اعتبر دليل الجمهور الناشئ الذي وضعته الهيئة العليا للسمعي البصري (هاكا)، أن الطفل المغربي غير محصن من الموجات التي تستهدفه بين الفينة والأخرى. وحدد الدليل مجموعة من الأشكال الإعلامية التي تسيء إلى الطفل المغربي، كتلك التي تتضمن مشاهد متعلقة بالعنف بجميع أشكاله، أو ذات الطبيعة الجنسية، أو بالإشهار التجاري، ثم يليها الكشف عن هوية القاصرين في وضعية صعبة، أو من خلال صور النزاعات العائلية، واستعمال اللغة البذيئة في وسائل الإعلام السمعية البصرية. ومن جهته كشف تقرير مؤسسة ماروك ميتري لسنة 2008 أن المشاهدين المنتمين إلى الشريحة العمرية أكثر من 5 سنوات، يمضون حوالي 212 دقيقة يوميا أمام التلفزيون (قرابة 4 ساعات). كما كشفت نتائج البحث حول علاقة المغاربة بالتلفزيون أن 5,7 ملايين بيت في المغرب تتوفر على جهاز تلفزيون، وهو ما يشكل نسبة 90,4 %، وأن 96 %من بيوت المدن المغربية تتوفر على جهاز تلفزيون، مقابل 80,5 % في القرى. 55,8 % من البيوت المغربية تتوفر على جهاز رقمي لاستقبال القنوات الفضائية، مقابل 44,2 % لا تتوفر عليه. وحسب نفس التقرير فالمغاربة يقبلون على مشاهدة القنوات الأجنبية، خصوصا العربية، أكثر من مشاهدتهم القنوات المحلية، وتأتي قنوات ح على رأس القنوات الأكثر مشاهدة في المغرب، تليها قنوات روتانا، ثم قناة الجزيرةخ. وحسب دليل (هاكا)، تم وضع مجموعة من القيود على وسائل الإعلام المغربية، من أجل حماية الجمهور الناشئ من كل ما من شأنه الإضرار بتوازنه النفسي. وحسب الدليل قسمت البرامج إلى أربع فئات: الفئة الأولى، وتضم البرامج التي تكون مفتوحة في وجه جميع المكونات العمرية. الفئة الثانية(مربع أخضر)، وتتضمن البرامج التي لا تلائم الأطفال الأقل من 10 سنوات، ويمنع بثها ما بين الساعة 12 و14 وبين الساعة 17 و19 مساء. الفئة الثالثة (مربع أصفر)، وتتضمن المشاهد التي لا تلائم الأطفال أقل من 12 سنة، ويمنع بثها ما بين الساعة 12 و14 وبين الساعة 17 و19 مساء. الفئة الرابعة (مربع أحمر)، وتتضمن المشاهد الخطيرة التي لا تلائم الأطفال أقل من 16 سنة، ويمنع بثها قبل العشرة والنصف ليلا. ويبقى سؤال تفعيل هذه الآليات ونجاعتها مطروحا باستمرار.