وقعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفيدرالية المغربية لناشري الصحف صباح الأربعاء 14 دجنبر 2005 بالرباط على الاتفاقية الجماعية الإطار للصحافيين المهنيين في حفل أشرف عليه نبيل بنعبد الله وزير الاتصال، والذي أعلن عن كون 39 ملفاً من أصل 63 من مجموع الملفات المعروضة على اللجنة الثنائية للصحافة المكتوبة قد استفادت من الدعم العمومي بعد استفائها للشروط المطلوبة لتحديث المقاولة؛ 17 صحيفة يومية وتسع جرائد أسبوعية وأربع مطبوعات جهوية و5 شهرية، فيما منحت أربع صحف أخرى دعماً استثنائياً مراعاة لعنصر التعددية في الصحافة المكتوبة، كما ينص على ذلك عقد البرنامج لتحفيزها على استغلال هذه المرحلة الانتقالية لتتحول إلى مقاولات مهنية، وكانت 12 جريدة فقط هي المستفيدة في الفترة الماضية من الدعم، والذي كان التوزيع فيها غير مستند لمعايير وضوابط واضحة، وتطغى عليه الحزبية والمحسوبية واعتبارات أخرى... وجدد نبيل بنعبد الله عزم وزارته على تفعيل مضامين ميثاق الشراكة والتعاون الموقع بين وزارة الاتصال والشركاء المهنيين خلال الملتقى الوطني للصخيرات في مارس الماضي، معلناً عن إحداث صندوق اجتماعي خاص بالصحفيين المهنيين في غضون السنة المقبلة بعد بلورة الإطار القانوني والتنظيمي والتركيبة المالية لهذا الصندوق. وفي هذا الصدد، أعلن الوزير عن إحداث لجنة للتحكيم ولتتبع القضايا الاجتماعية الخاصة ببعض فئات الصحفيين داخل المقاولات الصحفية، وخلص إلى أن وزارته عازمة على جعل سنة 2006 سنة لإصدار قانون صحافة ونشر جديد يكرس الممارسة المهنية السليمة والبناءة المتشعبة لأخلاقيات المهنة من أجل صحافة حرة ومسؤولة. فيما اعتبر يونس مجاهد، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية التوقيع على هذه الاتفاقية إطارا انتقاليا في انتظار وضع شبكة للأجور على غرار ما هو معمول في كل الاتفاقيات الجماعية، وأشار إلى أنه لا يمكن تأهيل أي مقاولة صحافية دون إعادة النظر في العلاقات التي تربطها بالموارد البشرية، وطالب بضرورة إشراك الصحافيين في تطوير وتأهيل المقاولات باعتبارهم طرفاً أساسياً في هذه العملية. وشدد مجاهد على أن الصحافيين ينتظرون أن تنعكس مضامين عقد البرنامج على أوضاعهم المادية والمهنية، وذلك من خلال مباشرة أمرين اثنين على وجه الاستعجال، يتعلق الأول بمعالجة الاختلالات الخطيرة التي تعرفها أنظمة الأجور في بعض المؤسسسات، إذ ما تزال الأجور هزيلة لصحافيين اشتغلوا لسنوات طويلة، والبعض منهم على أبواب التقاعد، ويتعلق الأمر الثاني بالمتأخرات في تسديد واجبات الصناديق الاجتماعية. واعتبر مجاهد أن هذه الاتفاقية تشكل بداية مسلسل جديد يختلف عن الماضي، لكنه يطرح إشكالات جديدة تتعلق بكيفية تنفيذ بنود الاتفاق ومواصلة التفاوض حول المرحلة المقبلة، آملا أن يفي كل طرف بالتزاماته لتحقيق نجاح الصحافة المكتوبة في خضم سوق متواضعة وتنافسية تكنولوجية خطيرة. وركز رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف عبد المنعم دلمي على ضرورة تحديث وعصرنة المقاولة لتصبح مقاولة مواطنة، وتساهم في تطوير القطاع، وفي تصريح ل التجديد أكد دلمي أن الاتفاقية ينبغي أن تدفع في اتجاه رفع مستوى الصحافيين، وفي الوقت نفسه تسعى لتأمين مستقبلهم وحقوقهم، وهذا من شأنه أن يرفع مستوى المنتوج الإعلامي الذي ستظهر ثماره بعد عام أو عامين. وقال العربي المساري من جانبه للجريدة إن هذه الخطوة مهمة جدا لتكون المقاولة الصحفية مؤهلة، واعتبر التوقيع على الاتفاقية تأشيرة لاكتسابها صفة السلامة القانونية، وكذا استفادة المقاولة من الدعم العمومي ومن القروض المضمونة من الاتحاد الأوروبي لتأهيل المقاولات، وأضاف وزير الاتصال السابق أن المورد البشري كان يأتي سابقا في مؤخرة كناش الالتزامات، وأنه من غير المعقول أن يستجاب لارتفاع البنزين وسعر الكهرباء دون الأخذ بعين الاعتبار الإنسان الذي هو أساس كل عملية تنموية وكل إصلاح شمولي.