شدد الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يونس مجاهد على ضرورة الفصل بين الدعم العمومي الذي تمنحه الدولة للأحزاب السياسية وبين الدعم المقدم للصحف، ودعا إلى ربط الدعم ب برنامج واضح لتحديث المقاولة ولتطويرها وعصرنتها. وأضاف مجاهد، الذي كان يتحدث ل التجديد على هامش حفل تسليم الجائزة الوطنية للصحافة أواسط الأسبوع المنصرم، بأن نتائج الدعم المقدم فيما سبق، والمقدر بملايير الدراهم، نتائج ضئيلة. وبخصوص موقف النقابة إزاء هذا المشروع، اعتبر يونس مجاهد بأن ما يجب أن يرتكز عليه أساسا هو تطوير الموارد البشرية، وتمتيع الصحافيين والعاملين بحقوقهم، لذلك يفترض يضيف أن يكون للمشروع أهداف اجتماعية ومهنية واضحة، وهذا ما نناقشه بتفصيل مع فدرالية الناشرين. وتأتي تصريحات المسؤول النقابي مع قرب التوصل إلى الصيغة النهائية لمشروع العقد البرنامج، والذي يعيد النظر في طريقة صرف الدعم العمومي للصحافة المكتوبة، وقد جرت عدة لقاءات بين وزارة الاتصال، صاحبة المشروع، وفيدرالية الناشرين المغاربة، والنقابة الوطنية للصحافة، وفي هذا الصدد أخبر وزير الاتصال نبيل بنعبد الله في الحفل المذكور آنفاً بأن وزارته منكبة في تشاور وحوار مع الفيدرالية والنقابة على المشروع لإخراجه إلى حيز الوجود مع مطلع السنة المقبلة. وتتمثل الخطوط العريضة للمشروع، حسب تصريحات وزير الاتصال، في إيجاد مقاولات صحفية بكل معنى الكلمة، إذ تظل الاستفادة من العقد البرنامج مشروطة بالخضوع ل تنظيم مقاولاتي واضح المعالم، وشفافية تامة في مالية المؤسسة من حيث تركيبة الرأسمال والنتائج المالية المحصل عليها، والتزام بالقوانين والواجبات الاجتماعية، وإدخال التكنولوجيات الجديدة وتوفير ظروف مناسبة للعاملين في إطار اتفاقيات جماعية. وأوضح الوزير أن الدولة ستخصص، من جانبها، صندوقاً يتكون من الدعم المقدم سابقا للصحافة الحزبية، ومن أموال لدى الوزارة مرصودة لدعم الصحافة، فضلا عن أموال إضافية تسعى الوزارة إلى الحصول عليها، كما ستعمل على استفادة المقاولات الصحفية الموقعة على العقد البرنامج من برنامج تأهيل المقاولات المغربية لمواجهة تحديات التبادل الحر، ومن مخطط لتكوين الموارد البشرية في إطار تعاقد ثلاثي بين وزارة الاتصال والمقاولات وكتابة الدولة في التكوين المهني والمكتب الوطني للتكوين المهني. وبخصوص مضمون وأهداف العقد البرنامج، قال رئيس فيدرالية الناشرين عبد المنعم دلمي لوكالة المغرب العربي للأنباء إنه يروم تحديث قطاع الصحافة في المغرب لجعل مقاولاته، التي يسير أغلبها بطرق تقليدية، وحدات عصرية وفعالة على حد قوله. تجدر الإشارة إلى أن موضوع الدعم العمومي للصحافة المكتوبة طرح منذ ما يربو عن 10 سنوات، ووجهت إلى طريقة توزيعه انتقادات كثيرة، ومن أبرزها أنها طريقة تفتقد إلى العدل والشفافية في المعايير التي يصرف على أساسها لجرائد معينة دون غيرها. محمد بنكاسم