بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة، أن التنصير نبتة غربية في مجتمعنا المغربي، مشيرا إلى أن النصرانية في الغرب أصبحت تتراجع حاليا، بينما الدعوة الإسلامية تكتسب دائما مجالات جديدة وأتباعا وأنصارا، وهذا ما جعل جيوش المنصرين تتوجه إلى العالم الإسلامي ومن بينه المملكة المغربية. وبخصوص المغرب أكد المحاضر على أن المملكة أصبحت تحت مجهر المنصرين، كما أنهم برمجوا سنة 2002 سنة تنصير بالمغرب، وأقاموا صلاة في مجموعة من الكنائس، وذلك من أجل مغرب مسيحي، موضحا أن المنصرين يأملون أن يصبح المغرب العربي ككل من الدول المسيحية حسب مخططهم، بل يتعدى إلى أن يصل إلى الجزيرة العربية.