كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن الاحتلال الصهيوني وأذرعه التنفيذية بدأ بتنفيذ مشروع تهويدي كبير لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى المبارك وخاصة منطقة دار الإمارة الأموية إلى منطقة ومسار توراتي تلمودي مرتبط بالهيكل المزعوم. في الوقت الذي حذَّر اتحاد الأثريين العرب من خطورة إنشاء مشروع مترو الأنفاق الذي يعتزم الكيان الصهيوني بناءه مارًّا أسفل المسجد الأقصى. وأكدت مؤسسة الأقصى في تقرير لها أول أمس، من خلال زياراتها ورصدها المتواصل أن الاحتلال الصهيوني بدأ بمشروع كبير لتهويدٍ كاملٍ لمنطقة جنوب المسجد الأقصى، يرتبط بمشروع تهويدي لبلدة سلوان، وخاصة منقطة وادي حلوة. وقالت المؤسسة إن الاحتلال شرع في أعمال إنشائية لتحويل هذه المنطقة إلى مسار تهويدي تحت مسمَّى مسار المطاهر التوراتية كجزء من مسارات تهويدية تشمل الأسوار الإسلامية التاريخية للبلدة القديمة بالقدس، مضيفةً أن لفظ المطاهر هو لفظٌ ومسمًّى لموقع ديني يهودي يتمُّ من خلاله حسب ادِّعائهم التطهُّر قبل دخول الهيكل المزعوم. وأكدت مؤسسة الأقصى أنه سبق البدء في هذا المشروع أعمال حفريات صهيونية واسعة استمرَّت لأشهر شملت سرقة وطمس معالم أثرية إسلامية في المنطقة، وهو ما كشفت عنه مؤسسة الأقصى قبل أشهر ووثَّقته بالصور، تبعها إعلان أذرع في المؤسسة الصهيونية ادَّعت فيه أنه تمَّ الكشف عن آثار يهودية تعود إلى عهد الهيكل الأول المزعوم، وتبع هذا الإعلان مباشرةً الشروع بتنفيذ مخطط لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى إلى مسار توراتي تهويدي، وهو ما حذَّرت منه المؤسسة مرارًا وتكرارًا. وجاء في التقرير الموثَّق بالصور الفوتوغرافية أن مؤسسة الأقصى قامت برصد تحركات أذرع المؤسسة الصهيونية في منطقة جنوب المسجد الأقصى؛ حيث لوحظ قبل فترة بدء أعمال تجهيزية تمهيدية في طرف منطقة دار الإمارة الأموية من الجهة الجنوبيةالغربية، قريبًا من تقاطع مدخل وادي حلوة، شملت افتتاح مدخل جديد لهذه المنطقة وأعمال جرف وتجهيز طريق ترابي من الكركار، تبعه وضع أبنية مؤقتة ونصب خيام، وإدخال معدات حفر إليها، وتبعه بعد وقت قليل أعمال حفريات وتجهيزات وتغييرات في أحد المواقع الواقعة أسفل موقع الإمارة الأموية من ناحية المدرسة الختنية جنوبي محراب المسجد الأقصى، وتتصل هذه الأعمال بمنطقة بعض الآبار الواقعة في المنطقة والمتصلة مع آبار أخرى واقعة جنوب المسجد الأقصى، تصل إلى المسجد الأقصى القديم. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن الاحتلال الصهيوني بدأ قبل أيام بأعمال إنشائية شملت نصب أخشاب، ومدّ حبال، كمقدمة لتحضير وتحديد مسارات سياحية في منطقة الإمارة الأموية الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، قريبًا من مبنى الجامع القبلي المسقوف والمصلى المرواني، وترتبط هذه المسارات مع درج بنته واستحدثته المؤسسة الصهيونية وافتتحه إيهود براك رئيس الحكومة الصهيونية آنذاك عام 1999 كمرفق من مرافق الهيكل المزعوم. وتابعت أن الاحتلال الصهيوني نصب قبل أيام لافتةً ملونةً، وضع عليها صورةً ملونةً لجزء من المخطط التهويدي، تحت عنوان (مسار المطاهر هعوفل الحدائق الوطنية حول أسوار يروشالايم)، وأشارت اللافتة إلى القائمين على المشروع التهويدي وهم: ما يسمى بسلطة الآثار الصهيونية، وما يسمى بسلطة الحدائق والطبيعة، وما يسمَّى ب شركة تطوير شرقي القدس، وبلدية الإحتلال في القدس، وزارة السياحة الصهيونية. وبحسب معلومات متوفرة لدى مؤسسة الأقصى للوقف والتراث فإن الاحتلال الصهيوني يخطِّط لربط هذا المسار التوراتي التلمودي بأسطورة الهيكل المزعوم؛ حيث سبق البدء بهذا المشروع التهويدي قبل أشهر أعمال حفريات واسعة في المنطقة، تمَّ خلالها سرقة تراب وحجارة أثرية إسلامية تاريخية من المنطقة، تم إلقاء قسم منها في مزبلة مغتصبة معاليه أدوميم، وقسم آخر تمَّ وضعه في مخازن ما يسمَّى بسلطة الآثار الصهيونية. من جانب آخر، حذَّر اتحاد الأثريين العرب من خطورة إنشاء مشروع القطار الخفيف أو مترو الأنفاق الذي يعتزم الكيان الصهيوني بناءه بين القدسالشرقيةوالغربية مارًّا أسفل المسجد الأقصى. وأكد الدكتور محمد الكحلاوي أمين عام اتحاد الأثريين العرب وأستاذ العمارة الإسلامية بجامعة القاهرة في تصريحات ل(إخوان أون لاين) أن أية حركة أو ذبذبات أسفل الحرم القدسي ستحيله إلى ركام، بعد أن تحوَّلت المنطقة أسفل الحرم إلى فراغ أسفل الأساسات؛ مما يهيء الحرم للسقوط فور حدوث أي زلزال اصطناعي. وشدَّد د. الكحلاوي على أن هذا المترو وسيلةٌ جديدةٌ لإضعاف الأساسات عن طريق الذبذبات التي يُصدرها، والتي تؤثر بشكل كبير في تماسك صخور التربة، مؤكدًا أن المشروع يكرِّس التهويد ومحاولة نقل اليهود بين طرفي المدينة وإفراغ المدينة من أي وجود عربي؛ تمهيدًا للسيطرة الكاملة للصهاينة على كامل المدينة. وطالب الدكتور شريف والي عضو لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة بتكاتف الأثريين العرب لمنع ذلك المشروع الخطير الذي يهدد وجود الحرم القدسي ويؤثر في التركيبة السكنية للمدينة. ودعا الأنظمة العربية وعلى رأسها الجامعة العربية إلى التصدي لهذا المشروع؛ دفاعًا عما تبقَّى من المدينة المقدَّسة.